البرلمان التركي يجيز للحكومة شن هجمات خارج الحدود
سكاي نيوز عربية
بعد تاريخ من الأزمات السياسية بين تركيا وسوريا كتب للعلاقات بين البلدين أن تستقر منذ بضع سنوات، ولكن ليس لوقت طويل، إذ كانت الاحتجاجات السورية والحملة العسكرية التي أطلقها النظام لقمعها ووصلت إلى الجار التركي في أكثر من مناسبة كفيلة بتحويل الوفاق إلى توتر تطور في بداية أكتوبر إلى قصف تركي لمواقع الجيش السوري في مدينة الرقة ردا على مقتل 5 أتراك بالنيران السورية.
منذ مارس 2011 حين بدأت الاحتجاجات في سوريا، يطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، الرئيس السوري بشار الأسد بالاستجابة لمطالب شعبه وتنفيذ إصلاحات حقيقية. إلا أن رواية السلطات السورية تصر على أن الجيش يواجه عصابات مسلحة، فواجهت هذه السلطات الاحتجاجات السلمية بحملة دموية أسفرت عن مقتل أكثر من 32 ألف شخص في أكتوبر وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ومع اشتداد الحملات العسكرية النظامية وامتدادها من درعا، حيث بدأت، إلى الشمال وتحديدا حماة وإدلب ثم حلب، بدأت الحكومة التركية بإنشاء مخيمات للاجئين السوريين على أراضيها، الأمر الذي اعتبرته دمشق جزءا من "المؤامرة الكونية" عليها ووسيلة لتصعيد الأزمة السورية.
ومع تجاوز أعداد اللاجئين السوريين في تركيا لوحدها مئة ألف؛ طالبت أنقرة المجتمع الدولي بإنشاء مخيمات للاجئين في سوريا عبر إنشاء مناطق آمنة مدعومة بحظر جوي، إلا أن مطالب الأتراك لم تلق آذانا صاغية واضطرت إلى إنشاء مخيمات إضافية في أطمة لاستقبال اللاجئين الذين تدفقوا بوتيرة عالية بعد بدء معارك حلب الأخيرة.
ومع استمرار الاحتجاجات وازدياد عدد الضحايا، طالب إردوغان والرئيس التركي عبدالله غل الرئيس السوري بالتنحي، وهدداه بأن تركيا لن تسمح بتكرار مجازر حماة وجسر الشغور وحلب في إشارة إلى قمع الأسد الأب حركة معارضة قادها الإخوان المسلمون في ثمانينات القرن الماضي.
لم تتوقف التصريحات التركية ولا الحملات العسكرية السورية التيأحرقت نيرانها مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا، وأدت إلى مقتل ممرضة تركية، وجرح عدد من المواطنين الأتراك، ما دفعهم إلى تصعيد لهجتهم ضد الجار السوري، فوصف إردوغان بشار الأسد بـ"الجزار" الذي يقتل شعبه.
في يونيو الماضي شهدت العلاقات التركية السورية تطورا خطيرا، حينما أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة تركية مقاتلة من طراز "إف-4" في الأجواء الدولية (وفقا للجيش التركي)، وقتل الطياران اللذان كانا على متن الطائرة بعد هبوطهما اضطراريا وسقوطهما شرقي البحر الأبيض المتوسط.
ندد إردوغان بما سماه "العمل العدائي" وقال إنه يهدد أمن المنطقة، وشاركه حلف الناتو التنديد ذاته بعد اجتماع لمناقشة الحادثة التي أوصلت العلاقة بين دمشق وأنقرة إلى ذروة التوتر، فقال الجيش التركي إنه غير قواعد الاشتباك بين البلدين ونقل تعزيزات عسكرية إلى الحدود. هذا التوتر دفع الأسد إلى محاولة تخفيف أجواء التوتر فقال حينها لصحيفة تركية " يا ليتنا لم نسقط الطائرة".
بعد هذه الحادثة، شهدت الحدود المشتركة بين البلدين تراجعا من القوات السورية وامتدادا للمعارضة المسلحة في مدن سورية الشمالية، واتهمت تركيا النظام السوري بتسليم مناطق في الشمال السوري لقوى من حزب العمال الكردستاني المصنف تركيا "منظمة إرهابية"، فردت أنقرة أن من حقها التدخل في مدن سورية بما يحفظ أمن بلادها في إشارة إلى حلب وإدلب والرقة والحسكة المحاذي لحدودها.
تصاعدت وتيرة هجمات حزب العمال الكردستاني في تركيا التي اتهمت سوريا بدعمه، في حين لم تتوقف دمشق عن اتهام تركيا بإيواء من تسميهم "الإرهابيين" ودعمهم من خلال غرف عمليات أنشأتها على أراضيها.
لكن التوتر بلغ حده الأقصى في الثالث من أكتوبر الحالي عندما أطلق الجيش السوري قذائف هاون على منزل في قرية "أكتشه قله" التركية ما أسفر عن مقتل امرأة وبناتها الثلاثة وامرأة أخرى وإصابة عشرة أشخاص على الأقل وفقا لوسائل الإعلام التركية.
فردت تركيا بقصف أهداف للقوات السورية في منطقة تل أبيض بالرقة على مدى يومين أسفر عن مقتل عشرات الجنود النظاميين الذين طلب منهم عدم الرد على النيران التركية وفقا لمصادر المعارضة.
ورغم إعلان تركيا عدم نيتها خوض حرب على دمشق، أقر البرلمان التركي للجيش إمكانية تنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود إن اقتضت الضرورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى