الشاعر العراقي احمد مطر
فهم مبكراً ما يدور من صراع بين الشعب والسلطة التي تحكمه، فلم يستطع إلا أن يكون مناضلاً بكلمته، وكان جزاء نضاله أن يعيش هارباً من سلطات تطارده منذ شبابه.
هو الشاعر العراقي أحمد مطر، الذي ولد في قرية التنومة بالبصرة عام 1954، وانتقل بعدها هو وعائلته ليعيشوا عبر نهر بمحلة الأصمعي. وفي سن الرابعة عشرة بدأ أحمد مطر يكتب الشعر، كمعظم الشعراء، ولم تخرج كتاباته الأولى عن دائرة الحب والعشق، لكنه وعى بقضايا وطنه في فترة مبكرة، فانطلق يعبر عن هموم وطنه بقصائد قوية، كانت سبباً في هربه من العراق إلى الكويت، حيث عمل هناك محررا بجريدة القبس، والتقى هنالك بصديق عمره "ناجي العلي".
أحمد مطر وناجي العلي، كانا يمثلان ثنائياً ممتازاً، ليس على مستوى الأفكار والقناعات وحسب، بل على المستوى الشخصي أيضاَ، فكان يفتتح جريدة القبس أحمد مطر بأحد لافتاته الشعرية، ويختمها ناجي العلي بأحد كاريكاتيراته، لكن الاثنين لم يعيشا بسلام أبدا مع لهجتهما القوية في النقد، مما أثار حفيظة الأنظمة العربية مما تسبب في صدور قرار بنفيهما من الكويت، فغادر الاثنان من منفى إلى منفى، حتى استقرا في لندن، حيث قتل صديق مطر ناجي العلي بمسدس كاتم للصوت، وبقي هو ينتقم لصديقه بقلمه.
ويقول أحمد مطر عن شعره "عندما شرعت في الكتابة لم أضع في ذهني أي خطة لإنشاء مدرسة في الشعر،
ولا حتى "حضانة"، كانت عندي صرخة أردت أن أطلقها وكلمة حق أردت أن أغرزها في خاصرة الباطل، وقد فعلت، وباستطاعتي القول مطمئناً أنه إذا عرضت قصيدتي على قارئي فلن تحتاج إلى وضع اسمي عليها لكي يعرف أنها قصيدتي.
ويجد كثير من الثوريين في العالم العربي والناقمين على الأنظمة مبتغاهم في لافتات أحمد مطر حتى أن هناك من يلقبه بملك الشعراء ويقولون إن كان أحمد شوقي هو أمير الشعراء فأحمد مطر هو ملكهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى