مغالطات عن التوافق
من Alaa Abd El Fattah في 15 ديسمبر، 2012، الساعة 09:13 مساءً ·
يحاول مبرراتية الأخوان التغطية على ما تكشفه النتائج الأولية للمرحلة الأولى للاستفتاء على الدستور بمغالطات عديدة عن التاريخ الدستوري لبلاد مختلفة. المهم هو الهاء الناس عن حقيقة ان نسبة المشاركة في الاستفتاء تقارب 30% و ان نسبة قبول الدستور وسط الأقلية المشاركة اقل من 55% (لا شيئ مؤكد حتى تنشر الأرقام النهائية ناهيك عن تقديرات تأثير التجاوزات المختلفة).
مثال للتبرير الأخواني
https://www.facebook.com/IkhwanWorld/posts/465530616815752
و يبدو ان المصدر هو مقال لمعتز عبد الفتاح
http://www.elwatannews.com/news/details/95242
الاستهبالة الأولى مغالطة صريحة في الأرقام و لا افهم كيف سقط فيها معتز عبد الفتاح، حيث يدعي ان دستور فرنسا لعام 1958 اقر بعد استفتاء بنسبة قبول 63% فقط، و الحقيقة انه اقر بنسبة قبول 80% (ترتفع النسبة ل83% لو اضيفت المستوطنات) و رغم ان مقال معتز عبد الفتاح يقر ان نسبة المشاركة ايضا كانت مرتفعة (حوالي 80%) الا ان الاخوان يحاولون التقليل منها بصياغة النسبة بمقاطعة 20%
التفاصيل من ويكيبيديا: http://en.wikipedia.org/wiki/French_constitutional_referendum,_1958
الاستهبالة الثانية اعقد و هي تخص دستور فرنسا لسنة 1946 و هنا نقل معتز عبد الفتاح الأرقام بدقة و لكنه شارك في صياغة نسبة المشاركة بطريق ملتوي، اقر دستور 1946 بنسبة موافقة 53% لكن بنسة مشاركة 69% و هي نسبة مرتفعة مقارنة بوضعنا. لكن ما لم يذكره المصدرين ان استفتاء اكتوبر 1946 جاء بعد رفض مشروع دستور سابق في استفتاء بمايو 1946 و سبقهم استفتاء على اعلان دستوري مؤقت في 1945 كان الشعب الفرنسي قد ارهق وقتها و خصوصا ان الاستفتائات المتلاحقة جائت بعد تحرير فرنسا من الاحتلال الالماني. مثال لا علاقة له بظروف و طموحات ثورة يناير.
الحقيقة ان دستور 1946 مثال جيد لضرورة التوافق، فالدستور بتقدير الجميع فشل و ادى لفترة من عدم الاستقرار السياسي و فشل حكومات متعاقبة و نظام حكم عقيم و لم تخرج فرنسا من مشاكله الا بعد اقرار دستور 1958.
معلومات عن الجمهورية الرابعة و دستور 1946: http://en.wikipedia.org/wiki/French_Fourth_Republic
المغالطات التالية اخف قليلا، لكن سأوضحها، اولا في مقال معتز عبد الفتاح يذكر دساتير البرازيل و جنوب افريقيا كأمثلة على دساتير تميل الي التفصيل لسهولة تعديلها من خلال البرلمان و بدون الحاجة الي استفتاء شعبي. بينما في صفحة الأخوان يكتفوا بذكر مرات التعديل في محاولة لخلق احساس ان القبول بدستور معيب ثم تعديله لاحقا مقبول.
المعنى بالطبع بين المصدرين متضارب و ان كان الطرفان يغالطان، اولا تعديلات الدساتير لم تتم بسبب عملية صياغة معيبة و تجاهل التوافق، و انما تمت بالتجربة، هناك فرق بين ان اقبل بدستور معيب من البداية و بين ان اكتشف عيوب مع الممارسة و التطبيق.
معتز عبد الفتاح محق في ان مستوى تفصيل الدستور البرازيلي يعتمد على سهولة التعديل و لذا عدل 70 مرة، يغالط نوعا ما في مثال جنوب افريقيا فتعديلات دستور جنوب افريقيا اغلبها طفيف و كان يمكن تجميعها في حزم تعديلات كل بضعة سنوات، و لكنهم اعتمدوا آلية تعديل من خلال البرلمان بسبب طبيعة المجتمع الخارج من ثورة مسلحة و حرب اهلية و نظام فصل عنصري. اعتبروا ان الاستفتاء الشعبي قد يؤجج الانقسام في المجتمع (لذا لم يقر الدستور باستفتاء اصلا).
المغالطة في مقال معتز عبد الفتاح هي الاصرار على الدفاع عن عمومية صياغة مشروع الدستور المصري، فرغم اننا لا نتحمل درجة تفصيل دستور البرازيل بالفعل بما اننا متمسكين باقرار التعديلات عن طريق استفتاء، لكن فاته ان يذكر ان نسبة كبيرة من دساتير العالم تمر بتعديلات عديدة و لكن غالبا تجمع تلك التعديلات عبر سنوات و تقر بعد مرور دورة انتخابية كاملة مثلا. مثلا دستور فرنسا لسنة 1958 عدل باستفتاء في سنوات 1962 و 1969 و 1972. مطلوب قدر من التفصيل لا يسمح للسلطات باهدار الحقوق و لا يزيد عن هذا. و الحقيقة ان مستوى التفصيل في دستور جنوب افريقيا مثلا مناسب للوضع المصري و تعديله 16 مرة كما ذكرت عند النظر في تفاصيلها يتبين انها اما تعديلات كان يمكن تأجيلها و تجميعها او تعديلات توازي تعديلات في قوانين مكملة للدستور و لم يتم تعديل اي من مواد الحريات و العدالة الاجتماعية و هي ما نطالب بالتفصيل فيه اصلا.
عن تعديلات دستور جنوب افريقيا: http://en.wikipedia.org/wiki/South_African_constitution#Amendments
يستمر معتز عبد الفتاح في المغالطات الناعمة بذكر انسحاب نسبة من اعضاء لجنة صياغة دستور الولايات المتحدة، ما يتجاهله هو الطبيعة المختلفة تماما، من اول ان دستور الولايات المتحدة صيغ من قرنين قبل ان تترسخ اي معايير اصلا للديمقراطية، مرورا باختلاف الظرف فذلك كان دستور لدمج دويلات (ولايات) تحت حكومة مركزية اي انه اقرب لعملية صياغة دستور وحدة عربية مثلا عن صياغة دستور لشعب واحد كالشعب المصري. و كما يتجاهل ذكر مرور ذات الدستور بعملية تصديق طويلة جدا شملت تنافس انتخابي محلي و دامت سنوات.
عن صياغة دستور امريكا: http://en.wikipedia.org/wiki/American_Constitution#Drafting_the_Constitution
المصدر
https://www.facebook.com/notes/alaa-abd-el-fattah/%D9%85%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%82/10151295693448442
من Alaa Abd El Fattah في 15 ديسمبر، 2012، الساعة 09:13 مساءً ·
يحاول مبرراتية الأخوان التغطية على ما تكشفه النتائج الأولية للمرحلة الأولى للاستفتاء على الدستور بمغالطات عديدة عن التاريخ الدستوري لبلاد مختلفة. المهم هو الهاء الناس عن حقيقة ان نسبة المشاركة في الاستفتاء تقارب 30% و ان نسبة قبول الدستور وسط الأقلية المشاركة اقل من 55% (لا شيئ مؤكد حتى تنشر الأرقام النهائية ناهيك عن تقديرات تأثير التجاوزات المختلفة).
مثال للتبرير الأخواني
https://www.facebook.com/IkhwanWorld/posts/465530616815752
و يبدو ان المصدر هو مقال لمعتز عبد الفتاح
http://www.elwatannews.com/news/details/95242
الاستهبالة الأولى مغالطة صريحة في الأرقام و لا افهم كيف سقط فيها معتز عبد الفتاح، حيث يدعي ان دستور فرنسا لعام 1958 اقر بعد استفتاء بنسبة قبول 63% فقط، و الحقيقة انه اقر بنسبة قبول 80% (ترتفع النسبة ل83% لو اضيفت المستوطنات) و رغم ان مقال معتز عبد الفتاح يقر ان نسبة المشاركة ايضا كانت مرتفعة (حوالي 80%) الا ان الاخوان يحاولون التقليل منها بصياغة النسبة بمقاطعة 20%
التفاصيل من ويكيبيديا: http://en.wikipedia.org/wiki/French_constitutional_referendum,_1958
الاستهبالة الثانية اعقد و هي تخص دستور فرنسا لسنة 1946 و هنا نقل معتز عبد الفتاح الأرقام بدقة و لكنه شارك في صياغة نسبة المشاركة بطريق ملتوي، اقر دستور 1946 بنسبة موافقة 53% لكن بنسة مشاركة 69% و هي نسبة مرتفعة مقارنة بوضعنا. لكن ما لم يذكره المصدرين ان استفتاء اكتوبر 1946 جاء بعد رفض مشروع دستور سابق في استفتاء بمايو 1946 و سبقهم استفتاء على اعلان دستوري مؤقت في 1945 كان الشعب الفرنسي قد ارهق وقتها و خصوصا ان الاستفتائات المتلاحقة جائت بعد تحرير فرنسا من الاحتلال الالماني. مثال لا علاقة له بظروف و طموحات ثورة يناير.
الحقيقة ان دستور 1946 مثال جيد لضرورة التوافق، فالدستور بتقدير الجميع فشل و ادى لفترة من عدم الاستقرار السياسي و فشل حكومات متعاقبة و نظام حكم عقيم و لم تخرج فرنسا من مشاكله الا بعد اقرار دستور 1958.
معلومات عن الجمهورية الرابعة و دستور 1946: http://en.wikipedia.org/wiki/French_Fourth_Republic
المغالطات التالية اخف قليلا، لكن سأوضحها، اولا في مقال معتز عبد الفتاح يذكر دساتير البرازيل و جنوب افريقيا كأمثلة على دساتير تميل الي التفصيل لسهولة تعديلها من خلال البرلمان و بدون الحاجة الي استفتاء شعبي. بينما في صفحة الأخوان يكتفوا بذكر مرات التعديل في محاولة لخلق احساس ان القبول بدستور معيب ثم تعديله لاحقا مقبول.
المعنى بالطبع بين المصدرين متضارب و ان كان الطرفان يغالطان، اولا تعديلات الدساتير لم تتم بسبب عملية صياغة معيبة و تجاهل التوافق، و انما تمت بالتجربة، هناك فرق بين ان اقبل بدستور معيب من البداية و بين ان اكتشف عيوب مع الممارسة و التطبيق.
معتز عبد الفتاح محق في ان مستوى تفصيل الدستور البرازيلي يعتمد على سهولة التعديل و لذا عدل 70 مرة، يغالط نوعا ما في مثال جنوب افريقيا فتعديلات دستور جنوب افريقيا اغلبها طفيف و كان يمكن تجميعها في حزم تعديلات كل بضعة سنوات، و لكنهم اعتمدوا آلية تعديل من خلال البرلمان بسبب طبيعة المجتمع الخارج من ثورة مسلحة و حرب اهلية و نظام فصل عنصري. اعتبروا ان الاستفتاء الشعبي قد يؤجج الانقسام في المجتمع (لذا لم يقر الدستور باستفتاء اصلا).
المغالطة في مقال معتز عبد الفتاح هي الاصرار على الدفاع عن عمومية صياغة مشروع الدستور المصري، فرغم اننا لا نتحمل درجة تفصيل دستور البرازيل بالفعل بما اننا متمسكين باقرار التعديلات عن طريق استفتاء، لكن فاته ان يذكر ان نسبة كبيرة من دساتير العالم تمر بتعديلات عديدة و لكن غالبا تجمع تلك التعديلات عبر سنوات و تقر بعد مرور دورة انتخابية كاملة مثلا. مثلا دستور فرنسا لسنة 1958 عدل باستفتاء في سنوات 1962 و 1969 و 1972. مطلوب قدر من التفصيل لا يسمح للسلطات باهدار الحقوق و لا يزيد عن هذا. و الحقيقة ان مستوى التفصيل في دستور جنوب افريقيا مثلا مناسب للوضع المصري و تعديله 16 مرة كما ذكرت عند النظر في تفاصيلها يتبين انها اما تعديلات كان يمكن تأجيلها و تجميعها او تعديلات توازي تعديلات في قوانين مكملة للدستور و لم يتم تعديل اي من مواد الحريات و العدالة الاجتماعية و هي ما نطالب بالتفصيل فيه اصلا.
عن تعديلات دستور جنوب افريقيا: http://en.wikipedia.org/wiki/South_African_constitution#Amendments
يستمر معتز عبد الفتاح في المغالطات الناعمة بذكر انسحاب نسبة من اعضاء لجنة صياغة دستور الولايات المتحدة، ما يتجاهله هو الطبيعة المختلفة تماما، من اول ان دستور الولايات المتحدة صيغ من قرنين قبل ان تترسخ اي معايير اصلا للديمقراطية، مرورا باختلاف الظرف فذلك كان دستور لدمج دويلات (ولايات) تحت حكومة مركزية اي انه اقرب لعملية صياغة دستور وحدة عربية مثلا عن صياغة دستور لشعب واحد كالشعب المصري. و كما يتجاهل ذكر مرور ذات الدستور بعملية تصديق طويلة جدا شملت تنافس انتخابي محلي و دامت سنوات.
عن صياغة دستور امريكا: http://en.wikipedia.org/wiki/American_Constitution#Drafting_the_Constitution
المصدر
https://www.facebook.com/notes/alaa-abd-el-fattah/%D9%85%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%82/10151295693448442
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى