أعلن الناشط اليساري وائل خليل، والناشط الحقوقي أحمد سيف الإسلام، الإثنين، تقديم استقالتهما من المجلس القومي لحقوق الإنسان إلى المستشار حسام الغرياني، رئيس المجلس، رفضاً لطرح الدستور للاستفتاء.
ووصف العضوان المستقيلان الإعلان الدستوري بـ«الكارثة»، وأكدا أن الاستمرار في المجلس القومي أصبح مستحيلا لتحسين أوضاع حقوق الإنسان، خاصة لو جاءت الانتهاكات من قبل الرئيس وباقي الأجهزة التي تخضع لسيطرة الأكثرية.
وقال العضوان في نص الاستقالة: «تابعنا بقلق بالغ التطورات التى تجرى منذ مدة فى أرجاء الوطن منذ الإعلان الدستورى الكارثة للرئيس محمد مرسى، وما سبقها من الأزمات السياسية والقانونية التى تكتنف الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، لعل أخطرها انسحاب ممثلى الكنائس المصرية، والتحصين الذى فرضه الإعلان الدستورى الكارثة بإطاحته الحق فى التقاضى للمواطنين وسلب القضاء أخص وظائفه فى الرقابة القضائية والإطاحة باستقلال القضاء عندما تتعلق المنازعة بقرارات الرئيس وإجراءاته التى أضحت بلا حدود ولا ضوابط، ومحصنة وفقا للإعلان الكارثة مما ولد أزمة القضاء الراهنة وانتفاضة مختلف الجهات والهيئات القضائية دفاعا عن استقلالها».
وأضاف: «تواكب ذلك كله مع استخدام الجمعية التأسيسية كأداة لإخراج الرئيس من مأزقه الذى ولده خطأ سياسته وخطيئة توجهه، وكشف عن التوجه الديكتاتورى لنظامه، فرغم أن الإعلان مد عمل الجمعية شهرين يفترض استغلالهما لحوار جاد للتوافق حول الدستور الجديد، والتشارك فى بناء أساس للمجتمع الديمقراطى تلبية لمطالب ثورة 25 يناير إلا أننا فوجئنا بهرولة غير مبررة للانتهاء من صياغة مشروع الدستور، وتقديمه للرئيس قبل 2/ 12/ 2012 لتحديد ميعاد الاستفتاء عليه لوضع الناخب المصرى بين خيارين كلاهما مر: إما استمرار الإعلان الكارثة أو القبول بمشروع الدستور كما هو، وأهدرت كل فرص الحوار الجاد، وتم التعامل معها باستخفاف شديد من قبل النظام وحزب الأكثرية وحلفائه».
وأكدت الاستقالة التي تقدم بها وائل خليل وأحمد سيف الإسلام أن «مشروع الدستور ليس مخيبا لتطلعات المصريين فحسب، وإنما يشكل تراجعا عن بعض إيجابيات المسودات السابقة كالنص صراحة على منع محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى، ليأتى المشروع بعكسه تماما أو النص حول المحكمة الدستورية فى تحديد عدد قضاتها بأقل من العدد الموجود الآن للتخلص منهم، وذلك كله دون أي مبرر حقيقى فموضعه القانون وليس الدستور، وتضمن مشروع الدستور أيضا طريقة معيبة لاختيار قضاة المحكمة بما لا يضمن استقلال المحكمة، واستمر المشروع يتبنى النص الخاص بحق الرئيس فى استفتاء الناخبين مع النص على حجية نتائج الاستفتاء دون استبعاد الأحكام القضائية من دائرة الاستفتاء بما يشكله ذلك من مخاطر مستقبلية بالغة على استقلال السلطة القضائية والفصل بين السلطات».
وأشار «خليل وسيف الإسلام» إلى أنهما وافقا على المشاركة فى العديد من الأنشطة «لدعم فرص نجاح أول رئيس مدنى منتخب، وعلى هذا الأساس قبلا عضوية المجلس القومى لحقوق الإنسان، وهناك مصاعب وتخوفات حقيقية من هيمنة الإخوان على مقدرات الوطن وعلى المساس بالحريات المثيرة للجدل كحرية الرأى والتعبير وحرية الاعتقاد وحرية الفكر وحقوق المرأة والأقليات وقدر من الحريات الاقتصادية والاجتماعية».
ووصف «خليل وسيف الإسلام» قبولهما عضوية المجلس القومي لحقوق الإنسان بـ«التجربة المخيبة للآمال على الصعيدين المجتمعى والمؤسسى فتحققت المخاوف لتصبح كابوسا حقيقيا، وأهدر عناد الرئيس عدة فرص متتالية لتصحيح خطيئة الإعلان الدستورى الكارثة، وأهدرها باستخفاف شديد فى لقائه المجلس الأعلى للقضاء وفى خطبته لمؤيديه، وفى حواره التليفزيونى، وفى لقائه بالجمعية التأسيسية، كما تعامل الرئيس برعونة مع مقتضيات الحوار المجتمعى خاصة مع القوى السياسية والكنائس المصرية فى صياغة أسس المجتمع الجديد، وأضحى الرئيس هو المصدر الأكبر لانتهاكات حقوق الإنسان».
وأكدا أن الممارسات داخل المجلس «متسمة بالالتزام الحزبى لكتلة من الأعضاء، ويعكس ذلك الحد من فاعلية المجلس خاصة إزاء انتهاكات الرئيس حقوق الإنسان، ولعل المفجع ليس البيان التوافقى الضعيف بخصوص الإعلان، وإنما المفجع أكثر الآراء التى أبداها البعض من مطالبة الرئيس بالمزيد من الإجراءات الديكتاتورية لفرض الاستقرار، ولعل حصار المحتجين السلميين مقر المحكمة الدستورية اليوم يعكس حجم المأزق بإعاقة إحدى المحاكم عن أداء عملها من ناحية، وعدم قيام مؤسسات الدولة بدءا من رأس النظام حتى وزير الداخلية بضمان ممر آمن للقضاة والمحامين والمتقاضين لدخول المحكمة».
واختتما استقالتهما بقولهما: «استمرارنا فى المجلس القومى أصبح مستحيلا لتحسين أوضاع حقوق الإنسان، خاصة لو جاءت الانتهاكات من قبل الرئيس وباقى الأجهزة التى تخضع لسيطرة الأكثرية، لذا نتقدم لسيادتكم بهذه الاستقالة، مدركين أن خدمة الوطن وأهداف الثورة ليست محصورة فى مؤسسة بعينها».
وائل خليل و«سيف الإسلام» يستقيلان من «القومي لحقوق الإنسان» رفضًا لـ«الاستفتاء»
باهي حسن
Mon, 03 Dec 2012 11:04:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى