بالمناسبة إذا كان خيرت الشاطر يقصدنى فى ما قاله فى مؤتمره أمس، عن رئيس تحرير ومقدم برنامج يدعو الناس إلى الذهاب إلى بيت الشاطر للاعتداء عليه، إن كان يقصدنى فهو كذاب تماما ولم أقل ولم أكتب هذا أبدا، وإن كان لا يقصدنى فيا ليته يكون شجاعا ويسميه باسمه بدلا من التلويش، وكأنه يعطى تعليمات على الهواء لميليشياته بالعض والنهش! وهو نفس أداء محمد مرسى الذى خرج فى منتهى الحماس المفرط فى العصبية والتعصب لجماعته وميليشياته يتهم شبابا مقبوضا عليهم بأنهم اعترفوا على الذين دفعوا لهم وشغلوهم وأمدوهم بالسلاح وأجّروهم بالمال فى أحداث الاتحادية، وكان الرجل مفرطا فى العبث السياسى حين تحول من رئيس فى خطاب رئاسى إلى خطيب إخوانى يتوعد ويهدد، ثم فى اليوم التالى إذا بالنيابة العامة تأمر بالإفراج عن جميع المتهمين الذين زعم وادعى مرسى أنهم اعترفوا!
ماذا تسمى رئيسا تورط هكذا وتقوَّل هكذا وتغوَّل هكذا وتحول إلى ضابط مباحث لا رئيس، وإلى مجند فى جماعة لا قائد لبلد؟!
ماذا تسميه بالذمة؟
وماذا تسمى مرشد الإخوان الذى وضع صورة مصاب من شباب الثورة خلفه فى مؤتمر صحفى مدعيا أنه من شهداء جماعته؟
وماذا تقول عن جماعة تتعامل بروح العصابة؟
واضح طبعا أن كل ما كان يقال عن التدريبات العسكرية والبدنية التى يتلقاها شباب الإخوان فى معسكرات خاصة تنظمها الجماعة لكوادرها صحيح، ومفتولو العضلات من الإخوان ليسوا قلة والحمد لله، لكن يبدو أن التدريبات ليست متفوقة وناجحة جدا، وأن الإخوان الذين يدربون شبابهم على السمع والطاعة والضرب والركل والكاراتيه والبلطجة ينسون أن كل هذه الوسائل وأكثر وأفدح وأقوى وأكبر وأوسع وأغزر وأشمل وأحرف كانت لدى قوات مبارك وخسرت.
وينسون أن كل ما يتعلمونه من كذب وبلطجة وشغل ميليشيات وتباهٍ مريض بالفتونة، كله لا يصمد أمام متظاهرين معارضين أحرار لا منساقين، مخلصين لا مطيعين، مستقلين وليسوا ممسوحى العقل والضمير لصالح سدَنة الإخوان الذين رأيناهم فى مؤتمرات صحفية يكذبون بلا ذرة من احترام ويتهمون معارضيهم ويحرضون عليهم!
الغريب هو هذه الأجهزة الصامتة على شباب مُعمَّى باسم الدين ومغمى باسم الجماعة يتحول إلى عصابة من البلطجية والفتوات والقبضايات تأتمر من قيادات فى الإخوان على الهواء مباشرة تحرض وتضرب وتقتل، بينما الأجهزة صامتة خرساء بما فيها الأخ حامى الشعب!
الحقيقة أن هذا ليس أمرا غريبا على الإخوان، وليست المرة الأولى التى تلجأ فيها إلى صدام مع الجماعات المعارضة لها أو المنافسة لدورها ولسياستها، نستثنى طبعا فترة مبارك، ونتوقف عند الجماعة لما كانت فى عنفوان انتشارها وعلانيتها وقوتها فى ما قبل ثورة يوليو، فنجد المشاهد الدموية التى رأيناها من الإخوان متكررة فى تاريخ الجماعة.
خذ عندك ما تنشره الصحافة المصرية، فى 6 يوليو 1946 تكتب صحيفة «الوفد المصرى»: «تعددت جرائم الصبية المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين الذين أفسدهم الشيخ البنا، ولا يكاد يمر يوم دون أن تقع حوادث اعتداء عندما يزور الشيخ تلك البلاد محاطا بقمصانه الصفراء للغزو والتحدى والقيام بدعاية سياسية، ومنذ حوالى شهر أخذ هؤلاء الناس يجمعون أوباشهم فى بورسعيد تمهيدا لزيارة الشيخ، وحل موعد الزيارة المشؤومة فجمعوا الصبية ليقيموا زفة للشيخ فى المحطة ومشوا فى خيلاء يتحدون أهالى البلدة متحفزين للاعتداء، وتجمع الأهالى الساخطون الحانقون جموعا حاشدة فنفذ الإخوان المسلمون وعيدهم وألقوا بقنبلة حطمت واجهات كثير من المحال، ثم أخذوا يطلقون الرصاص من مسدسات يحملونها واستلّوا خناجرهم وأعملوها فى أجسام الناس كأنهم أعلنوا الحرب على الإنجليز المحتلين».
يقول السفير البريطانى السير رونالد كامبل، ببرقية إلى لندن رقمها 1233، قال فيها:
(هناك صراع خطير بين «الوفد» و«الإخوان» فى بورسعيد. قُتل اثنان وأصيب كثيرون وانتهز الوفد الفرصة فطالبت صحفه بحل «الإخوان»، لأنها منظمة شبه عسكرية. وقتل الإخوان أحد الوفديين لكن «الوفد» استعاد قوته.. و«الإخوان» أضعف من «الوفد»).
لكن العنف يأتى بالعنف دائما، ففى منفلوط حاول بعدها الوفديون حرق دار الإخوان المسلمين.. وأطلقوا النار ليلا على محمد حامد أبو النصر، الرجل الذى أصبح رابع المرشدين للإخوان المسلمين.
مصر الآن، كما كتبت من قبل أمام شباب السمع والطاعة فى جماعة الإخوان، وقد تحولوا فعلا إلى كتائب أمنية للإخوان فى مواجهة القوى السياسية، وإذا كانت هناك دولة فيجب أن تقول لمحمد مرسى لا.. أما الشعب فقد قالها فعلا، لا وألف لا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى