آخر المواضيع

آخر الأخبار

20‏/12‏/2012

وائل قنديل يكتب : مباراة انتخابية بقمصان ثورية

 

ظلت مصر تحلم طوال عامين بنائب عام جديد يسهم فى حماية ثورتها، ويؤدى دوره فى المحافظة على حقوق الشهداء والمصابين، وحين تحقق لها ذلك رأينا مصر أخرى وثورة أخرى، تمارس الحنين إلى القديم وتستدعيه، وتضع عليه «ستيكر ثورة» وما هو بثورة.
إن التعامل مع إقدام النائب العام المستشار طلعت عبدالله على إعلان استقالته باعتباره مكسبا للثورة وللاستقلال يدخل فى باب التدليس والتزييف وخلط الحق بالباطل، فضلا عن أنه يعد نوعا من الانتكاس على قيم وشعارات رفعتها هذه الثورة.
ويذكر التاريخ القريب جيدا أن الدعوة لثورة ٢٥ يناير تدحرجت من قمة الفضاء الالكترونى عبر صفحة «كلنا خالد سعيد» أنشئت خصيصا للدفاع عن دم الشهيد خالد سعيد الذى أهدرته سلطة مبارك بتعاون وثيق بين الشرطة والنيابة والطب الشرعى.. ومن المضحك أنه بعد عامين إلا قليلا من قيام الثورة يبدو البعض وكأنه انقلب بالكلية على ما كان، ويكاد لا يستطيع أن يمسك نفسه عن الهتاف مطالبا بعودة النائب العام القديم الذى ظل رحيله مطلبا ثوريا مقيما، ولسان حاله يقول «كلنا عبدالمجيد».
إن قرار المستشار طلعت عبدالله بالاستقالة يضعنا أمام نوع جديد من المسئولين فى وجههم نظر وفى عروقهم دم، فعلى الرغم من أن غالبية الذين قادوا الجملة المطالبة بإقالته ينتمون قلبا وقالبا إلى مشروع دولة مبارك، فإن الرجل آثر ألا يتمسك بمنصب يزداد احتراما وشرفا بتولى واحد مثله له، ولم نجده يمارس المسكنة والاستجداء والمراوغة والمخاتلة للبقاء فى موقعه.
وقارن بين هذا التصرف، وردود أفعال مسئولين سابقين كانوا يسمعون صوت المطالبة برحيلهم ينزل من صنبور المياه ويجدونه مكتوبا على المرآة كلما أطلوا فيها، ومع ذلك لا يتسرب لأحدهم أدنى إحساس بأنهم يجب أن يعفوا أنفسهم من مذلة البقاء رغم أنف الجموع.
غير أن المثير فى الأمر أن غواية المكايدة دفعت ببعضهم لكى يتغزل فى نظام قضائى كان حتى وقت قريب يعتبر أنه معيق للثورة، ثم صار بقدرة قادر شامخا ومستقلا ووطنيا، بل إننا رأينا عيونا دمعت أمام الكاميرات كمدا على الرحيل الفاجع للشاب خالد سعيد، هى ذاتها تبكى على إزاحة الذين مثلوا بجثته فى أوراق التحقيق.
ومرة أخرى: استدعاء شعارات من كتاب محفوظات الثورة واجترارها فى الميادين لا يعنى أن الثورة قائمة، وليس معنى اصطناع حالة ثورية وإسباغها على صراع سياسى وانتخابى بامتياز أن ما يحدث ثورة.. هو مباراة حامية استعدادا لمسابقة قادمة وإن ارتدى اللاعبون قمصانا ثورية.

وائل قنديل يكتب : مباراة انتخابية بقمصان ثورية
قسم الأخبار
Thu, 20 Dec 2012 17:00:00 GMT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى