محمد عبد القدوس يكتب: تطور خطير جدا فى الإعلام الخاص!

 

من المؤكد أنك لو أجريت استطلاعا للرأى حول الفضائيات الخاصة فستجد عددا كبيرا من المشاهدين غير راضين عن أدائها، ولا تتعجب عند اتهامها بأنها من الأسباب الرئيسية لتوليع البلد! وإثارة الرأى العام ولا تقوم بدورها بأمانة، بل تنحاز إلى التيار العلمانى، فهى بعيدة جدا عن صفة الموضوعية، وهو شرط لا غنى عنه للإعلام الحر المستقل، وهذا ينطبق تماما على الغالبية العظمى من الصحف الخاصة عدا استثناءات قليلة.
والسبب فى هذه «البلوى» التى يعانى منها شعب مصر أن الإعلام الخاص كله يملك حفنة من المليونيرات لهم مصالحهم الخاصة، ومن ثم عندهم «أجندات» تحقق لهم تلك المصالح ولو على حساب بلادنا واستقرار أوضاعها.
وأمس الأول قرأت خبرا بالغ الخطورة فى «المصرى اليوم» يزيد الطين بِلة، ويضاعف من خطورة هذه الفضائيات المشبوهة على الشعب، ولم يلتفت أحد إلى هذا الذى يجرى حاليا فى الإعلام الخاص نظرا لانشغالنا جميعا بأحداث دموية لم تخطر على بال أحد.
وخلاصة ما جرى أن «نجيب ساويرس» وهو من أغنى أثرياء مصر أعلن بيع مجموعة قنوات «أون تى فى» المملوكة له إلى رجل الأعمال الفرنسى التونسى الأصل «طارق بن عمار» الذى يملك عدة قنوات فى إيطاليا، وفضائية فى تونس، وهذه القناة من أشد القنوات حربا على القوى الوطنية هناك خاصة التيار الإسلامى، وعند ما تصبح هذه المجموعة المصرية فى قبضة مالكها الجديد فلا تنتظر من قنوات «أون تى فى» إلا تصعيد عدائها لثورتنا العظيمة، وهى حاليا تقوم بهذا الدور على أكمل وجه، وينتظرها دور جديد بعد انتقال ملكيتها إلى رجل الأعمال الفرنسى الذى يعادى الإسلام والمسلمين.
وهذا التطور المؤسف يقودنى إلى سؤال هام: هل من حق أجانب امتلاك فضائيات مصرية؟ الإجابة دون تردد بالنفى، ولكننى أخبرت حضرتك أكثر من مرة أن مصر بلد العجائب! ولذلك ليس غريبا أن يملك رجل أعمال فرنسى علمانى فضائيات شهيرة فى بلادى، ومن قبل هاجمنا العلمانى الذى قام رجل أعمال بدولة عربية شقيقة بضخ ملايين الدولارات وأنشئوا «MBCMasr» التى انطلقت مؤخرا وجذبت أشهر الإعلاميين إليها، ويملك تلك الفضائية مجموعة سعودية تدير قنوات عدة تحمل ذات الاسم «MBC»، وتم السماح لهم دون أى مشاكل بإنشاء فضائية مصرية بأموال سعودية، وأسألك: بالذمة ده كلام؟ وهل توافق حضرتك على دخول الأجانب الإعلام المصرى سواء أكان علمانيا قادما من أوروبا أم عربيا؟

محمد عبد القدوس يكتب: تطور خطير جدا فى الإعلام الخاص!
قسم الأخبار
Tue, 11 Dec 2012 18:30:00 GMT

مواضيع مشابهة