على مسؤوليتى الكاملة أقول إن السيد عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر سيكون الحصان الأسود فى انتخابات برلمان 2013 المقرر لها بعد حوالى شهرين من الآن، وما أقوله لا صلة له بالتقييم السياسى لموقف الرجل أو توجهات حزبه، وإنما هى محاولة لتقييم أدائه السياسى خلال الفترة الماضية وأيضًا خلال انتخابات الرئاسة، كثيرون يعملون الآن وهم يضعون قدمًا فى الشارع وقدمًا فى الاستحقاق الانتخابى، وجبهة الإنقاذ لا تملك أى رؤية أو يقين سياسى تجاه الموقف من الانتخابات المقبلة، والأحزاب المكونة لها تتنازعها أيديولوجيات لا يمكن أن تجتمع سياسيًا أو اجتماعيًا أو حتى ثقافيًا بشكل يصنع قبولاً لدى قاعدة شعبية معتبرة، كما أن مشكلة الجبهة أن معظم رموزها يتصرفون بوصفهم "زعامات" لا تقبل إلا أن تكون "الرقم واحد" فى أى معادلة سياسية أو انتخابية، كما أن جميع هذه الأحزاب لا تملك رؤية محددة لقواعدها الشعبية التى تعمل عليها فى الانتخابات، وباستثناء الرهان على الكتلة القبطية، فإنه لا توجد أى قاعدة انتخابية واضحة المعالم، كما أن الدكتور محمد البرادعى اضطر إلى الانسحاب من سباق الرئاسة مبكرًا جدًا بعد أن صدمته نتائج الانتخابات البرلمانية السابقة وإدراكه أنه منعدم الفرصة فيها، فهو يملك حضورًا نسبيًا فى الشبكات "الافتراضية" وحراك الشارع، لكنه لا يملك أى ثقل فى الاستحقاق الديمقراطى، وأيضًا حمدين صباحى يعرف أن الأصوات التى حصلها فى انتخابات الرئاسة كانت وفق "هندسة" انتخابية ليس هو طرفها الوحيد، وكان القصد منها ضرب فرص عبد المنعم أبو الفتوح حتى لا يدخل جولة الإعادة، كما أن حمدين يعرف أنه لا يملك كوادر لها حضور شعبى فى الدوائر على مستوى الجمهورية حتى أنه عندما أراد أن يمرر عددًا من كوادر حزب الكرامة فى الانتخابات الماضية أدخلهم على قوائم الإخوان المسلمين، وحزب الوفد حقق مردودًا هامشيًا فى الانتخابات الماضية، رغم المجاملات، وحتى الآن جهوده فى استقطاب كوادر مهمة من فلول الوطنى لم تحقق نتائج مثمرة، وأما أحزاب الهامش كالتجمع والقومى الاجتماعى وغيرهم، فهم غير مطروحين أساسًا فى أى معادلة انتخابية.
الوحيد الذى يضع قدمه الآن بقوة فى الانتخابات البرلمانية ويعمل لها بصمت، هو عمرو موسى، والوحيد الذى حقق طفرة تصويتية فى انتخابات الرئاسة، أكثر من مليونى صوت، رغم أنه لم يشتغل بالعمل الجماهيرى من قبل، كان عمرو موسى، ولولا أن أجهزة الدولة ومؤسساتها والفلول والكنيسة رمت بثقلها وراء شفيق لكان عمرو موسى صاحب فرصة الإعادة بكل تأكيد، وبدون شك فقد خسر كثيرًا بقبوله المناظرة مع أبو الفتوح التى أضرت بالاثنين لصالح آخرين، كما أن موسى لا يحظى بنفس مستوى الكراهية والانتباذ الذى يحظى به أحمد شفيق فى أوساط الرأى العام المصرى القريب من روح الثورة، أيضًا عمرو موسى أسس لشبكة علاقات قوية مع عائلات كبيرة فى الصعيد وفى الدلتا، وأدار حملة إعلانية ودعائية جيدة للغاية لولا أن الظروف عاندته، كما أن موسى هو الأكثر تأهيلا وموثوقية لاستقطاب قوى "الفلول" وكوادرها التى لا يشملها قانون العزل السياسى، أضف إلى ذلك أنه يملك "منافذ" للتمويل الانتخابى ضخمة بالمقارنة لغيره، وكثيرون ـ داخل مصر وخارجها ـ يراهنون على أن يعيد استنساخ تجربة محمود جبريل فى ليبيا.. هذه مجرد تأملات مبكرة فى المشهد الانتخابى الذى يتبلور ببطء الآن، وإن غدًا لناظره قريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى