فتح اللواء محمد نجيب، مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون السابق، خزينة أسراره في فترة مهمة داخل سجن طرة، الذي حظي بوجود كبار المسئولين في مصر، متهمين في قضايا متعددة خلال الفترة الماضية.
وأكد أن معاملة رموز النظام السابق داخل محبسهم في سجن طرة كانت طبيعية كأي نزيل متهم في أي جريمة قضت فيها المحكمة، وبمجرد صدور الحكم علي أي متهم سواء وزيرا أو رئيسا أو شخصا عاديا تبدأ معاملته بشكل إنساني حفاظا علي آدميته، ولا يعتد بأي منصب تولاه قبل صدور الحكم فالجميع سواء خلف القضبان .
ويتذكر اللواء نجيب في اتصال هاتفي مع "بوابة الأهرام" لحظة نزول الرئيس السابق من الطائرة التي أقلته من المحكمة إلي مبني مستشفي السجن بطرة قائلا: إن مبارك رفض النزول نهائيا في بداية الأمر، وبقي علي سريره لفترة طويلة داخل الطائرة وعندما توجهت إليه لاحظت أن ملامح وجهه لم تتغير في أثناء وجوده علي بعد أمتار من أسوار السجن.
وأضاف أن الرئيس قال بالنص "لا مش هانزل من الطائرة" مبررا ذلك بأن مستشفي السجن غير مجهز، فتناقشت مع أفراد طاقم الحراسة الذي معه في محاولة لإقناعه إلا أنه لم يستجب نهائيا لذلك.
وقال مدير قطاع مصلحة السجون السابق إن نجليه علاء وجمال أقنعاه بالنزول، وفعلا امتثل لكلامهما فقط، لكن مبارك طلب مني استدعاء الطاقم الطبي الخاص به، فقلت له إننا ننفذ القواعد العامة الخاصة بالنزلاء، ولا يمكن استثناء أحد منها فسكت والتزم بالقواعد.
ويروي اللواء نجيب تفاصيل دقيقة لحواره القصير مع الرئيس السابق قائلا: إن أول شئ سأل عليه مبارك هي عدد الزيارات المخصصة للسجين، ومعرفة اللوائح والقوانين التي تنظم حياة المسجونين داخل محبسهم، وطلب معرفتها بدقة، فقلت له إنها مرتين شهريا، والزي الذي يرتديه بدءا من دخوله أسوار السجن، وهو اللون الأبيض .
وشدد علي أنه منذ أن تولي مسئولية مساعد الوزير ورئاسة قطاع السجون وأصدر تعليماته بمنع أي معاملة خاصة لأى نزيل مهما كان موقعه أو وضعه أو مركزه فى النظام السابق، فكل نزيل منهم يعامل معاملة عادية جداً.
ونفى مساعد الوزير السابق ما تردد عن قيام مبارك بالبكاء لحظة رؤيته نصب تذكاري يشير إلي افتتاح مستشفي السجن مدون عليها اسمه خلال تجديد السجن في فترة رئاسته للدولة، وقال نجيب: إنه تمت إزالة جميع اللوحات الرخامية التي سجل عليها اسم الرئيس السابق من علي حوائط السجن بناء علي قرار استشاري هندسي لإجراء توسعات داخل المستشفي لاستقبال الحالات الحرجة، لذلك لم تكن موجودة لحظة دخوله إلي مستشفي السجن.
وكشف عن أن الرئيس السابق لم يخرج سوي مرتين فقط للتريض فقط، ولم يتحدث مع أي شخص أبدا، وغالبا كان يرفض تشغيل التكييف الموجود داخل غرفة العناية المركزة.
وقال إن أسلوب معاملة رموز النظام السابق كانت عادلة للجميع بحكم القانون، ولم استثن أحدا من نظام السجن، رغم أنني تلقيت اتصالات عديدة من أقارب رموز النظام لاستثنائهم في مواعيد الزيارة إلا أنني التزمت بتطبيق القانون علي الجميع بدون مجاملة لأي مسئول سابق.
وأضاف اللواء محمد نجيب أنه أكد للرئيس السابق في حوار قصير بينهما أنه ليس هناك انتقام من شخصه، أو معاملته بطريقة غير كريمة، فرد عليه بصوت خافت "أنا مطمئن لذلك".
وأشار إلى أنه التزم بالحفاظ علي المعاملة الإنسانية لجميع النزلاء خلال فترة رئاسته لقطاع مصلحة السجون، باعتبارها قناعة شخصية لحماية كرامة النزلاء علي اختلاف مواقعهم السابقة، وأكد مدير قطاع مصلحة السجون السابق أن جميع رموز النظام السابق لم يرتكبوا أي مخالفة داخل محبسهم تستوجب عقابهم فالجميع التزم بقواعد السجن.
وكشف عن الفيديو الشهير الذي يبين قيام ضابط بتقديم التحية العسكرية لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي –أنه تصرف شخصي من ضابط مسئول عن تصرفه، لكن أنا لم أعمل لحساب أي مسئول في الداخلية ، بينما عملي لخدمة الوطن وتنفيذ القانون فقط ، مشيرا إلي أنه لم يلتق العادلي نهائيا داخل محبسه، أو فتحي سرور أو زكريا عزمي أو صفوت الشريف أو أحمد نظيف، وإنما كان يتابعهم من بعيد خلال المرور اليومي ولكني لم أتحدث معهم أبدا.
وقال إن العادلي يعتز بنفسه دائما، ولا يبدي انكساره أمام أحد، وهو متقبل حياته الجديدة بشكل واقعي، ويخضع لجميع قواعد السجن، كما أنه لم يتضرر من تخصيص ضابط يجلس بجواره أثناء الزيارة المخصصة له لينقل لي ما يدور فيها.
وأضاف أن سوزان ثابت خضعت للتفتيش خلال زيارتها لزوجها، والتزمت أيضا هايدي وخديجة بالإجراءات الخاصة بدخولهن للزيارة.
وأكد أن جميع رموز النظام السابق يعيشون في حالة ذهول تام مما حدث لهم، فالانكسار يلازمهم والحزن يعتصر قلوبهم ويشاهدون الحياة من نافذة حياتهم الجديدة خلف الأسوار التي لا تفرق بين رئيس دولة أو مواطن عادي فالجميع متساوون داخل القضبان.
اللواء نجيب يفتح خزينة أسرار "طرة": مبارك يلتزم الصمت.. والعادلى يخفى انكساره.. وسوزان تطبق التعليمات
amira eldamasy
Tue, 22 Jan 2013 21:40:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى