لا يستطيع إلا مكابر أن ينكر تأثير هذه الشحنة العاطفية الصادقة التى بثها الداعية السعودى الشيخ محمد العريفى فى نفوس المصريين، فأنعشت ذاكرتهم ولامست كبرياءهم الوطنى، وأحدثت أثرا طيبا فى نفوس البعض ربما يوقف بعض الشىء هذه الحالة التى هانت فيها مصر على أبنائها.
إن الروح التى تحدث بها الشيخ العريفى فى سلسلة خطبه ورسائله إلى جموع الشعب المصرى تعبر عن اعتزاز حقيقى بالثورة التى أنجزها المصريون، وتؤكد صدق المشاعر الشعبية فى الدول العربية تعاطفا مع مصر وقلقا على ثورتها من الاحتراب والتطاحن بين فصائلها، ولعل المبادرة الشعبية التى أطلقها رجال أعمال سعوديون أخيراً لدعم مصر فى أزمتها المالية دليل على أن جماهير الشعب العربى تعرف قدر مصر ووزنها أكثر بكثير مما يدركه بعض أبنائها ممن لا يمانعون فى سقوطها وانكفائها إذا كان ذلك سيحقق مصلحتهم فى إسقاط نظام الحكم فيها.. بل إن البعض لا يخفى سعادته بانهيار الجنيه أمام العملات الأجنبية ولا يتورع عن الرقص فرحا مع الدولار كلما سجل ارتفاعا، على اعتبار أن ذلك يأتى خصما من رصيد رئيس الجمهورية السياسى.
ومع كل الشكر والتقدير لحملة الدكتور العريفى لتعريف المصريين بمصر وحجمها وقيمتها التاريخية والجغرافية، فإن الأمر لا يمنع من أن نلفت عنايته إلى قضية المحامى المصرى المعتقل فى السعودية أحمد الجيزاوى، الذى تجرى محاكمته فى ظروف غامضة، كما أعلنت أسرته فى مؤتمر صحفىأخيراً.. فإن كان بريئا فلا معنى لبقائه فى ظلام السجن حتى الآن، وإن كان مخطئا فالعفو من شيم الكرام.
وبخصوص الجيزاوى فقد فاجأنى ما سمعته من المتحدث باسم الخارجية المصرية عن أن غالبية المحامين والنشطاء المصريين الذين أعلنوا بحماس منقطع النظير تبنى قضيته والتطوع للدفاع عنه فى بداياتها انسحبوا واختفوا الواحد تلو الآخر.. وعلى مسئولية المتحدث باسم الخارجية فإن المستشار القانونى للقنصلية المصرية بمدينة جدة وحده هو الذى يحضر جلسات المحاكمة ويقدم مذكرات الدفاع عن الجيزاوى.
وكما علمت من زوجة الجيزاوى فإن المحامى المصرى يقف وحيدا فى هذه المحاكمة التى تمضى من تأجيل إلى تأجيل، لتباين الآراء بين هيئة المحكمة التى لا ترى فيما قدم ضده ما يكفى لإدانته، وبين ممثل الإدعاء الذى يصر على اتهامه وإدانته.
وأزعم أن هذه الأجواء الطيبة المتعاطفة مع مصر وثورتها تحمل فرصة جيدة للدبلوماسية المصرية لكى تطلب من السلطات السعودية حسم هذه القضية التى صار استمرار نظرها كل هذا الوقت بلا معنى.. وإن كان الرئيس مرسى سيزور السعودية هذا الشهر فإن قضية الجيزاوى يجب أن تكون ضمن أولوياته، مثلها مثل قضية المعتقلين المصريين بدولة الإمارات
وائل قنديل يكتب : العريفى.. والجيزاوى
قسم الأخبار
Sat, 12 Jan 2013 12:20:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى