باماكو/باريس 14 يناير كانون الثاني (رويترز) - شن متمردون
إسلاميون على صلة بتنظيم القاعدة هجوما مضادا بوسط مالي اليوم
الاثنين وذلك بعد غارات جوية فرنسية على مدى أربعة ايام استهدفت
مواقعهم بشمال البلاد وتوعدوا فرنسا بجرها الى حرب برية شرسة
وطويلة الامد على غرار الحرب في أفغانستان.
وكثفت فرنسا غاراتها الجوية أمس الاحد باستخدام طائرات رافال
المقاتلة وطائرات هليكوبتر من طراز جازيل لضرب معسكرات التدريب في
قلب المنطقة الشاسعة التي سيطر عليها المتمردون في ابريل نيسان
الماضي مع ارسال مئات الجنود الى العاصمة باماكو.
وشاركت الطائرات الفرنسية في الهجوم مرة اخرى اليوم الاثنين.
وتصمم فرنسا على إنهاء سيطرة الإسلاميين على شمال مالي التي
يخشى كثيرون أن تصبح قاعدة لشن هجمات على الغرب وهمزة وصل مع
القاعدة في اليمن والصومال وشمال أفريقيا.
واشتبك الاسلاميون مع القوات الحكومية اليوم الاثنين داخل بلدة
ديابالي التي تقع على مسافة 350 كيلومترا شمال شرقي العاصمة باماكو
عندما شنوا هجوما مضادا في أقصى الجنوب الغربي في أحدث معارك.
وقال سكان ان المتمردين دخلوا البلدة من الشمال في الليلة
السابقة واقتربوا من منطقة الحدود مع موريتانيا التي بها ثغرات حيث
توجد معسكرات لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان اليوم الاثنين إن
المتمردين الإسلاميين سيطروا على بلدة ديابالي في وسط مالي مما
يعني فتح جبهة جديدة في جنوب غرب البلاد بعد أربعة أيام من بدء
التدخل العسكري الفرنسي في البلاد.
وأضاف أن المعركة مستمرة وأن قوات فرنسا ومالي تقاتل لإخراج
المتمردين من المنطقة.
وقال لو دريان لتلفزيون (بي.إف.إم) "سيطروا على ديابالي... بعد
قتال شرس ومقاومة من جيش مالي الذي لم يستطع صدهم في تلك اللحظة.
"علمنا أن النقاط المهمة ستكون ناحية الغرب وفي الغرب قصفنا
الليلة الماضية ووقع أهم قتال اليوم في الغرب."
وقال سكان ان الاسلاميين يخوضون قتالا ضد الجيش داخل البلدة.
وقال وزير الدفاع الفرنسي "كنا نعلم انه سيكون هناك هجوم مضاد
في الغرب لانه توجد هناك أكثر العناصر تعصبا وتنظيما."
وتوعد متحدث باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا وهي من
الفصائل الرئيسية في تحالف المتمردين المواطنين الفرنسيين بأن
يدفعوا ثمن الضربات الجوية التي وقعت يوم الاحد في معقلهم في جاوا.
وقتل عشرات المقاتلين الاسلاميين عندما سقطت صواريخ على مستودع
وقود ومبنى للجمارك يستخدمونه مقرا لهم.
وقال المتحدث لراديو اوروبا 1 بنبرة تحد انه كان يتعين على
الفرنسيين شن هجومهم على الارض وأنهم كانوا سيرحبون بهم بأذرع
مفتوحة. وأضاف ان فرنسا فتحت أبواب الجحيم على كل الفرنسيين.
وتابع قائلا ان فرنسا وقعت في مصيدة أكثر خطورة من العراق
وأفغانستان والصومال.
وقالت فرنسا ان تدخلها المفاجيء يوم الجمعة بعد ان وجه رئيس
مالي نداء لارسال مساعدات عاجلة في مواجهة تقدم المتمردين منع
الاسلاميين من الاستيلاء على العاصمة باماكو. وتعهدت بالمضي قدما
في الغارات الجوية في الايام القادمة.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند إن فرنسا لا تسعى إلا لدعم
عملية عسكرية تقودها المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا
(إيكواس) لاستعادة السيطرة على شمال مالي وهي مهمة أصدر مجلس الأمن
التابع للأمم المتحدة تفويضا بها في ديسمبر كانون الأول.
وتحت تأثير ضغوط من باريس قالت عدة دول في المنطقة انها تأمل
في ان يكون لها جنود على الارض هذا الاسبوع. ويجتمع قادة عسكريون
من الدول الاعضاء في ايكواس في باماكو يوم الثلاثاء لكن نيجيريا
التي من المقرر ان تتولى قيادة البعثة حذرت من ان تدريب ونشر قوات
سيستغرق وقتا.
واكتسبت مالي صورة كحصن للديمقراطية في غرب أفريقيا بفعل اكثر
من 20 عاما من الحكم الديمقراطي السلمي لكن تلك الصورة تقوضت خلال
أسابيع في أعقاب انقلاب عسكري في مارس آذار سبب فراغا في السلطة
استغله المتمردون الإسلاميون.
ودعت فرنسا الى عقد اجتماع لمجلس الامن الدولي اليوم الاثنين
لبحث الوضع في مالي وذلك في الوقت الذي قصفت فيه طائرات مقاتلة
فرنسية مواقع متمردين إسلاميين في شمال مالي امس الأحد وأرسلت
باريس المزيد من القوات إلى العاصمة باماكو انتظارا لوصول قوة من
دول غرب أفريقيا لطرد المتمردين المرتبطين بالقاعدة من شمال
البلاد.
واشاد زعماء في اوروبا وافريقيا والولايات المتحدة بتدخل
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند ولكن الامر لا يخلو من مخاطر.
فقد زاد ذلك خطورة وضع ثماني رهائن فرنسيين يحتجزهم حلفاء
للقاعدة في الصحراء الكبرى كما رفع مستوى المخاطر التي يمكن أن
يتعرض لها 30 ألف فرنسي يعيشون في بلاد مجاورة يغلب المسلمون على
سكانها.
وقبل بضع ساعات من ذلك قتل في الصومال ضابط في المخابرات
الفرنسية كانت تحتجزه حركة الشباب الإسلامية المتحالفة مع القاعدة
وذلك خلال عملية فاشلة للقوات الخاصة الفرنسية لتحريره.
غير أن محللين عسكريين حذروا من انه اذا لم يعقب العمل الفرنسي
نشر قوة كبيرة من دول ايكواس مع دعم لوجيستي ومالي من حلف شمال
الاطلسي فان مهمة مالي التي فوضت بها الامم المتحدة لن يكتب لها
النجاح على الارجح.
وقال حسين سولومون الاستاذ بقسم الدراسات السياسية ونظم الحكم
بجامعة فري ستيت في جنوب افريقيا "الاجراء الفرنسي كان اجراء
مؤقتا. وستعم الفوضى فترة من الوقت ويتوقف الامر على مدى السرعة
التي تشارك بها الاطراف الاخرى"
وعبر عن شكوكه بشأن احتمالات تجهيز وتدريب قوة ايكواس بطريقة
مناسبة وفعالة في عملية برية تعقب الضربات الجوية الفرنسية.
وقال مسؤولون في واشنطن ان الولايات المتحدة ستتبادل معلومات
المخابرات مع فرنسا وانها تبحث لرسال عدد صغير من طائرات الاستطلاع
دون طيار. كما وعدت بريطانيا وكندا بتقديم دعم لوجستي.
من ناحية أخرى قالت شركة راندجولد ريسورسيز ان مناجمها في مالي
تعمل كالمعتاد بعد ان اعلنت البلاد حالة الطواريء في مطلع الاسبوع.
وقال مسؤول كندي رفيع اليوم ان بلاده سترسل طائرة نقل عسكرية
لتقديم معاونة مؤقتة للحملة الفرنسية في مالي ضد المقاتلين
الاسلاميين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى