نشرت صحيفة ذي أندبندت البريطانية تقريراً مفصلاً عن محاكمة الأمس ،ووصفتها أنها أكبر محاكمة سياسية في تاريخ البلاد ، وأن المنظمات الدولية والمراسلون الصحافيون ظلوا خارج المحكمة .
وقال مراسل الصحيفة لافداي موريس ، أن المعتقلين تم إحضارهم من جهة سرية ، وأن معظمهم تعرض للتعذيب الجسدي من قبل محققي جهاز أمن الدولة .
نص التقرير :
حتى بالمقارنة مع القواعد المتبعة في دولة الامارات العربية المتحدة، فان الاجراءات الامنية المتعلقة باكبر محاكمة سياسية في تاريخ البلاد كانت واسعة للغاية. ففي قاعة المحكمة الاتحادية العليا في ابوظبي التي مثل فيها 94 متهما – وكلهم اعضاء في جماعة اسلامية محلية يطلق عليها اسم "الاصلاح" – وجهت التهمة اليهم بالانتماء الى منظمة سرية ومحاولة الاطاحة بالحكم في البلاد. وفي المطار لم يُسمح لمندوبي اثنتين من هيئات حقوق الانسان، واحداها هيئة أمنستي انترناشونال، دخول البلاد، وطلب منهم العودة من حيث أتوا، كما حُظر على المراقبين الاجانب ووسائل الاعلام الدولية دخول البلاد.
وقد تزايدت مشاعر القلق في دولة الامارات خلال موجة الربيع العربي من ان جمعية "الاصلاح" – التي تقول انها على علاقة وثيقة بجماعة الاخوان المسلمين في مصر، وانها اقرب ما تكون الى المعارضة السياسية المنظمة في الدولة – حظيت بمزيد من الدعم تعززه النظريات الاسلامية التي تكتسب السطوة في ارجاء المنطقة.
والقي القبض على المتهمين خلال عمليات متلاحقة من الاحتجاز طوال العام الفائت، وقال عدد منهم للمحكمة أمس انه تعرضوا لمعاملة سيئة اثناء احتجازهم. وتضم قائمة المتهمين قضاة ومحامين ومدرسين. ويرأس المجموعة الشيخ سلطان بن كايد القاسمي، عضو العائلة الحاكمة في راس الخيمة، احدى الامارات السبع التي تشكل دولة الامارات العربية المتحدة.
أدخل الرجال، وهم يرتدون ملابس زرقاء ونعالا بلاسيتيكية، الى قاعة المحكمة قادمين من جهة سرية، قالوا انهم كانوا محتجزين في الحجز الفردي، وبعضم امضى فيه سبعة اشهر. اما النساء اللائي سيحاكمون فقد سمح لهم بالخروج من السجن لقاء كفالة، بينما تجري محاكمة 10 متهمين غيابيا. ويحتمل ان تصدر بحقهم جميعا احكام بالسجن لـ15 سنة، وليس لهم حق الاستئناف.
قال احد الحضور الذي كانت والدته ووالده من بين الذين يمثلون امام المحكمة "انه منظر مثير للمشاعر في قاعة المحكمة. فهي المرة الاولى التي يلتقي فيها المحتجزون مع بعضهم وجها لوجه منذ اشهر، ولذا فانهم تعانقوا وسالت دموعهم. وكان مثولهم امام القضاء مصدر راحة لهم، لكنه كان ايضا من المؤلم سماع الطريقة التي عوملوا بها".
وحسب ما ذكرته مصادر سُمح لها بالاطلاع على مستندات القضية، اقيمت الاتهامات بناء على اعترافات قيل ان احد المتهمين ويدعى احمد غيث السويدي قد ادلى بها. لكنه بالامس اعلن انه غير مذنب، وطلب من المحكمة حمايته هو وعائلته. وقال اثنان على الاقل من المتهمين للمحكمة بانهم تعرضوا للضرب، بينما قال اخرون ان اضاءة قوية ظلت تعمل في زنازينهم طوال الوقت. وقد رفعت المحكمة جلساتها الى 11 آذار (مارس) وأمر القاضي بنقل المتهمين الى سجن رسمي. قال مسؤول في حكومة ابوظبي انه لا يستطيع ان يعلق على اتهامات سوء المعاملة، في الوقت الذي لا تزال المحكمة تنظر القضية.
ولتحاشي اي تجمع جماهيري خارج المحكمة، سُمح للمحامين وافراد العائلات والصحافيين المحليين بالحضور داخل حافلات من مواقع مختلفة. وتابعت قوات امن الدولة صحيفة "ذي انيبدندنت" اثناء محادثة بعض من الـ150 عائلة كانت تنتظر في سيارة خارج المجلس الوطني الاتحادي، بعيدا عن مبنى المحكمة. واحتُجز ثلاثة من الصغار من اقارب المتهمين لفترة قصيرة بعد ان كان بحوزتهم ملصق دفاعا عن المتهمين.
قالت بشرى الركن (26) التي كان زوجها وشقيقها ووالدها، وهو محام دافع عن محتجزين سياسيين في وقت سابق، من بين المحتجزين "انه منظر يصيب المرء بالصدمة". وقالت ايضا ان الحركة "نشأت داخل البلاد" وانها لا تدين بالولاء للخارج.
وكان من المقرر وصول وزير الخارجية الاميركية جون كيري الى الامارات ليلة أمس، وهو يقترب من نهاية جولته الشرق اوسطية. وقد دعته هيئة "هيومان رايتس ووتش" الى ان يثير موضوع المحاكمة خلال زيارته.
مصدر الخبر : الأندبندت
الأندبندت : الإمارات تشهد أكبر محاكمة سياسية في تاريخ البلاد
قسم الأخبار
Tue, 05 Mar 2013 14:41:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى