اليوم الأحد فاجأ موقعcnetالتقني بتقرير يوضح حجم الأضرار التي نجمت عن هجمة الإختراق الالكتروني التي تعرضت لها إسرائيل ووصل إلى 3 مليار دولار أمريكي مبدئيا .
وبالفعل في الدقيقة الأولي من بداية يوم الأحد السابع من إبريل الحالي ، أعلنت إسرائيل إصابة عشرات المواقع الحكومية والمحلية بالشلل التام نتيجة تعرضها لهجمات إلكترونية عنيفة شنتها مجموعة القراصنة "أنونيموس" تحت مسمي عملية إسرائيل "OpIsrael"وذلك دعما للقضية الفلسطينية. وتضمنت العملية اختراق وتعطيل مواقع هامة منها, موقع مجلس الوزراء الإسرائيلي, موقع وزارة الدفاع والتعليم, الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد), سوق الأوراق المالية, المحاكم, شرطة تل أبيب, حزب كاديما, بالإضافة إلي اختراق حوالي 20000 حساب فيسبوك, 500 حساب تويتر, و30000 حساب مصرفي بالبنوك الإسرائيلية. كما تم اختراق بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية, وعلي رأسها الإذاعة الرسمية, وتم إذاعة آذان الفجر والظهر من خلالها, مع بث بعض تلاوات القرآن الكريم. أيضا قاموا باختراق موقع 144 التابع لشركة الاتصالات "بيزك", وكذلك تمكنوا من الحصول علي أرقام بطاقات ائتمان واختراق حسابات البريد الإلكتروني لآلاف الإسرائيليين. الأمر الذي أدي تكبد إسرائيل خسائر مادية فادحة
الإحصائيات السابقة جزء من تقارير تباينت في نتائجها وهي ترصد آثار ذلك الهجوم علي اقتصاديات إسرائيل .. ونظرا لما لخطورة ما حدث في إسرائيل من قبل مجموعة القراصنة "أنونيموس" ، توقع خبراء أمنيون في "كاسبرسكي لاب" الشركة الروسية المتخصصة في حلول الأمن المعلوماتي, أن "القرصنة المُسيسة" و"الهجمات الإلكترونية" علي خدمات الحوسبة السحابية ستكون أبرز التهديدات الأمنية لعام 2013.
ما هي مجموعة القراصنة "أنونيموس"؟:
تأسست مجموعة القراصنة "أنونيموس" في عام 2003 عبر منتدى "4Chan" الذي ينشر فيه الأعضاء دون الإشارة إلي هويتهم, ولا يتطلب التسجيل للمشاركة فيه. وكانت بداية تلك المجموعة عن طريق شبكة لا مركزية تصرفوا فيها بشكل مجهول ومُنسق نحو هدف ذاتي حر قد اتفقوا عليه, وكان غرضهم في البداية من ذلك هو التسلية. وقد ارتبط ظهور جماعة "أنونيموس" في البداية بظاهرة "التصيد" أو ما يُعرف بـ Trollingوهي عبارة عن القيام بمقالب بهدف إثارة الضحك علي الآخرين (تسمي هذه الأفعال بـ Lulz), مثلا كشف بيانات شديدة الخصوصية وفاضحة عن شخص ما, أو سرقة أرقام كروت ائتمان لشخص, وغيرها من المقالب المُضحكة.
ومع بداية عام 2008 أصبحت جماعات "أنونيموس" متعلقة بشكل متزايد بالعمل الجماعي العالمي للاختراق, فقاموا بمظاهرات وأفعال أخري في نفس السياق ضد القرصنة الرقمية, من خلال مكافحة الصور المتحركة وتسجيل الجمعيات التجارية الصناعية. وفي عام 2012 صنفت شبكة CNNمجموعة "أنونيموس" كأحد أهم ثلاثة حلفاء للويكيليكس, كما صنفتها مجلة تايم الأمريكية كواحدة من أكثر المجموعات تأثيرا في العالم.
ومن أشهر الحملات التي قاموا بها في عام 2008 كانت ضد كنيسة "السينتولوجيا" بالولايات المتحدة الأمريكية, وذلك انتقاما لما أسموه بالرقابة وقمع حرية التعبير الذي يمارسه كهنة الكنيسة. أيضا حملة "عملية الثأر" التي جاءت انتقاما من محاولات إغلاق موقع المحتويات المقرصنة المعروف بـ Pirate Bay"" من قبل جمعية الصور المتحركة الأمريكية. وفي عام 2011 تصاعد نشاط مجموعة "أنونيموس" مع اندلاع ثورات الربيع العربي في مصر وتونس فقامت بعمليات قرصنة للمواقع الرسمية التابعة لحكومة البلدين, فمثلا نشرت فيديوهات علي الانترنت تحمل توقيع الأنونيموس تحت اسم "العملية تونس2", وكان الغرض منها الانتقام من السلطات التونسية بسبب ممارستها للعنف ضد المتظاهرين. أما في عام 2012 أعلنت تبنيها لعددا كبيرا من الهجمات ضد مواقع رسمية كبيرة من أهمها, موقع وزارة الداخلية البريطانية, حيث تعطل الموقع لبضعة ساعات,معللين أن سبب تلك العملية جاء احتجاجا علي "مقترحات الرقابة المُشددة علي الانترنت", وأيضا احتجاجا علي ترحيل مواطنين بريطانيين إلي الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 2012 أيضا قامت مجموعة "أنونيموس" باختراق عدد من مواقع الحكومة الإسرائيلية, وذلك تضامنا مع أهالي قطاع غزة الذي تعرض لغارات إسرائيلية مكثفة, وقد تم تعطيل أكثر من 40 موقعا إسرائيليا كان من بينها, موقع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو", وموقع الجيش الإسرائيلي. وكان بيان المجموعة عقب تلك العملية:
( فلتعلموا يا أهالي غزة أن أنونيموس تقف إلي جانبكم, وسنقوم بعمل كل ما نستطيع لمنع القوات الإسرائيلية الغاشمة من الاصطفاف ضدكم, وسنقوم بتوظيف جميع إمكانياتنا لكي نتأكد من أنكم ستظلون قادرون علي الاتصال بالانترنت وعلي نقل معاناتكم للعالم). وقامت بنشر مقطع فيديوعلي يوتيوب أطلقت عليه Operation Israel, مقترنا برسالة أسفل الفيديو تنص علي "أن المجموعة ستسعي لتدمير شبكة الانترنت الإسرائيلية مع إتاحتها للفلسطينيين".
لقد أفادت دراسة عن حوادث اختراق المعلومات علي الانترنت, قامت بها شركة "فيري زون" الأمريكية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات, أنه هناك ارتفاع كبير في عدد الهجمات الالكترونية ذات الدوافع السياسية, وأن علي رأس مجموعات القرصنة لأغراض سياسية هي مجموعة "أنونيموس" التي حققت العديد من النجاحات في إسقاط عدد من المواقع وسرقة كميات كبيرة من البيانات الخاصة بالشركات والمؤسسات.
وفي الأيام القليلة الماضية, أعلنت مجموعة من القراصنة مرتبطة بشبكة "أنونيموس" اعتزامها مهاجمة مواقع إسرائيلية واسعة, وذلك يوم السابع من إبريل 2013, وأطلقت علي العملية اسم "أوب إسرائيل" والتي تهدف إلي محو إسرائيل من العالم الإلكتروني علي حسب قولهم. وجاء ذلك الإعلان بعد نجاح مجموعة من قراصنة أتراك مرتبطة أيضا بشبكة "أنونيموس", تسمي "ردهاك" نجاحها في اختراق موقع الموساد والحصول علي أسماء وعناوين وأرقام هواتف لنحو 30 ألف عميل إسرائيلي. في الوقت نفسه أعلنت الحكومة الإسرائيلية تعرضها لـ 44 مليون محاولة اختراق معلوماتي قام بها قراصنة مؤيدين للفلسطينيين.
وذكرت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" نقلا عن "أوفير بن آفي" مدير خدمات وأجهزة "أون لاين" التابعة لحكومة إسرائيل, أن العملية ستكون الأكبر من نوعها التي تشن ضد دولة ونتائجها ستكون ضخمة, وستستهدف إغلاق قنوات الاتصال وتوقف خوادم الحواسيب عن العمل. مضيفا إلي أنه هناك فريقا خاصا سيتابع الأمر عن كثب, استعدادا لليوم المحدد للهجوم. مؤكدا أن أهم ما يميز الهجمات هذه المرة, هو أن مجموعات متعددة من القراصنة يستعدون في نفس الوقت لتنفيذ هذا المخطط.
ولكن قبل أن تبدأ تلك الهجمات أعلنت جماعة تابعة لجماعة أنونيموس, يطلق عليها The N4m3le55 cr3w, أنها تمكنت من جمع بيانات خاصة عن أكثر من 600 موقع و100 من الخوادم الإسرائيلية التي سيتم مهاجمتها, وشملت العديد من البنوك, الشركات, المدارس, بالإضافة إلي مجموعة من المواقع الحكومية البارزة في إسرائيل. وتساءلت تلك الجماعة (لا نعلم ما الذي تبقي لأنونيموس كي تهاجمه؟!)
وأصدرت مجموعة القراصنة "أنونيموس" بيانا عقب تلك الهجمات, أعلنت فيه أنها شنت بالتعاون مع بعض القراصنة المؤيدين للقضية الفلسطينية هجوما علي العديد من المواقع الإسرائيلية في إطار عملية "إسرائيل2"اعتراضا علي سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين, وجاء نص البيان كالتالي: ( إلي حكومة إسرائيل, بسبب عدم توقفكم عن انتهاك حقوق الإنسان واستمراركم في بناء المستوطنات غير الشرعية, وعدم انصياعكم للقانون الدولي, وعدم احترامكم لوقف إطلاق النار المُبرم مع حركة حماس, قررنا بالتعاون مع مجموعة من صفوة القراصنة في العالم في السابع من إبريل الحالي أن نتحد سويا لشن العملية "إسرائيل2" لمحو إسرائيل من خريطة العالم الإلكترونية). مؤكدين علي استمرار هجومهم الإلكتروني علي المواقع الإسرائيلية وعلي الحسابات الخاصة بناشطين داعمين للسياسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية.
قام القراصنة بوضع رسائل مختلفة علي المواقع المُخترقة, مؤيدة وداعمة للأسري الفلسطينيين وللقضية الفلسطينية, وأخري منددة بالسياسة الإسرائيلية تجاه فلسطين. ولكن تم إغلاق بعض تلك المواقع إلي أن يتم التعامل مع الاختراق واستعادتها مرة أخري. وقد تنوعت تلك الرسائل, فبعضها ذات طابع تهديدي مثل (نحن نسمع صراخ غزة...نحن ندافع عن منطقتنا...في السابق كانت الحروب بالطائرات والدبابات أما الآن نحن ننتصر الكترونيا ونهزمكم في الفضاء الإلكتروني...نحن نستطيع الوصول إلي صفحتك الشخصية), ومن الرسائل التي نُشرت علي موقع تابع للقوات الإسرائيلية ( إن كان الإسرائيليون يمتلكون طائرات حربية! فإن الفلسطينيين يمتلكون عقول إلكترونية! وإلي حكومة إسرائيل: أهلا بكم في انتفاضة الهاكرز).
تنوعت جنسيات المشاركين في تلك الهجمات الإلكترونية, فمنهم العديد من الشباب العرب, بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الناشطين من مختلف أنحاء العالم, وقد أطلقوا علي تحركهم هذا اسم "اليوم العالمي للمقاومة الإلكترونية". وتهدف هجمات مجموعة "الانونيموس" علي المواقع الإسرائيلية إلي ثلاثة أهداف:
1- إزالة الكيان الصهيوني إزالة مُمنهجة من شبكة الانترنت.
2- كشف خطط العدو المستقبلية وجرائمه ضد الإنسانية للعالم أجمع.
3- أما الهدف الثالث فقد أبقاه القراصنة غير مُعلن, قائلين أنة سيكون "هدية" سيقدمونها لإسرائيل.
وقد تباينت ردود الأفعال والآراء حول تلك الهجمات, فقد صرح وزير الخارجية الإسرائيلي السابق "ليبرمان" أن الهجمات الإلكترونية علي إسرائيل (تتساوي مع إلقاء الحجارة), "ويجب علينا آلا نستمع لمن يحاولون تهدئتنا, فصبرنا كثيرا خلال ثلاثين عاما, ورأينا ماذا حدث".
كما أعلن مستشار الرئيس الفلسطيني لشئون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "صبري صيدم" أن إسرائيل قررت الرد علي تلك الهجمات التي تتعرض لها, باعتقال بعض الناشطين الفلسطينيين.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن خبير أمن إلكتروني قوله "إن المواقع الإسرائيلية تشهد صراعا قويا بين القراصنة المؤيدين للفلسطينيين والقراصنة الإسرائيليين, مشيرا إلي أنه نتيجة الصراع المفتوح لم تتضح بعد. كما أن الشركات الأمنية الإلكترونية الإسرائيلية تسعي إلي تقليل حجم الخسائر بقدر الإمكان.
وعلي صعيد أخر, قال احد شباب "الهاكر" الفلسطينيين أن مجموعة "الأنونيموس" تعمل بشكل سري وبتكتم شديد, لا يعرف أحد فيهم الأخر, لكنهم يشتركون في مجموعة أهداف سياسية, ويقومون بإعلان الهدف الذي سيهاجمونه قبل الهجوم بفترة, ليتم الإعداد له علي نطاق واسع. مضيفا إلي أن سقوط هذا الكم الهائل من المواقع الإسرائيلية ليس سببه ذكاء تلك المجموعة أو امتلاكها ميزات فريدة, بل إلي العمل الجماعي الذي تقوم به, حيث أن الضغط المستمر علي المواقع الإسرائيلية يسبب وقوعها في أيدي القراصنة, وكذلك يري أن قدرة إسرائيل علي القيام بهجمات مضادة ستكون محدودة, نظرا لكثرة الهجمات ولانشغالها في كيفية تحصين مواقعها المُستهدفة واستعادتها مرة أخري.
كما يري بعض الخبراء الفلسطينيين في مجال تكنولوجيا المعلومات, أن قطاع غزة لا يمكن له أن يُشارك في شن هجوم إلكتروني علي الجانب الإسرائيلي, لأن تلك العمليات تحتاج إلي قوة إنترنت عالية, ومن المعروف أن حجم الانترنت الذي يُغذي القطاع لا يساعد علي الإطلاق في تنفيذ أي هجوم إلكتروني, إلا من خلال الدخول علي سيرفرات خارجية واستغلالها لإرسال بيانات علي المواقع الإسرائيلية.
أما رئيس المجلس الوطني الإسرائيلي للبحوث والتنمية "إسحاق بن إسرائيل" يحاول التقليل من حدة أزمة تلك الهجمات الإلكترونية قائلا " لم نسجل أي ضرر ملحوظ, ولا تمتلك جماعة "أنونيموس" أية خبرات وكفاءات تُمكنها من إلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية لإسرائيل, ويري أنهم إذا كانوا حقا ينوون التوصل لهذه النتيجة, فكان يتعين عليهم عدم الإعلان عن نواياهم مُسبقا, بل إنهم يريدون إحداث ضجة إعلامية وجذب الانتباه بموضوع قريب في خواطرهم".
ولعل من الطريف في تلك الأزمة هو قيام رسام الكاريكاتير البرازيلي "كارلوس لاتوف" برسم كاريكاتير جديد, يؤيد فيه الهجمات الإلكترونية علي إسرائيل.
بالأرقام.. الهجمات الإلكترونية تكبد إسرائيل 3 مليار دولار مبدئيا .. وعرض لرسائل القراصنة
قسم الأخبار
Tue, 09 Apr 2013 10:19:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى