عودة الندل----عودة مبارك
يا شعب مصر العظيم لقد حققت لكم ثورتكم ما كنتم تتمنون ولقد بيَنت لكم من هو عدوكم الحقيقي ومن هو صديقكم الراعي لمصالحكم ولقد تعلمنا جميعا من المحن أن مصر فوق الجميع وليذهب الاخوان والاسلاميون إلي الجحيم---هذا خطاب مبارك في حملته الانتخابية الرئاسية بعد خروجه براءة .............نسأل الله العافية من هذا الكابوس المتوقع والسيناريو الذي يتم التخطيط له ببراعة ولكن الأعجب والأدهش هو أن الإسلاميين هم أسرع الناس في تنفيذه.
بداية سأطرح مقدمة لهذا السيناريو المخابراتي والأمن الدولي (الوطني حاليا).
من مسلمات الدول أن أي دولة لا تصبح إسمها دولة إلا إذا كان فيها ثلاثة عناصر فاعلة ومكملة حتي نستطيع أن نقول هذه دولة فالعنصر الأول هو أن يكون لهذه الدولة رئيس أو قائد يحكمها يتمتع ويتميز بمقومات ربانية لتجعله مهيأة للقيادةوالعنصر الثاني أن تكون هناك صفوة أو نخبة تلتف حول الرئيس تؤيده وتنصحه وتعينه علي الحكم وتؤازرة في أمور القيادة والعنصر الثالث هو الشعب أو الناس التي تؤمن بقضية القائد والرئيس فيضّحون من أجل هذه الفكرة ولنضرب مثلا علي هذا الأمر فلقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم في مكة ومعه أربعون فرد من الصحابة وقد كان هو القائد وهؤلاء هم صفوته ولكن لم تكن له دولة تسمي دولة الإسلام لان العنصر الثالث والمهم وهو الناس التي تؤمن بالفكرة وتضحي معه من أجلها لم يكن موجود وهو الذي جعل الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يعرض نفسه علي القبائل حتي ينشر دعوته ورسالته وعندما آمن معه أهل المدينة لم يذهب مباشرة ولكن أرسل لهم بعض النخبة حتي يعلموهم ويفهموهم ما هو الهدف حتي يجد من يؤمن ويقاتل من أجل الفكرة ويهيؤوا الناس لتقبل كلام القائد وهذا هو دور النخبة وعندما سافر الرسول صلي الله عليه وسلم إلي المدينة أصبحت هناك دولة الإسلام لإكتمال العناصر الثلاثة في إقامة الدولة.
ولما توفي الرسول صلي الله عليه وسلم وكانت فتنة شديدة علي المسلمين وقد بدأت فعلا إنهيار الدولة بموت القائد وهنا ظهرت دور النخبة والتي غالبا ما يخرج منها القائد وتركوا جسد النبي صلي الله عليه وسلم ملقي علي الأرض—يااااااه ه ه ه النبي ملقي علي الأرض من أجل اجتماع لتحديد الرئيس---ولكن هذا ما علمه لهم النبي صلي الله عليه وسلم أن الأفراد تزول والأمم باقية وأن دولة الإسلام في خطر بغياب أهم العناصر الفاعلة فيها ولهذا اجتمعوا علي القائد حتي تكتمل عناصر الأمة والتي كانت سببا في استمرار دولة الاسلام وعدم تفككها.
والأمثلة علي ذلك كثيرة في أيام صلاح الدين عندما دخل مصر فوجد الناس متشيعة ولن تؤمن بفكرته هو ونخبته وكذلك أيام العز بن عبد السلام عندما طلب بأمر ولم ينفذه القائد وخرج من مصر وخرج الناس من وراءه فعرف القائد أو الرئيس أنه فقد عنصر الشعب --الذي يكون خلفه-- فلن تقوم له قائمة فرضخ لكلام العز وباع المماليك وكثير من الأمثلة .
تعالوا نطبق هذا علي حال مصر من أيام مبارك فلقد قام مبارك بمعاونة أمن الدولة بصناعة نخبة سافلة تحيط به وترتبط مصالحها بمصالحة فكان القائد ومعه نخبته وكان لازما أن تجتهد النخبة في ابعاد الناس عن الاسلاميين المعارضيين الحقيقيين للنخبة والرئيس عن طريق المسلسلات تارة والجرائد والصحف والبرامج وأمن الدولة والتخويف والإرهاب وتكوين معارضة شكليه من داخل النخبة حتي يلتف الناس حولها .ولكن بعد سقوط مبارك ما الذي حدث وما سبب أن النخبة الان تتحدث عن عودة مبارك وتكلم ببجاحة أنه لو ترشح سينجح وطبعا بفضل مجهودهم في إنجاحه.
وهو عندما سقط مبارك كان هناك أمرين عظيمين سببوا الأرق لهم وشخص متواجد سبب لهم تغير المخططات عدة مرات.
فالأمرين العظيمين هما استفتاء مارس علي التعديلات والتي أظهرت حجمهم الحقيقي وميول الشعب ومن هنا بدأت ملامح تغيير العنصرين الأساسيين وهما النخبة والناس ولقد تم بالفعل اختيار النخبة في مجلس الشعب المنحل التي تريدها الناس وهو ما أصابهم بالجنون نظرا للصدمة التي كانت غير متوقعة والأمر العظيم الأخر وهو مليونية الاسلاميين في يوليو والتي لن تتكرر ثانيا –وهذا من وجهه نظري--- ولقد وضعوا المخطط علي هذا النحو بعد أن قد علموا أن انتخابات الرئاسة سوف تسفر عن إسلامي مهما يكن وفعلا بدأوا يعدوا العدة لذلك أثناء الحكم العسكري طلبوا بقاء العسكر فترة سنة أو سنتين حتي يؤخروا وجود عنصر الرئيس ثم ظهر الشخص الذي دائما بفضل الله يحطم ويفضح لهم كل خطة وهو حازم أبواسماعيل بمليونيتة التي أسفرت عن تحديد موعد تكوين العنصر الأول وهو الرئيس وقد تم تحديد موعد الانتخابات ذلك فخططوا لافشال النخبة وحلوا مجلس الشعب وحتي الأن يقفون بالمرصاد لمجلس الشعب لانه هو الذي سوف سيبدل هذه النخبة المباركية وركزوا اهتمامهم في صرف الناس (العنصر الثالث) عن الرئيس فتارة بالكذب عليه وتارة بتسفيه وتارة بنشر الأكاذيب وتارة في التشكيك في قرارته وتارة في عدم كفائته للرئاسة وتارة أخري باستدعاء الجيش عليه وكل واحد فيهم يعمل في جهته بأسلوب مختلف واتجاه واحد سواء بلطجية أمن الدولة أو الاعلاميين أو الصحفيين أو البرادعوية والتيار الشعب أو النصاري –وما أدراك ما هم—أو رجال الأعمال الفاسدين أو القضاء الشامخ حتي يظل هو العنصر الوحيد المستفردين به ويكيلون له اللكمات ولا تقوم لهذه الدولة كيان ولقد كانوا في أوج التخطيط وفعلا في هذه اللحظة كانوا قد وصل لنقطة تحطيم الرئيس وانهاء جميع عناصر إقامة الدولة --الاسلامية المنتظرة--في موقعة الاتحادية ولكن تدبير الله عزوجل فظهر لهم الشخص نفسه ليقلب عليهم خطتههم في محاصرة مدينة الانتاج الاعلامي فانقلبوا خاسرين. وهكذا سيظلون يلعبون في هذه المحاور الثلاثة حتي يصرفوا الناس عن النخبة والرئيس أو حتي تأتي لحظة الانقضاض علي البلاد بالقوة وفي نفس الوقت وفي كل مرة يحاولون هم إيجاد بدائل جاهزة للعنصر الأول وهو الرئيس حتي إذا تم الخطة وجب التنفيذ فمرة عن طريق الكمبارس حمدين صباحي ومرة عن طريق العميل البرادعي ومرة يحاولون تلميع شفيق ثانية ولكنهم وجدوا أنهم مازالوا فاشلين في إيجاد الشخص الذي يتمتع بمواهب القائد الذي يقنع الناس ويلتفوا منه حوله إلا أن يخرج السجين...... حتي يقود المسيرة وفعلا بدأت عملية التجميل من النخبة الحقيرة لهذه الخطة الخطيرة
وهنا سؤال لماذا قلت أن الاسلاميين هم من يساعدونهم علي تنفيذ المخطط بسرعة ولكم الإجابة في هذه الأسئلة التالية:
1- هل يستطيع الاسلاميين عمل مليونية الأن كما فعلوها في يوليو.
2- هل تتوقع أن مجلس الشعب القادم سوف يحوز علي أغلبية إسلامية كالمجلس الماضي
3- هل تتوقع تعاون الإخوان المسلمين أو حزب النور مع بعضهم أو مع أي أحزاب إسلامية أخري وبالعكس
4- هل تتوقع أن الناس الان ممكن أن يثقوا في الاسلاميين كما كانوا من قبل
5- لماذا الأن التعامل بعنف مع كل من ينتمي ولو بالاسم لحازم أبواسماعيل
6- لماذا الأن—وبنفس اسلوب أمن الدولة الماضي---يتم التنكيل بكل من يحمل فكرة حازم أبواسماعيل –الشيخ صابر وحركة أحرار وحازمون
7- هل يعلم الاسلاميين أن تركهم الإخوان والاستفراد بهم-- رغم كل مافعله الاخوان ضد التيار الاسلامي عموما—سوف ينقلب عليهم قبل الاخوان لان الاخوان سوف يظلون كما هم والباقي جماعات قليلة بالنسبة لهم .
ومن خلال الإجابة علي هذه الأسئلة نعلم أن الإسلامييون ينفذون الأجندة المطلوبة منهم بالظبط بعد مليونية يوليو وهي تحطيم هذه الكتلة الصلبة علي صخرة الفرقة والتشرذم وهنا يظهر نفس الشخص في محاولة تجميع الراية مرة أخري –وأظن أن اختيار حزب الراية لم يكن عفويا ولكن له دلالة ومعني واضح—ولهذا يتم التعامل معه هو الان وتياره بقوة ليس لها مثيل حتي لا يقلب عليهم خطتهم مرة أخري وربنا يحفظه من المخطط الاخري المشئوم.
أظن أن الفكرة قد اتضحت للعامة والخطة قد بانت في يوم السبت الماضي أثناء محاكمة مبارك.
فانتظروا خروج مبارك أيها الاسلاميون بعد ان تحرره النيابة والقضاء ويوهئ له الاعلاميون والساسة أن الشعب سيتقبله ويعتقل الفريق الاسلامي المشاغب الان وهو فريق أبواسماعيل والاحرار ومؤقتا حتي تهدأ الامور وتبدا حملة التصفية الجسدية للاسلاميين –ونسأل الله العافية من عودة الندل---أفيقوا يرحمكم الله فالموضوع خطير أهم من كل هذه المهاترات والاختلافات والانقسامات والتي لا تصب في أي عنصر غير أنها تفقدكم العنصر المهم والخطير في المعادلة وهو الشعب
نعلم جميع أن كلنا أخطاء وأنا كل منا يتهم الأخري ببيع القضية والعمل لمصلحته ولكن القضية أكبر منا جميعا وهي راية الإسلام ---أفيقوا يرحمكم الله وأعلنوا مليونية لم الشمل الإسلامي قبل فوات الأوان وقول نحن هنا عنصر أساسي في المجتمع ولسنا ضحية علي طول الخط.
وياأيها الرئيس أنت الوحيد بفضل الله عزوجل التي تستطيع أن يفعلها ويحطم كل هذه الخطط إلي الأبد –بالله عليك افعلها واحقن دمائنا من هذا السيناريو وإلا نحن في عنقك يوم القيامة والله علي ما أقول شهيد
يارب سلم سلم
كتبه محمد طنطاوي
محمد طنطاوي يكتب: عودة الندل !
Sun, 14 Apr 2013 23:06:22 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى