جميل أن يحيى مبارك جماهيره ويطمئنهم على صحته ويلوح بيده كأنه يزور معسكر المنتخب أو يحضر احتفالات عيد الشرطة.
جميل أن يظهر بكامل صحته وسواد شعره وتورد وجنتيه ونظارته الأنيقة، وكأنه فى جولة تفقدية لمنشآت سياحية فى شرم شيخه، لكى لا يكون له ولجيشه من المحامين حجة فى المطالبة ببقائه فى بحبوحة المستشفى العسكرى أو إقامته الفندقية بالمركز الطبى العالمى.
جيد أن يبدو فى منتهى عنفوانه وأناقته وهو يعود إلى القفص، فربما أحيت هذه المشاهد الضمائر التى دخلت فى إغفاءة طويلة، نسيت معها وجوه وأسماء الشهداء، وراحت ترقص بمجون على إيقاع طبول أبناء المخلوع، وتشاركهم الهتاف والخلاعة وعبوات المولوتوف.
هى فرصة حقيقية لمن أراد أن يستعيد وعيه وضميره النائم تحت تلال من الزيف والأكاذيب التى ابتلعت المسافة بين الثورة وعكسها، وبين الدماء والسولار، وبين الحق والباطل.
لقد كنا فى حاجة لكى نتذكر الحكاية من أولها، ونعيد الفرز بين أهل الثورة الأصليين وخصومها الذين اختبأوا فى هيئة الثوار، ومنهم من انتقل بمنتهى الخفة من ظهور بعير موقعة الجمل، إلى منصات المؤتمرات الثورية الحديثة.
هى فرصة أيضا لأولئك المنتحبين والمنتحبات ليلة التنحى على خلع الرجل، لكى يسترجعوا كلماتهم ودموعهم المصورة حزنا على سقوطه، ويقفوا أمام المرآة ليتفحصوا ملامح وجوههم ويتذكروا صراخهم فى وجه الثوار الزاحفين إلى القصر كى يخلعوه.
هى مناسبة جاءت فى وقتها لتذكر الثورة الحقيقية وسط حرائق الثورة المضادة، وأعمدة دخان الثورة الصناعية المزيفة التى افتعلها سواقط القيد فى الثورة الأولى لكى يدفنوا نفاياتهم ويغسلوا ماضيهم القريب مما علق به من رذاذ الخدمة فى بلاط النظام الساقط.
هى فرصة لتذكر الفرق بين ثورة خالد سعيد وثورة أحمد شفيق، ثورة التحرير وثورة العباسية والمنصة، ثورة زياد بكير وكريم بنونة ومهاب على حسن ومينا دانيال وعلاء عبدالهادى وعماد عفت، وثورة حمادة صابر وتامر «بتاع غمرة»
هى فرصة لكى يراجع المصريون وقائع ثورتهم، ويعلموا من هو الشريك والصديق، ومن هو الخصم والعدو، ويميزوا بين سكان الثورة الأصليين، وبين الهابطين عليها بمظلات صنعت فى ورش الثورة المضادة من الباعة السريحة فى مولد التوريث والتمديد.
هى فرصة ليستشعر الذين أهانوا ثورتهم وسمحوا لخصومها بالتحدث باسمها الحرج ويتنحوا عما هم غارقون فيه للآذان من محاولات التطبيع بين الثورة واللاثورة، والخلط بين الشهداء الحقيقيين والشهداء المزيفين المصنوعين إعلاميا وهم على قيد الحياة.
ويبقى أن على سكان الميادين الأصليين أن يراجعوا مطالبهم وهتافاتهم ولافتاتهم التى لا تزال محتفظة بأحبارها عن تطهير القضاء وتطهير الإعلام، ويتحسسوا مواقع أقدامهم وحناجرهم الآن ويحسبوا المسافة بين ثورتهم، وبين ما يجرى الآن من ارتداد كامل على قيم ومبادئ هذه الثورة، نكاية فى محمد مرسى والإخوان.
وائل قنديل يكتب : مبارك يقول لكم: أخرجوا ضمائركم من الثلاجات
قسم الأخبار
Sun, 14 Apr 2013 07:56:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى