تقليص نفوذ "الرجل الحديدي" بيشوي.. واستبعاد يؤانس " الرجل السلطوي"..والإطاحة بالأنبا أرميا
رحل البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقصية عن مصر في ظروف صعبة للغاية تاركًا وراءه عديد من الملفات المسكوت عنها كان أبرزها الحرس القديم "رجال شنودة" الذين ازداد نفوذهم في الفترة الآخيرة من حكم البابا شنودة لاسيما فترة مرضه، وتحكموا في كل كبيرة وصغيرة في الكنيسة، وأدركت الكنيسة استقرارها، مودعة فترة الانتقال الكنسي باعتلاء البابا تواضروس الثاني الكرسي المرقسي، تسلم البابا تواضروس الثاني عصا الرعاية من يد الأنبا باخوميوس بمذبح الكنيسة، وجلس على الكرسي المرقسي، في 18 نوفمبر عام 2012 .
هكذا بداء العهد الجديد للبابا توا ضروس بالسيطرة على مقاليد الأمور داخل الكنيسة وإزاحة قوى البابا شنودة وإفلات الكنيسة من القبضة الحديدية التى تركها خلفه المتنيح شنودة، وأصبحت السيطرة والكلمة العليا للأنبا توا ضروس وأعوانه.
قال مصدر كنسي، إن العقبة الكبري التي كانت تواجه البابا تواضروس متمثلة فى الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، الذى ظل متربعًا على عرش سكرتيرة المجمع ما يزيد على ربع قرن، مؤكدًا أن استبعاده كانت محاولة حقيقة للقضاء على مراكز القوي داخل الكنيسة، ولذلك اتخذ البابا تواضروس عدة خطوات لتقليص نفوذ الأنبا بيشوى - الرجل الأقوى داخل الكنيسة والذى أطلق عليه "جلاد الكنيسة " و " الرجل الحديدي " - كانت أول هذه الخطوات إبعاده عن ملف المحاكمات الكنسية التى يتولاها، كما تم عزله من منصب سكرتير البابا الذى يعد السبب الرئيسى فى زيادة قوته وسطوته على الكنيسة، وأضح المصدر أن الأنبا رافائيل هو من حل بديل للأنبا بيشوي لكونه أحد المتفقين مع فكر البابا، وأحد رجال البابا توا ضروس، كما أنه يتمتع بقبول لدي الأساقفة والكهنة والوسط المسيحى عمومًا، مشيرًا إلى أن رافائيل كان أول من رشح الأنبا تواضروس لمنصب البابوية .
أشار المصدر الي أن الخطوة الثانية لاستكمال الإطاحة بالأنبا بيشوى تتمثل فى إصدار قرار يقضى بإعادة الأساقفة المستبعدين إلى أبراشياتهم، وهى خطوة لرفع يد الأنبا بيشوى عن أبراشية المحلة ودشنا، و هو ما أقدم عليه البابا بالعفو عن الأنبا ايساك الأسقف الموقوف منذ عشرين عامًا وتعينه فى منصب أسقف مساعد للأنبا باخوميوس فى أبريشية البحيرة ومطروح، وإعادة الأنبا امونيوس أسقف الأقصر إلى عمله بعد وقفه لمدة تزيد على عشر سنوات، فضلاُ عن أن البابا تواضروس يدرس الآن عودة الأنبا تكلا أسقف دشنا الموقوف، والأنبا متياس أسقف المحلة الكبرى وهو الأمر الذى يعني فقدان الأنبا بيشوى نصف أبريشيته حال عودتهم لمناصبهم .
وأضاف أن البابا علي يستعد للإطاحة ببيشوي من رئاسة دير القديسة دميانة للراهبات، وتعيين راهبة كرئيسة للدير، و استبعاده من رئاسة لجنة الحوار اللاهوتي تحت ذريعة تجديد الدماء وبناء هيكل إدارى قوى، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستمكن البابا من الإطاحة برجل الكنيسة الحديدى وفرض سيطرته الحديدية على الكنيسة بحسب ما قاله المصدر .
أضاف المصدر أن هذه الخطوات التى نسجها البابا بذكاء للإطاحة بالأنبا بيشوى، إعتمد فيها على المشاكل والصراعات التى بينه وبين كثير من الأساقفة الآباء والأساقفة والكهنة لسحب بساط قوة الرجل الحديد وإفلات يده عن أبرشيته ، مضيفًا أنه بعد تمكن البابا تواضروس من الإطاحة بالرجل الأقوى ذي الأذرع الممتدة داخل الكنيسة، تفرغ للإطاحة بهيئة مكتب سكرتارية البابا، والتى ضمت فى عضويتها الأنبا يؤانس والأنبا أرميا، وعين بديل عنهما القس انجيليويس إسحاق والقمص مكارى حبيب، لأنهما اللذان عملا مع البابا قبل أن يعتلى الكرسي المرقسي منذ أن كان أسقف عام على أبرشية البحيرة .
قال أحد الأساقفة الذين تعرضوا للاضطهاد في عهد البابا شنودة، من قبل لجنة المحاكمات الكنسية، إن الإطاحة بالأنبا يؤانس "كاتم أسرار البابا شنودة" من منصب سكرتير البابا لم تكن أقل سهولة عن الأنبا بيشوى، وكانت تصل نفوذه السلطوية فى عهد البابا شنودة لدرجة لا يمكن تخيلها، ولذلك أطلق عليه البعض لقب "الرجل السلطوى"، و ظهرت قوة نفوذه إلى أنه استطاع تغيير بعض التقاليد الراسخة، ومنها جلوس أكبر الأساقفة سناً إلى جوار البابا في سيارته أثناء رحلاته من وإلى الإسكندرية ليحل هو محلهم، كما تمكن من منع وصول القساوسة والرهبان إلي البطريرك إلا من خلاله.
أكد الأسقف – الذى رفض الكشف عن هويته - أن يؤانس استطاع إقناع البابا بتعيينه رئيساً لعدد من المؤسسات الكنسية الكبرى التى مكنته من توسيع دائرة نفوذه منها رئاسته لمجلس إدارة كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف وكنيستها فى جاردن سيتى، وكذا كنيسة العذراء بالزمالك بالإضافة لتعينه نائب بابوى لإبراشية الأقصر بعد وقف أسقفها الأنبا أمونيوس عن العمل وتحديد إقامته بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون .
أوضح نادر شكري، أحد الصحفيين الأقباط القريب من البابا تواضروس، أن البابا إتباع خطوات للحد من نفوذ يؤانس داخل الكنيسة، بتعيين القمص سرجيوس كاهن كنيسة مار جرجس هليوبوليس بمصر الجديدة وكيلا لبطريركية القاهرة بدلا منه، وسحب الختم البطريركى من يده لتقليص دوره وإقالته من منصب سكرتارية البابا .
أشار شكري إلي أن البابا يبحث الآن رجوع الأنبا أمونيوس إلي إبراشيته فى الأقصر لسحبها من تحت تصرف يؤانس، وهو الأمر الذى دفع البابا لعقد اجتماع سرى مع كهنة الأقصر خلال زيارته لمحافظة سوهاج لبحث إمكانية عودة أمونيوس، وبعدها قام بإرسال الأنبا باخوميوس فى زيارة سرية إلى إبراشية الأقصر للقاء الكهنة لإقناعهم بعودة امونيوس الموقوف منذ 12 عامًا، وقرر بعدها البابا نقل الأنبا يؤانس للعمل كأسقف الخدمات للاجتماعية .
أكد شكري أن البابا تواضروس إتبع خطوات جديدة للإطاحة بالأنبا أرميا الذى كان أحد المقربين للبابا شنودة و يطلق عليه بعض الشباب القبطى لقب "وزير داخلية الكنيسة " و" رجل المخابرات " ، والذى شغل منصب سكرتير المكتب البابوى وكان المسئول عن المقر البابوى والكاتدرائية بالإضافة إلى أنه كان أحد أفراد لجنة المحاكمات الكنسية مع الأنبا بيشوى وهو ما أكسبه قوة وثقة ، فقام البابا توا ضروس بنقله ليعمل كمشرف على المركز الثقافى القبطى بمدينة نصر، والإشراف على قناة مار مرقص التابعة للكنيسة، مسبباً ذلك بأن وجوده فى سكرتيرة البابا يشكل عائق حول تواصل الشعب مع البابا .
"تواضروس" يطيح بالحرس القديم لـ"شنودة" ويفرض سيطرته على الكنيسة
alaa
Sat, 18 May 2013 16:51:47 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى