روبرت فيسك: عندما يكون الإنقلاب العسكرى ليس إنقلابا عسكريا.. فأنت أكيد فى مصر
يفضح نفاق القادة الغربيين وتأييدهم لانقلاب العسكر فى مصر على شرعية الرئيس مرسى المنتخب ديمقراطياً
بقلم: روبرت فيسك
لأول مرة فى تاريخ العالم يعتبر الإنقلاب ليس إنقلابا.. الجيش يستولى على السلطة، ويعزل ويعتقل رئيساً منتخباً بطريقة ديموقراطية، ويعطل الدستور، ويعتقل المشتبه فيهم، ويغلق قنوات تليفزيونية، وينشر قواته فى العاصمة. ولكن كلمة "إنقلاب" لا ينطق بها ولا يمكن أن تأتى على شفاه "المبروك" باراك أوباما.. ولا يجرؤ الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون على النطق بتلك الكلمة القبيحة.
ويتساءل فيسك عن ما إذا كانت حالة التحفظ هذه قد جاءت نتيجة خروج الملايين من المصريين الذين طالبوا بانقلاب الجيش ـ هم بالطبع لم يسمونه انقلاباً ـ وهذا أول حشد هائل من الناس تطالب بانقلاب قبل ان يحدث الانقلاب الفعلى. وأجاب على ذلك بأن أوباما يخشى أنه فى حالة اعترافه بأن هذا يعد انقلاباً، سيجعل بلده مضطره لفرض عقوبات على أهم دولة عربية تربطها معاهدة سلام مع اسرائيل. أو أن الانقلابيين سيخسرون المعونة الأمريكية التى تقدر بنحو مليار ونصف سنوياً.
ويضيف: هؤلاء القادة الغربيون الذين يقولون لنا أن "مصر مازالت فى طريقها نحو الديموقراطية" وأن هذه فترة مؤقتة ـ مثل تلك الحكومة المؤقتة التى شكلها العسكر ـ وعلى الملايين من المصريين الذين دعموا الإنقلاب الذى ليس بإنقلاب، أن يتذكروا أن مرسى فاز فى إنتخابات حرة ديموقراطية نزيهة بشهادة الغرب بنسبة ٥١ ـ أو ٥٢ % .
ولكن هل نجح جورج بوش الابن أساسا فى فترته الرئاسية الأولى؟ لقد فاز مرسى بأصوات أكثر من تلك التى جناها ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الحالى.
كان لمرسى أخطاء أثارت الكثير من المصريين. ولكن هل يعنى هذا أن تقوم الجيوش الأوروبية بعزل حكامها حكام دولها، عندما تتدنى شعبياتهم فى استطلاعات الرأى؟ وبالمناسبة، هل سيسمح للاخوان المسلمين بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟ أم سيتم حظرهم؟ وإذا شاركوا، فماذا سيحدث لو فاز مرشحهم مرة أخرى؟
هل سيتم اقصاء الإخوان من الإنتخابات القادمة؟ وماذا سيحدث لو فاز مرشحهم مرة أخرى؟
ويتابع قائلاً: لابد أن اسرائيل تشعر بسعادة الآن. فقد عادت تلعب دورها من جديد بأنها الديموقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط، ولا تحتاج لأكثر من التفاهم مع الحكام العسكريين الذين تجيد التفاهم معهم.
المقال الأصلي
http://watantoday.net/article_view.php?id=49342
يفضح نفاق القادة الغربيين وتأييدهم لانقلاب العسكر فى مصر على شرعية الرئيس مرسى المنتخب ديمقراطياً
بقلم: روبرت فيسك
لأول مرة فى تاريخ العالم يعتبر الإنقلاب ليس إنقلابا.. الجيش يستولى على السلطة، ويعزل ويعتقل رئيساً منتخباً بطريقة ديموقراطية، ويعطل الدستور، ويعتقل المشتبه فيهم، ويغلق قنوات تليفزيونية، وينشر قواته فى العاصمة. ولكن كلمة "إنقلاب" لا ينطق بها ولا يمكن أن تأتى على شفاه "المبروك" باراك أوباما.. ولا يجرؤ الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون على النطق بتلك الكلمة القبيحة.
ويتساءل فيسك عن ما إذا كانت حالة التحفظ هذه قد جاءت نتيجة خروج الملايين من المصريين الذين طالبوا بانقلاب الجيش ـ هم بالطبع لم يسمونه انقلاباً ـ وهذا أول حشد هائل من الناس تطالب بانقلاب قبل ان يحدث الانقلاب الفعلى. وأجاب على ذلك بأن أوباما يخشى أنه فى حالة اعترافه بأن هذا يعد انقلاباً، سيجعل بلده مضطره لفرض عقوبات على أهم دولة عربية تربطها معاهدة سلام مع اسرائيل. أو أن الانقلابيين سيخسرون المعونة الأمريكية التى تقدر بنحو مليار ونصف سنوياً.
ويضيف: هؤلاء القادة الغربيون الذين يقولون لنا أن "مصر مازالت فى طريقها نحو الديموقراطية" وأن هذه فترة مؤقتة ـ مثل تلك الحكومة المؤقتة التى شكلها العسكر ـ وعلى الملايين من المصريين الذين دعموا الإنقلاب الذى ليس بإنقلاب، أن يتذكروا أن مرسى فاز فى إنتخابات حرة ديموقراطية نزيهة بشهادة الغرب بنسبة ٥١ ـ أو ٥٢ % .
ولكن هل نجح جورج بوش الابن أساسا فى فترته الرئاسية الأولى؟ لقد فاز مرسى بأصوات أكثر من تلك التى جناها ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الحالى.
كان لمرسى أخطاء أثارت الكثير من المصريين. ولكن هل يعنى هذا أن تقوم الجيوش الأوروبية بعزل حكامها حكام دولها، عندما تتدنى شعبياتهم فى استطلاعات الرأى؟ وبالمناسبة، هل سيسمح للاخوان المسلمين بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟ أم سيتم حظرهم؟ وإذا شاركوا، فماذا سيحدث لو فاز مرشحهم مرة أخرى؟
هل سيتم اقصاء الإخوان من الإنتخابات القادمة؟ وماذا سيحدث لو فاز مرشحهم مرة أخرى؟
ويتابع قائلاً: لابد أن اسرائيل تشعر بسعادة الآن. فقد عادت تلعب دورها من جديد بأنها الديموقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط، ولا تحتاج لأكثر من التفاهم مع الحكام العسكريين الذين تجيد التفاهم معهم.
المقال الأصلي
http://watantoday.net/article_view.php?id=49342
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى