لا نعرف في تاريخ مصر مذبحة قتل فيها ذلك العدد من المصريين بأيدي مصريين في ليلة واحده .
فعلها محمد على باشا والي مصر قبل أكثر من مائتي عام حين دعا امراء المماليك وقتلهم جميعا فيما عرف بمذبحة القلعة (1811).
ورغم أنهم لم يكونوا مصريين الا ان المذبحة دخلت التاريخ وظلت صفحة سوداء في سجل الباشا.
أما جرائم القتل التى وقعت بعد ذلك في حريق قصر الثقافة ببنى سويف وحريق قطار الصعيد وغرق عبارة السلام الشهيره فانها كانت ناتجه عن الاهمال الجسيم ولم تكن السلطة طرفا مباشرا فيها.
أما مذبحة رابعه العدويه التى وقعت ليلة أمس وتجاوز عدد القتلى فيها مائة شخص وتلك التى سبقتها أمام مقر الحرس الجمهوري التى قتل فيها أكثر من خمسين شخصا إضافة الى حوادث القتل التى وقعت في المحافظات الأخرى فانها جرائم تحسب على السلطة.
أيا كانت الحجج والذرائع فإن القتل الذى تم بأمر من السلطة سواء فى القاهره أو خارج حدودها لا يمكن تبريره لا قانونيا ولا وطنيا ولا اخلاقيا.
ولايحسبن أحد من رجال السلطة – مهما علا مقامه – ان ما جرى يمكن قبوله حتى اذا تم في ظل تفويض شعبي مهما كانت قيمته ,
ذلك اننا لا نفهم ولا نتصور اننا بصدد تفويض بالقتل يحصد ارواح عشرات المتظاهرين او المعتصمين السلميين ويغرق الوطن فى بحر الدماء.
اننا بازاء فتنه كبرى لوثت عقول وضمائر كثيرين ممن احتفلوا بالمذبحة او حاولوا تبريرها بقدر ما لوثت الدماء ايدي كل القائمين بالأمر في مصر , سواء الذين اصدروا اوامر القتل او الذي حرضوا عليه او الذين سكتوا عليه.
ومن المخجل ان يكون على رأس الدولة في الوقت الراهن رجل رأس المحكمة الدستوريه.
ومن المحزن أن يرأس الحكومة صديق استقال من منصبه كنائب لرئيس الوزراء في حكومة الدكتور عصام شرف لان ضميره لم يحتمل الاستمرار في موقعه بعد مذبحة ماسبيرو التى راح ضحيتها ثمانيه وعشرون شخصا , ثم يلتزم الصمت بعد مذبحتي رابعه العدويه والحرس الجمهوري ,وفي حين يتساقط القتلى في انحاء مصر كل يوم.
أما اصدقاونا الاخرون الذين توزعت عليهم مناصب الوزاره ونالوا من الرتب مانالوا فلا اعرف كيف يسمح لهم ضميرهم الوطني او موقفهم الاخلاقي بالوقوف متفرجين على جثث القتلى ودمائهم النازفه.
لامجال للحديث الان عمن اخطا او اصاب لانه لا صوت ينبغي ان يعلو الان فوق صوت الدعوة الى الكف عن القتل والمطالبة بوقف لحظة الجنون الراهنة.
أدري انه حين يطلق الرصاص لا تكون هناك حاجه الى الكلام بل ان دوي الرصاص يحجب حشرجات الضحايا وانين المكلومين.
لكن دروس التاريخ علمتنا ان من يطلق الرصاصه الاولى لا يستطيع ان يتحكم في الرصاصه الاخيره.فضلا عن انه لا يستطيع ان يتحكم في عواقبها وتداعياتها.
وفي دروس التاريخ نماذج لحالات كان بعض المستكبرين ضحايا اغترارهم بقوتهم ولم يدركوا ان الرصاصات التى اطلقوها ارتدت الى صدورهم وعند الحد الادني فانها ادرجتهم في سجلات التاريخ ضمن الاشرار والقتله.
اذا كان لمثلى ان يتمنى شيئا في اللجظه الراهنه فلست اتمنى اكثر من ان يوقف القتل ويعود العقل الى مكانه هاديا ومرشدا.
لكن اخوف ما اخافه فى ظل الافتنان بالتفويض المزعوم والاغترار بالقوة ان تتسع بحيرة الدم وان يهيمن الجنون بحيث ينضم الوطن فى النهايه الى قائمه الضحايا.
-صلوا من اجل مصر فى محنتها.
فهمي هويدي يكتب : الفتنة الكبرى
amira eldamasy
Sun, 28 Jul 2013 06:02:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى