تتواصل الاعتصامات في مصر للمطالبة بعودة محمد مرسي إلى منصب الرئاسة بعد قيام الجيش بإقالته. في هذه الأثناء هناك تحركات لتشكيل حكومة انتقالية في إطار "خارطة طريق" مدعومة من الجيش، والقيام بتعديل دستوري.
صحيفة تاغستسايتونغ سلطت الضوء على تسارع أحداث العنف في مصر، واعتبرت أنه بات من الصعب ضمان الاستقرار في بلد يتوجه يوما بعد يوم نحو التصعيد وتصلب المواقف، وكتبت تقول:
"المصريون تعلموا الدرس الذي مفاده أن مصر لا يمكن حكمها من طرف الإخوان المسلمين وحدهم. كما أن البلاد لا يمكن حكمها بدون الإخوان المسلمين. وقد يتطور ذلك إلى درس دموي، لاسيما في أعقاب أحداث الاثنين الدامية عندما فتح الجيش النيران على متظاهرين مؤيدين لمرسي. فالبعض يرى نفسه ضحية انقلاب عسكري، والبعض الآخر يدافع على الجيش كمنقذ للأمة....الإخوان المسلمون أصبح لهم شهداء بعد الطلقات النارية القاتلة في وجه مؤيديهم، ويدعون إلى الانتفاضة. ويكمن المشكلة في عدم وجود مؤسسة حكومية قادرة على وقف دوامة العنف. الجيش أقصى نفسه بعدما أزاح مرسي عن السلطة، وبإطلاقه الرصاص فجر يوم الاثنين فقد يكون قد أقصى نفسه كهيئة قادرة على تحمل مهمة الوساطة".
صحيفة زوددويتشه تسايتونغ تساءلت عن الفرضية النظرية في ما إذا جاء استيلاء الجيش على السلطة في مصر كرد فعل على الاحتجاجات الحاشدة ضد حكم مرسي أم أنه كان مدبرا مسبقا، وكتبت تقول:
" لاحظ مراقبون أن الانقطاع المفاجئ في توزيع الكهرباء والوقود والغاز خلال الأيام الأخيرة من حكم مرسي هو مؤشر على أن أنصار النظام القديم بذلوا كل ما في وسعهم لتأليب الشعب ضد الإخوان المسلمين. وحاليا بعد استيلاء الجيش على السلطة اختفت الطوابير أمام محطات بيع الوقود، وظاهرة انقطاع الكهرباء السابقة. متحدث سابق باسم الوزارة المعنية صرح لصحيفة نيويورك تايمز أن ذلك كان في إطار "الإعداد لانقلاب. وبعض القوى في الإدارة التي تتحكم في البنية التحتية انطلاقا من المستودعات وشاحنات نقل الوقود هي التي تسببت في الأزمة". وحتى الشرطة التي قاطعت الرئيس مرسي طوال سنة، وساهمت في الارتفاع السريع للجريمة في الشوارع أصبحت تؤدي عملها من جديد. ورغم أن رئيس الدولة استغنى عن إصلاح يطال مؤسسة الشرطة، ورفع مستوى رواتب موظفيها، ونوه علنا بالشرطة المنبوذة من قبل الشعب، فإن الكثيرين من موظفيها ظلوا شهورا طويلة مبتعدين عن مراكز عملهم. ويتساءل متشككون أيضا من عملية جمع التواقيع ضد مرسي ومن امكانية تنظيمها من خلال شبكة النشطاء الشباب فقط. ويدعي منظمو حركة "تمرد" أنهم تمكنوا من إقناع 22 مليون مصري بالمطالبة بالاستقالة الفورية لرئيس الدولة. وتوقيعات هذه الحملة التي أطلقت الشرارة الرئيسية للاحتجاجات الحاشدة لم يتم إلى حد الآن التأكد من صحتها من قبل أية جهة مستقلة".
الاعتصامات متواصلة للمطالبة بعودة محمد مرسي إلى السلطة
صحيفة تاغستسايتونغ اهتمت في تعليق آخر لها بدور دول الخليج في دعم خطة الجيش المصري لإبعاد الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي من الحكم. ويذكر أن دول الخليج وفي مقدمتها العربية السعودية قدمت مليارات الدولار كمساعدات لمصر، وكتبت الصحيفة تقول:
"رهان العربية السعودية على دفع عجلة الأحداث في مصر إلى الوراء يبقى مفتوحا عند الحديث عن نجاحه. في كل الأحوال سيتشكل المشهد السياسي من جديد. كما سيعمل الإخوان المسلمين الذين تم إبعادهم عن السلطة على التموقع من جديد. فهل سيحددون موقعهم مستقبلا داخل النظام السياسي أم خارجه؟. إن ذلك ليس مرتبطا بهم وحدهم فقط. والتحالف المصري الداخلي ضدهم سيتلاشى عندما يدرك الثوار السابقون لميدان التحرير أن الانتفاضة ضد الإخوان المسلمين ساهمت في إثارتها قوى متعددة محسوبة على نظام مبارك، وهي تسعى الآن إلى العودة إلى السلطة. وتجد هذه القوى في العربية السعودية شريكا قويا، يخشى حصول أي تحول عربي يؤدي إلى مستقبل ديمقراطي".
صحيفة دي تيلغراف الهولندية اعتبرت أن إزاحة محمد مرسي من منصب الرئاسة في مصر ستكون لها انعكاسات على المنطقة برمتها، وكتبت تقول:
"ليس من قبيل الصدفة أن تنتقد تركيا وتونس الانقلاب في مصر. فالأحزاب الإسلامية هي الحاكمة في كلا البلدين. ويواجه رئيس الوزراء التركي اردوغان انتقادات في بلده الذي له تاريخ مع الانقلابات العسكرية. وأنقرة تعتبر خصما قويا للنظام الحاكم في سوريا الذي يشعر بانتعاش قوته مع سقوط مرسي. فبشار الأسد يقاتل ثوارا يدعمهم الإخوان المسلمون. أضف إلى ذلك أنه تم في مصر إبعاد رئيس يساند الجهاد ضد النظام السوري. وهذه التطورات تقدم للأسد فرصة لشن حملته الدموية ضد مدينة حمص، علما أن الاهتمام كله منصب حاليا على ما يحدث في مصر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى