قالت صحيفة "الواشنطن بوست" في افتتاحية لها إن واحدا من أمور قلائل كشف عنها الوضع المضطرب في مصر هذا الأسبوع هو تراجع صورة ونفوذ الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن المتظاهرين في ميدان التحرير حملوا فيها لافتات ورددوا هتافات تدين سفيرة الولايات المتحدة، "في الوقت الذي يلوم فيه مسؤولون حكوميون كبار إدارة أوباما ، متوقعين انقلابا عسكريا محتملا، لإعطائها ضوءا أخضر له".
وقالت الصحيفة "البلد الذي ظل لعقود الحليف العربي الأقرب للولايات المتحدة - وواحد من أكبر المتلقين في العالم للمساعدات الأمريكية - يبدو متحدا فقط في تجاهل وازدراء واشنطن".
وترى الصحيفة أن إدارة أوباما ليست مسؤولة بالكامل عن هذا الموقف؛ "ففي بيئة سياسية مستقطبة وتشهد فوضى في مصر، أصبحت نظريات المؤامرة والتصورات الخاطئة عن الولايات المتحدة أمرا شائعا".
وتستدرك "الواشنطن بوست" قائلة إن الإدارة الأمريكية ساعدت على تزايد العداء للولايات المتحدة – وربما أيضا الفوضى المتزايدة في مصر - من خلال سوء تعاملها مع حكومة مرسي الإسلامية.
وتوضح أن الرئيس أوباما وكبار مساعديه كانوا صامتين عن انتقاد حكومة مرسي علنا، لعدة أشهر مضت، كانت تتخذ فيها خطوات لتوطيد السلطة، وتهميش معارضيها وقمع منظمات المجتمع المدني المستقلة، وأنه لم يكن هناك أي سعي لاستخدام النفوذ الذي تقدمه المساعدات الأمريكية لإجبارها على تغيير هذه السياسات.
وتقول الصحيفة إن محاولة للسفيرة الأمريكية في القاهرة، لـ"وضع الأمور في نصابها" في خطاب علني قبل أسبوعين، أدت فقط إلى تفاقم المشكلة.
وأشارت إلى أن السفيرة "آن باترسون" وضعت بصراحة في محل تساؤل استراتيجية المعارضة بمحاولة تنظيم انتفاضة شعبية للاطاحة بالحكومة ، قائلة "حكومتي وأنا متشككون للغاية في أن يسفر العمل في الشوارع عن نتائج أفضل من الانتخابات... مصر تحتاج إلى الاستقرار لتعيد النظام لاقتصادها".
وترى الصحيفة أن حديث باترسون كان يمكن أن يكون رسالة ملائمة لو أنها قامت بموازنة حديثها بتناول الإجراءات "شبه الاستبدادية" للحكومة بنفس الوضوح، من قبيل خططها لتقييد تمويل منظمات المجتمع المدني أو فرض قواعد انتخابية من قبل طرف واحد.
وتشير الصحيفة لحديث هاتفي بين أوباما ومرسي قال فيه الأول "الديمقراطية أمر أشمل من الانتخابات"، وتقول إنه حث مرسي على الاستجابة للمعارضة، لكن الرئيس والمتحدث باسم الإدارة لم يتخذا موقفا حاسما في مواجهة انقلاب عسكري.
وترى الصحيفة أن البيت الأبيض يجب أن يكون واضحا في تصريحاته العلنية وكذلك اتصالاته الخاصة بأن القوات المسلحة المصرية ستعرض تلقيها للمعونات العسكرية للخطر لو قررت عزل حكومة منتخبة ديمقراطيا بالقوة أو السعي لإعادة النظام القديم الذي حكم مصر حتى عام مضي.
وتقول "الواشنطن بوست" إن انقلابا عسكريا لن يضع نهاية لأزمة مصر السياسية، وإن الولايات المتحدة لا يجب أن تتورط في انقلاب، ولا أن تسمح لنفسها بأن تلقي بلائمته عليها.
المقال الكامل منشور على موقع صحيفة "الواشنطن بوست بتاريخ اليوم 3 يوليو 2013
الواشنطن بوست: على أوباما دعم الديمقراطية والوقوف ضد انقلاب عسكري في مصر
قسم الأخبار
Wed, 03 Jul 2013 13:26:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى