4ساعات متواصلة شهدت فيها المستشفي الميداني بميدان النهضة مساء الجمعة إعلان حالة الطوارىء, وذلك بعد وصول عشرات الحالات للمستشفى نتيجة إطلاق قوات الأمن والشرطة بمدينة الإنتاج الإعلامي الغاز المسيل للدموع والخرطوش والرصاص الحي على المتظاهرين السلمين خلال وقفتهم الاحتجاجية بمليونية "مصر ضد الانقلاب".
الحروف لايمكنها وصف أصوات الآلام والأوجاع أو عضه أنامل طفل يصرخ مستغيث بأمه علها تخفف عنه رصاص اخترق جسده الصغير.. أجساد الجميع هنا تنتفض من ضجيج الآهات والصراخ الصادر من مصابين افترشوا أرضيه المستشفي الميداني بعد أن امتلأت السرائر بأجساد أخري.
من داخل المستشفي الميداني كان الطفل إسلام منصور والذي لم يتجاوز السادسة عشر من عمره من ساكني أكتوبر, وكان أحد المشاركين بالمسيرة , مصاب بخرطوش باماكن متفرقة بالجسد, بالذراع الأيمن, البطن , الساق , لم يستطيع الطفل أن يتفوه بكلمة واحدة.
وتحدث أخوه الأكبرقائلاً " سلام كان في طريقه لأحد العساكر لإعطاءه وجبة يفطر عليها, وكانت مكافاءته أن يمتلىء جسده بثقوب الخرطوش , وظل يردد " حسبنا الله ونعم الوكيل ".
ويؤكد الدكتور محمد يحي , الطبيب المشرف علي حالته بالمستشفي الميداني , ان الخرطوش الذي استخرجه من جسد الطفل إسلام , مختلف , فالشرائح تترك عمق كبير بالداخل والخارج وتؤدي الي تهتك الاوردة, مشيراً إلى أن هذا النوع من الأسلحة محرم استخدمها دوليا.
ويروي هاني عبد الله " فني هندسة إنتاج , شاهد عيان , تفاصيل اعتداءت قوات الشرطة والأمن المركزي امام مدينة الانتاج الاعلامي بمليونية " مصر ضد الانقلاب " قائلاً " كنت ضمن المسيرة التي انطلقت من ميدان النهضة, فور وصولنا افترشنا الحديقة الجانبية لمدينة الانتاج الاعلامي حتي قدوم باقي المسيرات والانضمام الي الوقفة الاحتجاجية".
وتابع " لم نتوقع أن يتعرض لنا أحد من العساكر أو قوات الأمن الخاصة المتواجده عند مدخل بوابه "2" خاصة أن المتظاهرين كانوا يتعاملون معاهم بتودد واحترام, وكانت الهتافات وقتها " ياجنود ياجنود, احنا اخوانكم مش يهود ", ولكن ازياد الأعداد بدءوا في إعلان الهجوم والغدر علي المتظاهرين.
وقال ان الهجوم تم علي 3 خطوات, الخطوة الأولي تتمثل في القاء المولوتوف علي المتظاهرين من خلا ل قوات الأمن وعناصر من الشرطة في الصفوف الأولي ومدرعتان تواجدتا خلف قوات الامن, وكان غاز شديد الاختناق والاحتراق الامر الذي أصاب المتظاهرين بحروق شديدة بجلد الوجه والجسد, ولكنهم أصروا علي استكمال وقفتهم, فكانت الخطوة الثانية وهي الضرب بالخرطوش نص ساعه متواصله من الضرب , وقام الشباب وقتها بعمل درواع بشرية وحواجز لحماية النساء والاطفال وبيل طلقات الخرطوش, وبعد أن استنفذت قوات الامن كافة وسائلهم في تفريق المتظاهرين قاموا باطلاق الرصاص الحي بعد ان تقدمت القوات الخاصة في الصفوف الامامية.
ويتحدث حمدي رضا أحد المصابين بطلق خرطوش بذراعه الأيمن, عن أحداث واقعة مدينة الإنتاج الإعلامي، مؤكداً أن الوقفة لم تخرج عن سلميتها, وأن هدفنا منها كان واضح وهو إيصال رسالة تعبر عن رفضنا التغطية الإعلامية للقنوات وتجاهلهم للمعتصمين بميادين مصر, وتدلسهم في نقل الواقع الرافض للانقلاب بشكل يخالف المهنية.
وأضاف " بمجرد وصولنا لمدينة الإنتاج, وترديد بعض الهتافات قمنا بالاستعداد للصلاة وتجهيز الفطار, في تلك اللحظة فؤجئنا بقوات الأمن تقابلنا بالمولوتوف, وتعالت صيحات المتظاهرين " اثبت , سليمة سلمية " ولكن لم تكن هذه الهتافات كافية ليتوقفوا عن مهاجمتنا , وخلال اختناق المتظاهرين بين ضباب الغاز قامت قوات الشرطة باختطاف بعض المتظاهرين المتواجدين أمام مدينة الإنتاج واحتجازهم بالداخل, وتزايدت وتيرة الضرب بالخرطوش ولم ينجو منه الكبير والصغير, مشيرا إلى أن أكثر الإصابات كانت بين صفوف الأطفال.
وقال عبد الله أحمد أحد المصابين بخرطوش بالساق اليسري بصوت لم يكاد يسمع من فرط الألم , لم نتهور أو نعتدي ولو كنا نريد الاشتباك كنا تركنا أطفالنا ونساءنا بميدان النهضة ولم نعرضهم للإصابة والضرب والإهانة !!
واستطرد كنا نقف أمام مدخل بوابه 2 رافعين مطالب واضحة وهي تطهير الإعلام, وإعلان تمسكنا بشرعية راح في سبيل الدفاع عنها شهداء لم يتم الاشاره اليهم اعلاميا من قريب او بعيد , وكان المقابل ضربنا وسحلنا بالاسلحة والمولوتوف .
وأشار الي ان قوات الامن والشرطة قامت باشعال الحرائق بالحدائق المجاورة لالصاق التهم والافتراءات علي المتظاهرين والزعم بانهم مثيري شغب و لكي تصيع لنفسها مبررات لفعلها الاجرامي , وفي المقابل قام المتظاهرين باطفاء الحرائق , وكان هناك شباب يصورون لتوثيق تلك الجرائم وبحوازتهم فوارغ القنابل والرصاص الحي الذي كانت تستخدمة قوات الامن والشرطة.
ننشر تفاصيل اعتداء الشرطة على متظاهري "الإنتاج الإعلامي"
Samira Amir
Sat, 03 Aug 2013 10:19:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى