بعد اقتراحه العفو عن مرسي.. البرادعي في مرمى نيران حلفائه

 

الاناضول
لقيت مواقف نائب الرئيس المصري المؤقت للعلاقات الدولية، محمد البرادعي، المطالبة بمشاركة جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية والعفو عن الرئيس محمد مرسي، ما لم يكن مطلوبا للتحقيق في تهم خطيرة.. موجة انتقادات واسعة ضده من أحزاب وشخصيات عامة، قابلتها موجة أخرى تدافع عنه.
وقال البرادعي في حديث مع صحيفة "واشطن بوست" الأمريكية أمس الجمعة إنه "لا مانع من العفو عن الرئيس المصري محمد مرسي إذا لم يكن متورطا في قضايا خطيرة".
وأوضح أن هذا العفو "يمكن أن يدخل ضمن صفقة لتسوية (الأزمة الراهنة)؛ لأن مصير الدولة أكثر أهمية من الدخول في صراعات".
وصدرت أبرز المواقف المنتقده لتصريح البرادعي من قادة وأحزاب جبهة الإنقاذ الوطني (أكبر كيان من قوى وأحزاب سياسية لمعارضي مرسي)، والتي كان البرادعي يشغل منصب المنسق العام لها قبل أن يتخلي عن هذا المنصب عقب اخياره نائبا للرئيس المصري المؤقت. 
  فقد قال حزب التجمع، عضو جبهة الإنقاذ الوطني، في بيان أصدره اليوم، إنه فوجئ بتصريحات البرادعي التي اعتبرها "اتجاه مضاد تماما لإرادة الملايين التي خرجت لإسقاط حكم مكتب الإرشاد (في إشارة لحكم جماعة الإخوان) وعزل محمد مرسي".
وفي تصريحات تلفزيونية وصف حزب الوفد (عضو بجبهة الإنقاذ) على لسان المتحدث باسمه، عبد الله المغازى، تصريحات البرادعي بالعفو عن مرسي بـ "التخاذل والميوعة السياسية غير المقبولة".
وتابع أنه "من يريد اتخاذ قرارات حاسمة مرحبا به في حكومة الثورة، ومن كان به ميوعة سياسية مثلما نرى أرجو أن يتنحى عن المشهد السياسي".
وبأقل حدة قال حزب المصريين الأحرار، عضو جبهة الإنقاذ، على لسان المتحدث باسمه، شهاب وجيه: "نتفهم موقف الدكتور البرادعي من فض اعتصام رابعة العدوية خاصة أنه يشغل منصب نائب الرئيس وكل كلمة تخرج منه تكون محسوبة، ولكن نحن لا نتقبل فكرة وجود دولة داخل الدولة تحمي أنصارها بالسلاح".
ووجه الناشط السياسي، ممدوح حمزة، الذي يتفق مع البرادعي في موقفه المعارض للحكومة ولجماعة الإخوان، انتقادات حادة لنائب الرئيس المصري، معتبرا أنه ليس من حق لا البرادعي ولا الرئيس المؤقت عدلي منصور ولا وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي العفو عن مرسي؛ لأن الأخير"متهم في قضايا لابد من محاكمته فيها"، معتبرا أن البرادعي "يلعب دورا لتمكين الإخوان مرة أخرى من الحكم"، على حد قوله.
ورفض الكاتب الصحفي والنائب البرلماني السابق، مصطفى بكري، طرح  البرادعي، قائلا إن "من يحترم القضاء لا يقول هذا الكلام.. ماذا يريد البرادعي بالضبط.. إذا كان ذلك هو هدفه فالشعب لن يقبل بحديث الصفقات".
وفي المقابل دافع سياسيون وكتاب آخرون عن مواقف البرادعي، ومن بينهم أحمد دراج، عضو الهيئة العليا لحزب الدستور الذي شارك في تأسيسه البرادعي وتولى رئاسته قبل أن يستقيل من هذا المنصب عقب عملة في رئاسة الجمهورية، قائلا: "الحملات الموتورة على تصريحات الدكتور البرادعي تتسم بالسطحية وقصر النظر، وتصب في مصالح جماعات العنف السياسي، وتتجاهل الظرف الدولي".
وفي مقالة له بعنوان "الإخوان والفلول توحدوا على البرادعي"، قال عماد الدين حسين، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة "الشروق" الخاصة إن "التيار الإسلامي عموما والإخوان خصوصا توحدوا مع الفلول (رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك) وبقايا أنصار مبارك وأنصار حبيب العادلى (وزير الداخلية في عهد مبارك) القدامى على شىء واحد وهو التصويب على محمد البرادعى وحازم الببلاوى (رئيس الوزراء) وزياد بهاء الدين (نائب رئيس الوزراء) وكل من يحاول الحديث عن ضرورة البحث عن حل وسط يمنع الانتقام والإقصاء وينقذ الوطن من هاوية يدفع لها دفعا".
من ناحية أخرى اختلف النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حول تصريحات البرادعي ما بين رافض ومؤيد.
وتتسم تصريحات البرادعي عادة بنبذ استخدام العنف في التعامل مع المتظاهرين؛ حيث قال عقب وقوع عشرات القتلى في صفوف مؤيدي مرسي وضابط من الشرطة قرب النصب التذكاري في محيط اعتصام "رابعة العدوية"، شرقي القاهرة، أواخر الشهر الماضي: "أدين بكل قوة الاستخدام المفرط للقوة وسقوط الضحايا، وأعمل بكل جهد وفي كل اتجاه لإنهاء المواجهة بأسلوب سلمي، حفظ الله مصر ورحم الضحايا".
وكان البرادعي، والذي عمل رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل انخراطه في العمل السياسي المصري الداخلي، محل انتقاد دائم من جماعة الإخوان المسلمين في العامين والنصف اللاحقين لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وخاصة في فترة حكم محمد مرسي الذي استمر عاما؛ حيث كان البرادعي من أشد منتقديه وكان يصفه نظامه بـ"الفاشل".

بعد اقتراحه العفو عن مرسي.. البرادعي في مرمى نيران حلفائه
Abo Omar
Sat, 03 Aug 2013 10:37:00 GMT

مواضيع مشابهة