محمد محمد محمد أبو تريكة لاعب الأهلي، ليس مجرد لاعب كرة قدم صاحب مهارة ساهم في فوز فريقه والمنتخب الوطني في حصد البطولات، فالملاعب المصرية ظهر بها العديد من النجوم الذين عاصروا أبو تريكة وأيضا كانت لهم بصمات قوية في حصد البطولات سواء في الأهلي أو الزمالك أو المنتخب الوطني أو حتى المحترفين.
الشعبية الجارفة التي اكتسبها أبو تريكة منذ انضمامه للأهلي وحتى الآن لم تكن لأسباب فنية فقط، بالعكس الاسباب الانسانية والأخلاقية كان لها مفعول السحر في أن يتربع أبو تريكة على عرش اللاعبين المصريين الذين تعشقهم الجماهير بمختلف انتماءاتهم، ولا مجال لذكر أهم اللحظات والمواقف الانسانية لنجم مصر، لأننا لا نزايد على أنسانيته.
لكن ما بين الحين والآخر نجد أن اللاعب يتعرض لحملة شعواء تستهدف أحد أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية، والأمر منذ سنوات، فتارة يتهمونه بإدعاء الأخلاق، وتارة يقولون أنه ممثل، وأنه غشاش عندما يحصل على بعض ركلات الجزاء، ويوما ما تعرض لهجمة شرسة بسبب إشارته لبعض جماهير الزمالك في احدى مباريات القمة بالصمت ردا على سبابهم له، ورغم ذلك اعتذر اللاعب عن ما فعله رغم أنه لا يساوي شيئا مما فعله ويفعله بعض اللاعبين بخروجهم عن النص ولا تجد من ينتقدهم أو يهاجمهم.
وأتذكر الهجوم الذي تعرض له أبو تريكة من الإعلام الصهيوني لمجرد أنه كشف عن قميص يرتديه وضع عليه شعار كلنا مع غزة، ورغم غضبي الشديد حينذاك، إلا أنني اليوم تأكدت أن الصهاينة كانوا ملائكة في الهجوم على أبو تريكة مقارنة بما حدث منذ الأمس وحتى اليوم بسبب واقعة لم تثبت صحتها من عدمها.
أبو تريكة تعرض لجميع أنواع السباب من المصريين، ونضع أسفل المصريين مليون خط، سواء المصريين الذين لهم علاقة بكرة القدم أو لا، والشئ المحزن والمؤسف أن تجد صحفيين وإعلاميين يوجهون النقد للاعب على خبر تم نشره دون تطبيق أدنى قواعد الإعلام بالاتصال باللاعب أو المقربين منه أو بأفراد البعثة للتأكد من حقيقة صحة الواقعة التي أتهم فيه اللاعب، ليس ذلك فحسب، بل تم سب اللاعب عبر بعض الفضائيات من بعض الإعلاميين 'ونأسف أن نمنحهم هذا اللقب' دون حسيب أو رقيب.
ونعود لواقعة أبو تريكة التي لا أجد فيها أي إهانة للجيش المصري العظيم، فالواقعة حتى وإن صحت وهو ما لم يحدث بعد نفي اللاعب ورئيس البعثة ومدير الكرة وعدد من زملاء اللاعب وبعض الصحفيين المرافقين للفريق، تعد تعبير عن وضع يراه غير مقبولا، وثورة يناير قامت على أساس منح المصريين الحرية في التعبير عن الرأي طالما في إطار عدم الخروج عن النص.
والغريب أن من شنوا ذلك الهجوم المرفوض على اللاعب هم من تغاضوا عن تصرفات بعض اللاعبين، فلاعب مثل إبراهيم سعيد لاعب الأهلي والزملك الأسبق تطاول مرارا وتكرارا على الرئيس المعزول، بل ووصل الأمر إلى أن يسبه، وأحمد حسام ميدو كان دائم السخرية من الرئيس المعزول هو وجماعته، وقبلهما كان أحمد حسن يساند الرئيس المخلوع مبارك، بل وصرح محمد زيدان كثيرا مؤكدا عشقه وحبه لمبارك ونجليه.. ولم ينل أي من هؤلاء لعنات من هاجموا الخلوق محمد ابو تريكة.
الخلاصة.. محمد أبو تريكة بشرا قد يصيب وقد يخطئ، فهو ليس ملاكا، وأيضا هو من أكثر اللاعبين المصريين من اصحاب الموقف الرائعة، فلا يجب التنكيل به لمجرد أنه اعلن يوما من الأيام تأييده لمحمد مرسي، وإلا إذا أين الحرية والعدالة والكرامة التي يتشدق بها البعض.. هل يستحق أبو تريكة الإعدام على خطأ لم يقترفه؟ هل يستحق الإعدام لأنه لم يكن من نفس عينة بعض اللاعبين اصحاب الأخلاق السيئة الذين يحترمهم الإعلام ولا يقترب منهم، هل يستحق الإعدام لانه لم يكن من اللاعبين الذين يدخنون الشيشة أو يسبون الجمهور والمنافسين؟.. استقيموا يرحمكم الله، ولا تقتلوا فينا كل ما هو جميل ورمز وقدوة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى