عمرو عبد الهادي يكتب : ميحكمشى

لطالما تربينا على ان الطمع يقل ما جمع , و لكن هذا في حياتنا الاجتماعية , بينما في السياسة فان الطمع يضيع ما جمع , و هو ما ينطبق على الفريق السيسي حرفيا , فكان وزيرا للدفاع برغم استحقاق غيره فنيا و اقدمية , و برغم ان الله وهبه نعمه كبيره , و برغم انه رأى مؤشر رئيسة الدكتور محمد مرسي في انحدار سريع و سمعة التيار الاسلامي كله في ترنح كاداره للبلاد بفعل خطة ادارها الاعلاميين و الدولة العميقه و بعض رجال القضاء و الشرطه و الجيش , و التي قاربت ان ان تجعل الدكتور محمد مرسي رئيسا فاشلا يتوارى و تياره لاعوام كثيره لا يستطيع المنافسه السياسية مره اخرى , و كان السيسي قادرا على طرح نفسه في الانتخابات القادمه كرئيس و كان سينجح بلا شك مع مساندة الدولة العميقه و محاربتها لمرسي و تياره , و عندما وجد عدم رضاء امريكي عن مرسي قرر السيسي ان يستغِل و يُستغل , و يكون الرجل الاول بحركة واحده كما يحدث في الشطرنج , و اذ باول نتائج ما فعل ان نقل مرسي من رئيس كاد يفشل عند البعض و فاشل عند البعض الاخر الى زعيم للامه كلها ترفع صوره في كل وقت , الى كل من يصدق و لا يفكر , ان دعى الفريق السيسي في ذلك الوقت بعد عزل مرسي الى استفتاء طبقا للماده 150 من الدستور على انتخابات رئاسية مبكره لكان خسر الرئيس محمد مرسي , و لكنه مضى في هدم الدوله كلها عن طريق تعطيل الدستور فاستعدى شريحه اخرى من الشعب المصري ثم الغاء مجلس الشورى التشريعي و الانقضاض على التشريع فاستعدى شريحه اكبر ثم المجازر التي تمت جعلت الحشود تزيد و يضيع الامل في استقرار يمكن السيسي ووزير خارجيته الهارب من التجنيد الى اقناع العالم بان ما حدث ليس انقلابا عسكريا , و ظل الى الان لا يحوذ الا اعتراف من السعودية و اسرائيل و الامارات و الكويت و الاردن و انضم لهم مؤخرا بنين التي لم يعترف بها دوليا الا من وقت قريب , ثم اتت الجهود الدوليه التي كانت ستؤدي الى الاطاحه بالسيسي مع الابقاء على بعض مكتسبات الانقلاب العسكري فأبى و صمم على الحل الامني الذي اضاع باقي امله في استقرار الانقلاب العسكري , مما جعل السيسي في نظر من يمولوا الانقلاب من الدول التي ذكرت يعتبر مقصراً لانه لم يسيطر على الاوضاع الداخليه كما وعد مما يجعل ما يدفعونه غير كافي لاستمرار الانقلاب العسكري , ثم جاء المشهد الثاني الذي وصلنا اليه الان , اما حل الان يتشارك فيه الجميع و اما حل الغد الذي ستسلم فيه البلاد الى التيار الاسلامي و الدكتور محمد مرسي كاملا بلا منازع , و اذا سالت كل المصريين بمن فيهم من فوض هل تثق في الجيش ام تثق في السيسي سيقول لك اثق في الجيش , و هو ما يمكن عمله الان و ليس غداً , ان تخرج قياده جديده تعتذر للشعب عما فعله الانقلاب العسكري مع عودة الدستور و مجلس الشورى و خروج الرئيس ليدعوا الى انتخابات او تفويض صلاحيات او اي شئ من هذا القبيل طبقاً لدستور مصر 2012 , او يظل الحل الامني متواصل و القمع متواصل الى ان تفلس مصر و يرحل الانقلابيين خارج مصر مهرولين مسرعين تاركين المصريين امام مصير بشع من دولة منهاره فاشله عليهم الوقوف لبنائها من الصفر و انا متيقن من اننا قادرين على ذلك دون دولة الفلول و السرقه التي دامت 60 عاما , و سيكون في هذا الحل ايه من ايات الله في الارض كيف مكن لمحمد مرسي و التيار الاسلامي من حكم مصر ليس عن طريق ذكائهم و لكن عن طريق غباء الاخرين .

كلمتى

مواضيع مشابهة