قال الكاتب الصحفي بلال فضل في مقاله الذي نشرته جريدة الشروق اليوم "الإثنين" إن الكاتب محمد ربيع لخص في روايته (عام التنين) كيف للحاكم أن يسيطر على شعبه وذلك عبر عدة نصائح يوجهها رجل غامض إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك. أول هذه النصائح أنه يجب أن يظن الناس أن بإمكان وزير الداخلية القبض على أي شخص وحبسه وتغريمه، وأن يصل الحال بالشعب أن يصمت عند أي ذكر للدولة أو للحكومة أو للإدارة أو المؤسسة أو الرئاسة أو المخابرات أو أمن الدولة أو الأمن العام. أضاف فضل أن المصريين عاشوا زمنا من قبل كان ذكر اسم صلاح نصر كفيلا بإصابة سامعه بالرعب لبقية أيام الأسبوع، ثم جاء زمن هدد فيه الناس بعضهم بعلاقاتهم بالمخابرات مثل القول أبي يعمل في أمن الدول، أخي يعمل في المخابرات الحربية. وقال إن الكاتب محمد ربيع ذكر في روايته أن الحاكم يسيطر على شعبه أيضا عن طريق الخوف .. مثل الخوف من الفقد وهو مفتاح التحكم بالطبقة المتوسطة، وأن الخطوة القادمة هي تطوير الخوف عن الطبقة المتوسطة، أن يخاف المواطن المصري خوفا مجردا، خوفا من المجهول، من المستقبل، من كل ما يحيطه، وليس خوفا من فقد ممتلكات تافهه فقط. أضاف أن الخوف هو أشهر محفز للناس فالخوف من الموت قد يكون دافعا للإنسان العادي لمقاومته، بالهرب مرة وبمواجهة الخطر مرة أخرى، وسيقوم الإنسان العادي بذلك في حال وضوح الخطر المحدق به، حينما يتأكد من أن الخطر القادم نحوه قد يودي بحياته، مشيرا إلى أن الحكام حاليا لا يودون أن يهرب المصريون من الخطر وبالطبع لا أن يقاوم المصريون الخطر بل أن يستسلموا للخطر، وأن يكون رد فعلهم متمثلا في فعلين: الصمت والسكون. وقال إنه لكي يصل الحاكم لهذه النتيجة يجب أن تكون أسباب الخوف عند المصريين عديدة .. مشاعر الخوف والكراهية المتبادلة هي التي ستجعل الجميع مشغولين بمعاداة بعضهم البعض، العداوة الاجتماعية القائمة بين المصريين ستجعل من الصعب توحيد صفوفهم في مواجهة الحاكم، والوحدة بين صفوف المصريين هي العامل الوحيد الذي قد يكسر عناد أي حاكم فيجب الحذر من تلك الوحدة. أضاف أن الغرض من إثارة مخاوف الشعوب لم يكن فقط تفريق صفوفهم وإنما كان لشغلهم بشكل عام عن تحركات الحاكم، فكما الإرهاب والانهيار الاقتصادي وزوال الحلم الأمريكي المتمثل في الرخاء والحرية والديمقراطية مخاوف لدى المواطن الأمريكي تكاد تصل به إلى التخلي عن الرخاء والحرية والديمقراطية يجب أن تخلق مخاوف شبيهة للمصريين، مثل الخوف من التطرف الإسلامي والحرب على إسرائيل والفوضى الداخلية والانهيار الاقتصادي. وقال إن الخوف لدى أي نظام هو الحل، حتى الأنظمة الموبوءة بالديمقراطية تسيطر على شعوبها بالخوف، تلك الغريزة الأساسية التي تتحكم في أذكى الناس، فالحكام يعتمدون على خلق عدو يهدد الشعب بالدمار وبالانهيار الاقتصادي وبالانهيار الأخلاقي وبالموت، مشيرا إلى أن الخوف الجماعي دائما أكبر وأخطر تأثيرا من الخوف الفردي، فالخوف الجماعي يتعاظم كلما زاد عدد الخائفين فهؤلاء يساعدون على تضخيم الخوف أيضا وعلى خلق أبعاد أخرى للخوف، يساعدون بلا وعيهم الجماعي على تعظيم البعبع. وأضاف فضل في نهاية مقالته، في رواية محمد ربيع تنجح نصائح الغامض في مساعدة التنين مبارك على إعادة السيطرة على البلاد ليسير معارضوه وفي مقدمتهم محمد البرادعي في موكب النادمين، وهو اختيار فني لا يتحدث عن مبارك كشخص، بل عن نموذج الحاكم الذي ينجح في السيطرة على الشعب بفضل الخوف، فهل يكتب الشعب المصري لنفسه في الواقع نهاية مختلفة، أم يفضل أن يعيش ثانية في أسر الخوف ويعيد الفيلم من أوله؟.
16/09/2013
بلال فضل: الرعب مفتاح التحكم بالطبقة المتوسطة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
موضوعات عشوائية
-
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى