عادل الحلبي يكتب : فلينضح علي الحجار بما فيه !

بقلم – عادل الحلبي

إلى كل مسلم غيور على دينه وأمر دنياه .. هونوا على أنفسكم فليس ’’على الحجار‘‘ إلا مغنواتي قد خلت من قبله كُثُرُ .. وما هو بأول ولا بآخر ولا بمطربِ ولا بساحرِ .. وإن صُنِفَ في سوق الكاسيت فهو ليس بفنان وإنما مغني .. ينتمي تحت بند فصيل الهِواه .. شأنه شأن كل من يغني على ليلاه .. لم يبلغ الجبال طولا ولم يرتقِ لمواكب النجوم ولا لكواكب الثريا .. لذا رجاءً حنانيكم على أنفسكم ولا ترفعوه مقاماً سميا.

هذا الذي فشل في أن يجد له مكاناً على الساحة الفنية على مدي أكثر من 33 عاماً قدم خلالها أكثر من 1000 أغنية .. لم تُطرب قِط ولا هِرة ولم تشنف من اُذن واعية، ولم يتبوأ مكانة من سبقوه ولا من لحقوه .. ولم يترك بصمة في عالم الغناء بأغنية نتذكرها له بعد رحيله غير سبيل تترات مسلسلات التليفزيون ولم نحفظ له منها شيئاً، ولأن صوته ليس عاطفياً ولا كلاسيكياً ولا كوميدياً وإنما كان وظل - حجارياً - لذلك ماحفل تاريخه الطويل بأي عقد لإحياء حفل زفاف أو زواج أو طهور، ولم يحظى بعقد واحد لإحياء ليالي كازينوهات النايت كلاب، وعزف عن سماعه أصحاب ورش النجارة و الحِدادة حتى سائقي الميكروباص و سيارات الأجرة لم ينصفوه ولو مرة واحدة على سبيل المجاملة.

يذكر أن نجاح ومجد أي فنان هو شهادة أرض الواقع وليس أن تحفل مكتبة عمله أو منزله أو الاستوديوهات بآلاف الأسطوانات و الألبومات أو الصور والبوسترات ولو كانت تسريحة الشعر فيها على موضة ’’كعكة الكرتة‘‘ أو ’’ذيل الحصان‘‘ علاوة على تواجد وانطباع الفنان داخل قلوب محبيه من خلال أعمالة، ومن هنا يعيش صاحب الموهبة عمراً أطول من حياته حتى لو رحل بجسده عن دنيانا .. ونحن اليوم بصدد ذلك المغني الذي أدبرت عنه حفلات أضواء المدينة من قبل، وليالي التليفزيون وتنصل منه منتجي الكاسيت وكذلك متعهدي حفلات دول الخليج، ولم يجد له مكانا رغم شهادة ميلاده أنه نجل الفنان المرحوم إبراهيم الحجار الذي أعتمد مطربا بالإذاعة ولم يأخذ نصيبه منها.

وبعد هذه المقدمة ترى بماذا سينضح المغني علي الحجار إلا بما فيه من كلسٍ ودبش وكتلِ حجرية عفا عليها زمن الفن الهابط وصاحبتها شخاليل الراقصات ومزامير المنافقين والمنافقات في عهد عاد بنا إلى عصور الكهوف والتغني بأمجاد وبطولات القائد والمناضل والنصر المبين .. فهل كنتم تتوقعون غير ذلك من حجارِ أن يقدم لنا إلا ( لكم رب ولنا رب ) ليبق على الحجار ’’حجار‘‘، ووائل الجسار ’’جسار‘‘ .. ذاك ترلملم بآهاته في ( حضرة العسكر ) وهذا يترنم بآياته في ( حضرة المحبوب ) .. هذا هو الفارق الزمني بينهما والمسافات مقدرة بالآف السنوات الضوئية ولو كَرِة الكارهون.   

وإذا ما حللنا هذا العمل الناشز للمغني على الحجار ( إحنا شعب وانتو شعب .. لنا رب ولكم رب ) فما هو إلا مدحاً تقرب به زلفى ليخطب ود العسكر أو دلال حاشية الانقلاب بعد أن نجح فنياً وإعلامياً أوبريت مصطفى كامل ( تسلم الأيادي ) وكان انطلاقة لأبطال العمل فلم يجد الحجار إلا أن يقدم عملاً منفرداً ظن أنه سيوازي أوبريت ( تسلم الأيادي ) وأختار له من كلمات التعبد والإلوهية في حضرة العسكر مايلفت إليه الأنظار حتى لو شذت الكلمات ليرض عنه الأسياد، ولكن للأسف جاءت أغنيته مخيبة للآمال فلا كلمات تترنم ولا مزيكا ترلملم ولا صوت تتنهد له أفئدة الفتيات الحالمات.

والحق أقول له كان عليك أن تمتهن أي وظيفة أخرى غير مهنة الغناء حيث لم يتوفر فيك الحِس الفنى والصوت المرهف ولا رقة النغم، وليس كل من يملك حنجرة وعنق طويل أن يشهق أنفه وفمه في الهواء ويطلق صوته مصدعاً من حوله بآهاته أو إرتجالاته، وصدق لقمان الحكيم إذ وعظ ابنه يا بني اقصد في مشيك وأغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير .. ليتك استوعبت هذه الآية الكريمة أو بصّرك بها أولي القربى ممن يهمهم أمرك حتى تكفينا شر صوتك المنكر.

كلمة أخيرة : يا ابن عم إبراهيم ( رحمه الله عليه ) .. الفن لا يورث لذا قد أفل نجم شقيقك أحمد، ونجمك لم يبهرنا وما جلبت في آخر أعمالك أو مشوارك لنا غير سوء الخاتمة والعياذ بالله .. فكفى صداعاً رحمك الله .. ولا أنصحك بتسليم عهد ’’المغنواتي‘‘ إلى نجلك .. فكن فطناً حذقاً ولا تختر له في البحر طريقاً يبسا .. فنحن لسنا في حاجة إلى فن بالوراثة حيث قد ولى عهد عزبة مبارك !

تعلم من ’’الجسار‘‘ هدانا وإياك الله وعفا عنك يا ’’حجار‘

مواضيع مشابهة