سؤال يحير علماء الآثار وعلماء المصريات وهو لماذا مات الفرعون توت عنخ أمون في سن المراهقة؟. هناك فرضيات ونظريات عديدة منها تعرضه لمرض الجذام أو القتل أو لداء الملاريا أو السل أو لدغة ثعبان أو السقوط من العربة. ويعتقد البعض أن سبب وفاته هو تعرضه للقتل بسبب الوضع السياسي الصعب الذي حل بالبلاد آنذاك، وعلى الرغم من كل هذه الأسباب المحتملة ظهرت مؤخراً فرضية مثيرة للطبيب الجراح هوتان أشرف يان الذي يعمل في الكلية الملكية في لندن
يشير الطبيب هنا إلى أن جميع النظريات لم تأخذ بعين الاعتبار أمراً هاماً لحظة وفاة الفرعون وهو أن جسده كان مخنثاً كما كانت أجساد أفراد عائلته الذين لقوا حتفهم في سن مبكرة أيضاً، وهذا يتجلى من خلال صورة أخيه الأكبر سمينح كارا ووالده إخناتون اللذان كانا يتمتعان بصفات جسدية أنثوية مثل اتساع الوركين وضخامة الثديين.
يشار إلى أن تحتمس الرابع وأمنحتب الثالث أحفاد إخناتون كان يتمتعا بنفس الصفات الجسدية علماً أنهما توفيا أيضاً في سن مبكرة وفي ظروف غامضة، والشيء الغريب هنا هو أن أي فرعون قادم كان يلقى حتفه في عمر أقل من سلفه، بالإضافة إلى أن هناك أدلة تفيد بأن ملائكة السماء كانت تزور هذين الفرعونين.
وهنا يشير المراقبون إلى أنه من المرجح أن يكون سبب الوفاة المبكرة هو مرض وراثي، وعلى ما يبدو ترك هذا المرض بصماته على وجهات النظر الدينية الفرعونية وذلك لأن الفراعنة كانوا كثيراً ما يشاهدون رؤى وهذيان فحواها مواضيع دينية ومعظمها كانت تأتي بعد تعرضهم لأشعة الشمس الحارقة.
وبحسب رأي الأطباء فمن الممكن أن تكون سلالة الفراعنة قد تعرضت بالوراثة إلى صرع الفص الصدغي وهذا ما يفسر الشكل المخنث للفراعنة. وكما هو معلوم فإن الفص الصدغي مسؤول عن الجزء الدماغي الذي يفرز الهرمونات. جدير بالذكر إلى أنه لم يتم اختراع فحص جيني دقيق لعلاج الصرع حتى الآن.
لابد هنا أيضاً إلى النتائج المثيرة للاهتمام والتي تم الحصول عليه من قبل علماء الأحياء من مركز الأبحاث الجينية الذي يقع في مدينة زيوريخ حيث تم هناك إجراء بحوث على جزء من الحمض النووي المستخرج من مومياء الفرعون توت عنخ أمون.
ووفقاً لما أشار إليه زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية فقد تم الحصول على عينة من الحمض النووي للفرعون الفتى عن طريق عظمة الساق اليسرى والكتف الأيسر.
وقد قارن المتخصصون في المركز الحمض النووي للرجال المعاصرين والحمض النووي للفرعون حيث تبين إلى أن معظمهم من أقارب توت عنخ أمون. وأن حوالي نصف الرجال في أوروبا ينتمون للفراعنة حتى أن هذه النسبة تصل إلى 60-70 بالمئة في كل من إسبانيا وفرنسا وبريطانيا.
ومن أجل تحقيق مقارنة الحمض النووي تم استخدام ما يسمى بالمجموعات الوراثية وهي عبارة عن مجموعات محددة من عينات الحمض النووي والتي تنتقل عبر الأجيال دون أن تتغير، وما يميز أقرباء الفرعون ويوحدهم هو مادة هابلوغروب RIba2.
ما يثير الدهشة هو أن RIba2 شائع جداً لدى الرجال الأوربيين بينما لا يتجاوز الواحد بالمئة من الرجال المصريين ولهذا يشير علماء الأحياء في سويسرا إلى أن المصريين المعاصرين لا ينتمون في معظمهم إلى نسل الفراعنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى