هاجر بن حسين
لم يعد مقبوﻻ في أرض الثورة التي هشمت آلهة الحاكم الذي جثم علي العقول والقلوب وحتي الآمال والأحلام التي كانت تسترق في غفوة الصمت القاهر أن تبقي آلهة صماء أخري يطوف بها بعض الناس يهللون لها ويكبرون.
فكما ضرب الحاكم علي كل من لا يستسيغ ناموس حكمه بالسجن أو القتل أو المنفي فعل هؤﻻء الاصنام المتبقية بعد رحيل الصنم الأكبر والمرممة بفتات الأضواء والمساحيق خرجوا من جحور صمتهم ودهشتهم إبان اشتعال الثورة التي لم يستطيعوا أن يؤدوا فيها حتي دور الكمبارس لزموا شعور الحيرة والقلق ولبسوا لكل حال لبوسها وأخزاهم أن يروا مبدعين آخرين من رحم الفئة المحرومة من كل شيء ،هم حقا مبدعي الثورة الأصيلة وفنانوها الأجلاء سقط منهم من سقط علي نخب الشهادة وبقي من بقي ليتم الوعد والعهد.
سيسألني سائل ولم هذا التحامل علي نجوم الغناء والسينما ومن أتبعهم بإخراج أو رقص؟
سأستسمح السائل في أن أسأله ماذا فعل هؤﻻء؟ ماذا قدموا لك وأبنائك وللوطن والأمة؟
ودعنا نعقد عقدا أوليا ونتواضع علي تعريف وكلمة سواء لمعني الفنان؟
أليس الفن إبداعا وخلقا جديدا وانزياحا عن النمط والسائد واستدعاءا لحالة النشوء والارتقاء والبناء في الذهن والمجتمع والدولة باقتصادها وسياستها وحضارتها فإن كان هذا صحيحا فعدد لي انجازاتهم وآثارهم ؟
ولن تجد لسؤالي ردا مفحما أو شافيا هؤلاء رقصوا علي دماء الثائرين وشربوا من عرق الكادحين وتتطاولوا في البنيان لا بل وتراهم يتنافسون فيما بينهم من أكثر نفيرا من المعجبين والموالين ويتحدثون عنهم وكأنهم تبع له وهو في وسطهم يتهادي ويتمايل..
وﻻ يحق لك أن تنتقدهم أو ترد قولهم لأنهم ﻻ يخطئون هم المقدس وأنت المدنس هو أو هي النجمة وأنت من أنت؟ ﻻ يحق لك إﻻ أن تكون معجبا أو متيما أو رقما في قوائم التبع وإﻻ فالويل والثبور، ستنبري الشاشات والإذاعات ومقدمو البرامج الفنية النوابغ ليلقنوك درسا في التطاول علي النجوم البررة.
ﻻ أيها المواطن ﻻ أيها المضمخ بنفحات الثورة لا تقبل من الآن أن يكون هناك نجما آخر سواك ، ﻻ أيها الفلاح ورجل النظافة والمدرس والعامل،
أنتم المبدعون والمطعمون لكم ولهم، وهم سارقوا ثورتكم فحطموا أصنامهم فليس بعد اليوم من مقدس سوي الله والوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى