ياهو
"القاهرة كانت سوقًا جيدًا بالنسبة لـ(ياهو) وقد أسسنا فريقًا مجتهدًا ومحترفًا وسنعرض عليهم تسويات مالية مناسبة لإنهاء خدمتهم وإغلاق مكتبنا هنا"، هكذا ببساطة ووضوح وباختصار قررت شركة ياهو العالمية أن تغلق مكتبها في القاهرة إلى الأبد بحلول أعياد ميلاد العام الجديد.
الشركة لم تذكر في أسبابها المعلنة في بيانها أي مبررات أمنية، ولكنها أكدت أن الأمر كله لا يتعدى كون الأمر خطة للم شمل مكاتب الشركة في الشرق الأوسط.
بمعنى أوضح، فالشركة فضلت أن يكون لديها مكتبان قويان في الشرق الأوسط على أن يكون لها ثلاثة مكاتب ضعيفة، وفي سبيل ذلك تخلت ياهو عن القاهرة لصالح دبي وعمان.
السطور القادمة ستذكر القارئ فحسب بأسماء شركات اتخذت قرارات مشابهة لقرار شركة ياهو، ولكن لأسباب تتعلق بالحالة الأمنية للبلاد عندما اعتزمت قوات الجيش والشرطة فض اعتصام ميداني رابعة العدوية وميدان النهضة في الرابع عشر من أغسطس الماضي.
شركة توماس كوك الألمانية للسياحة والسفر، واحدة من أكبر الشركات السياحية العاملة في مصر، عفوا، التي كانت تعمل في مصر، اتخذت قرارها بدون تردد بوقف: النشاط، والرحلات والسائحين، وإظلام الأنوار، ببساطة قررت أن ترحل، ثم قررت أن تعود على استحياء فيما بعد ( TUI ) شقيقتها الألمانية فعلت شيئا مشابها، كلاهما اتفق على أن السائحين خائفين ولا سبيل لتبديد خوفهم هذا.
ولمن لا يعرف، فمصر هي ثالث أكبر بلد في إفريقيا منتج للسيارات، نقول منتجًا وليس مصنعًا، تسبقه جنوب إفريقيا ثم المغرب ثم مصر، وأيضا في مصر قررت مصانع جنرال موتورز وتويوتا وسوزوكي أن تتوقف عن تجميع هياكلها، حرصا على أرواح العاملين، أو ربما أموال رؤساء العاملين، أو ربما مصالح رؤساء رؤساء العاملين.
في شهر أغسطس الماضي شركة رويال داتش شل النفطية العملاقة أيضا أغلقت أبوابها حرصا على سلامة عمالها، قالت إنها ستراقب الوضع، وما زالت تراقب.. شركة باسف الألمانية العملاقة للكيماويات، أغلقت أيضا أبوابها "بسبب العنف الذي يعصف بالبلاد"، وأخيرا شركة يلدز التركية للصناعات الغذائية باستثماراتها العملاقة في مصر أنهت تعاملاتها بسبب "انخفاض مبيعاتها"، هي قالت ذلك.
أكثر من 7 آلاف مصري عملوا بمصانع إلكترولوكس السويدية للأجهزة المنزلية فقدوا وظائفهم بعد أن حذا هذا المصنع حذو جنرال موتورز وتويوتا وغيره كثيرون.
ما سبق كان ذكرا لما قد يصفه اقتصاديون بنزيف الاستثمارات الأجنبية في مصر، لم نذكر نظيره المحلي، فالمتسع قد لا يتسع، بدأت حالة الطوارئ في 18 أغسطس، رحلت على الأقل 8 شركات عالمية كبرى عن البلاد، والأيادي لم تعد عاملة، والأسعار لا تنظر أسفلها أبدًا، والجنيه المصري يتقيأ يوما بعد الأخر ويفقد وزنه، بينما نزيف الاقتصاد يلون بدمائه أسهم البورصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى