الجنرال المعزول يعود من جديد كعدو الإسلاميين الأول (الجزء الاول)
كتبه: ديفيد دي. كيرك باتريك
نشرت: 30/10/2013
القاهرة- واجه اللواء محمد فريد التهامي اتهامات واسعة تدينه باستغلال النفوذ والمحسوبية. بعد عام واحد من خلع الرئيس حسني مبارك بصفته المسئول الأول عن اجتثاث الفساد الحكومي،
سارع الرئيس محمد مرسي باستبعاد اللواء التهامي، وفتحت النيابة العامة تحقيقات وامتلئت الصحف بالأخبار ليختم اللواء التهامي حياته المهنية بنهاية مخزية.
ولكن اللواء التهامي الآن عاد من جديد وربما أكثر قوة من المرة الأولى؛ فبعد قيام ربيبه وصديقه الفريق عبد الفتاح السيسي بخلع السيد مرسي منذ حوالي أربعة أشهر مضت كانت أولى الخطوات في الحكومة الجديدة هي إعادة اللواء التهامي بل وتوليه مسئولية المخابرات العامة التي تعتبر من أكثر المناصب نفوذًا في مصر.
ولقد ذكر الدبلوماسيون الغربيون والمصريون القريبون من الحكومة أن اللواء التهامي برز بوصفه قائد حملة القمع الموجه لأنصار السيد مرسي من الإسلاميين والإخوان المسلمين كخطوة للقضاء علي الحركة.
ولقد توارت عن الانظار كل الدعواى التي كانت موجهه ضد اللواء وتوقف الحديث عنها وتمت تسويتها من خلال أحد رجاله من المحققين.
وسألت الصحيفة حسام بهجت أحد القلائل العاملين في مجال حقوق الإنسان في مصر الذي لم يتردد في توجيه النقد للواء التهامي فتساءل: "ما مصير الدعاوى التي أقيمت ضد اللواء والأدلة التي أثبتت تورطه في قضايا الفساد وعرقلة العدالة؟ ولماذا تم عزله بهذه الطريقة المهينة؟ ولماذا عاد الآن من تقاعده صبيحة تولى الجيش السلطة؟" وأكمل قائلا "لا توجد إجابات شافية على هذه الأسئلة الشائكة..."
رفض اللواء التهامي مقابلتنا لإجراء هذا الحوار ولم يجب أيضًا على الأسئلة المكتوبة.
لم تنظر أية محكمة في الدعاوى المقامة ضده، كما رفض أيضًا مقدم الشرطة معتصم فتحي مقابلتنا في هذا الحوار. والذي قد اعترف في مقابلة تليفزيونية الخريف الماضي أنه عند نقطه معينة لم يعد يعمل لدى اللواء التهامي في هيئة الرقابة الإدارية وهي الجهة الرئيسية المنوط بها مكافحة الفساد. كان المقدم فتحي غاضبًا من حركة تنقلات اعتبرها إجراء عقابي التي تركته حانقا علي الادارة.
ولكن المعارضين يذكرون أن اللواء التهامي كان شخصًا بالغ الأهمية بالنسبة لمبارك، الرجل الذي كان يراعى نظامًا مفعمًا بالفساد ويحصنه ضد المحاسبة، هذا الأمر الذي كان يعتبر السبب المحوري للغضب الذي أدى لاندلاع ثورة يناير 2011. كما يقول المعارضين أن عودته الصامتة تعتبر إشارة إلى عودة النظام القديم باستيلاء الجيش على السلطة.
توجهنا بالحوار إلى يزيد صايغ الباحث في معهد كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط في بيروت بلبنان والذي له كتابات عن هيئة الرقابة الإدارية، الذي تسأل: "من بين كل الكفاءات في مصر لماذا يتم تعيين اللواء التهامي على وجه الخصوص على الرغم من تخطيه سن التقاعد والشكوك التي تحيط به؟ لماذا تعتبر عودته بهذه الأهمية؟"
يقول الدبلوماسيين الغربيين الذين قابلوا اللواء التهامي وغيره من قادة الحكومة الحالية أنه سريعا ما يميز نفسه بانه الداعي الاكثر تأثيرا في الحمله
فوفقًا لكلمات أحد الدبلوماسيين الغربيين الذي اشترط عدم ذكر اسمه فإن اللواء التهامي "ثابت على مواقفه ولم يتغير، وكان يتحدث كأن ثورة يناير 2011 لم تحدث."
قطع الفريق السيسي والوزراء المدنيين من حوله وعودًا في البداية بإشراك أنصار مرسي في العملية الديموقراطية الجديدة، واستمرت المناقشات بين الفريق السيسي ونائب الرئيس السابق محمد البرادعي وآخرين لمدة تزيد على الشهر حول محاولات التصالح مع الإسلاميين الذين اعتصموا بالآلاف عقب استيلاء الجيش على السلطة.
ولكن اللواء التهامي عارض بشدة اشتراك الاخوان المسلمين في العملية الديموقراطية بعد أن كانت الجماعة قد حازت علي الأغلبية في انتخابات مجلس الشعب والرئاسة، أصبحت الجماعة الآن وفقًا للواء التهامي جماعة من الإرهابيين التي يجب إقصائها وسحقها تمامًا- كما نقل عنه المسئولين الغربيين الذين التقوا به وبالمصريين المسئولين في الحكومة الجديدة.
المستشار
بحلول منتصف شهر أغسطس انتصر اللواء التهامي حيث قامت قوات الأمن بفض اعتصام الإسلاميين وقتلت تقريبًا ألف متظاهر في حادثة تعد أكبر عملية قتل جماعي شهدها تاريخ مصر الحديث. (قتل حوالي 40 ضابط من قوات الأمن في هذا اليوم كرد فعل من الإسلاميين الذي كان بعضهم مسلحًا).
تبنت كافة الشبكات التليفزيونية سواء الحكومية أو الخاصة شعار اللواء التهامي: "مصر تحارب الإرهاب" واتخذته شعارًا ثابتًا ليعرض بشكل دائم على شاشاتها باللغتين العربية والإنجليزية.
وصف الإسلاميين اللواء التهامي بمحاولة الثأر من السيد مرسي، وفي هذا السياق يقول وائل حداره أحد مستشاري الرئيس مرسي الذي يقيم في كندا الآن: "الانتقام هو الدافع الأول في هذه الأحداث."
اثناء حكم مبارك أصبح اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات حينذلك نائبا للرئيس.
إلا أن المخابرات لم تثق في السيد مرسي كأول رئيس منتخب انتخابات حرة، كما نقل لنا المصريون والغربيون الذين التقوا بكبار مسئولي المخابرات.
في شهر يونيو الماضي ناشد أحد كبار مسئولي المخابرات المصريين للنزول في تظاهرات حاشدة للمطالبة بعزل الرئيس مرسي، ثم ظهرت تقارير عن تجسس المخابرات على السيد مرسي لجمع معلومات ربما تستخدم ضده الآن في محاكمة جنائية.
من ناحية أخرى يرتبط الفريق السيسي- الحاكم الفعلي لمصر الآن- بعلاقة طويلة مع اللواء التهامي، فهم ترقوا معًا في المناصب في المشاة المصرية حتى أصبح اللواء التهامي- 66 عامًا- مستشارًا للفريق السيسي -58 عامًا- هذا وفقًا لما نقله لنا مسئولين مصريين وغربيين على معرفة بكلا الشخصان. عمل اللواء التهامي سابقًا كرئيس للمخابرات الحربية وساعد الفريق السيسي على تولي المنصب خلفًا له.
كان ذلك عندما تولى اللواء التهامي منصب رئيس هيئة الرقابة الإدارية وهي إحدى الهيئات السريه التي يديرها الجيش المصري، وهي عبارة عن كيان يعد مزيجًا من المخابرات وإدارة للمراقبة. ويذكر المؤرخون أن الرئيس جمال عبد الناصر أنشأها في السنوات التي تلت الإنقلاب العسكري عام 1952 للإبقاء على الجيش على قمة النظام البيروقراطي المدني.
الجزء الثاني https://www.facebook.com/photo.php?fbid=689172941093086&set=a.530118703665178.128669.530084373668611&type=1&relevant_count=1
31/10/2013
الجنرال المعزول يعود من جديد كعدو الإسلاميين الأول (الجزء الاول)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
موضوعات عشوائية
-
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى