آخر المواضيع

آخر الأخبار

23‏/10‏/2013

بالصور: جثمانه مفقود منذ أكثر من شهرين"محمود سعد" من التحرير ثائرا إلى رابعة شهيدا

بالصور والفيديو.."محمود سعد"..من التحرير ثائرا إلى رابعة شهيدا

"لم أترك مكان أبحث فيه عن جثمان ابني وتركته، حتى مقلب القمامة بميدان رابعة العدوية بحثت بداخله لعلي اتقفى أثاره "هكذا كانت كلمات المهندسة أحلام نصر، وهي تتحدث عن ابنها الفقيد طالب الطب محمود سعد، الذي قضى في أحداث فض اعتصام رابعة، ولازال جثمانه مفقود رغم مرور شهرين على الأحداث".

أكثر من 60 يوما وهي تبحث وأسرتها الصغيرة عن جثمان ابنها، هذه الأسرة لم تعد تعرف راحة البال، ولم يهنأ لها حال، فالبرغم من الألم والحزن الذي تشعر به بعد فقدان ابنها وهو في ريعان شبابه، إلا أن الأصعب من ذلك هو عدم العثور على جثمانه حتى الآن، لدفنه وقراءة الفاتحة على قبره، وزيارته بين الحين والآخر لعلها تجد في ذلك الصبر والسلوان، فدموع الأم والأشقاء لم تجف، وألم الفراق ولوعة الغياب تشعل صدر الأب.

الأسرة الصغيرة التي كانت تنتظر بفارغ الصبر أن تشهد تخرج الابن طالب الطب- من كليته بجامعة قناة السويس؛ ليكمل رسالته في الحياة ويداوي المرضى ويخفف آلامهم، باتت تقضي يومها بين ثلاجات حفظ الموتى والمستشفيات؛ تفتش عن جثمانه المفقود، وتنتظر نتائج تحاليل الحامض النووي لجثامين موتى لعل النار تبرد بالعثور عليه ومواراته تحت الثرى.

من داخل منزل "محمود سعد" رصدت "مصر العربية" معاناة أسرته الصغيرة، التي قدر الله لها أن تبتلى في أعز ما لديهم.. بدأت المهندسة أحلام على نصر، والدة الشهيد حديثها عن ابنها بأنه كان من أوائل الذين اعتصموا بميدان رابعة العدوية منذ 28 يونيو الماضي، وكان يقوم بزيارتهم من وقت لآخر. وتضيف محمود هو الابن الثاني بعد جهاد التي حصلت هذا العام على بكالريوس الصيدلة، ومحمد الطالب بإعدادي الهندسة وعمر الطالب بالصف السادس الابتدائي.

وتوضح "شاركت وأسرتي في اعتصام رابعة، وسافرت عدة مرات ومنها يوم حادث المنصة؛ حيث قابلت أحمد السيد طالب الطب الذي قتل في ذلك اليوم، كما أن محمود أصيب بخرطوش، وحادثني وقال لي "ابنك كان هيموت بس لسه مش دلوقتي"، كما انضممت للمعتصمين ليلية 27 رمضان، وفي عيد الفطر جاء محمود من الاعتصام ليقضي معنا الثلاثة أيام الأولى من العيد، ثم عاود إلى الاعتصام مرة أخرى، وكانت هذه آخر مرة شاهدته فيها.

وتواصل، "هاتفني محمود مساء الثلاثاء 13 أغسطس واطمئن عليّ وعلى أشقائه ووالده، وكانت معنوياته مرتفعة وفي السادسة والنصف صباحا فوجئت بابنتي توقظني وتبلغني أن قوات الأمن بدأت إجراءات فض الاعتصام، وأن شقيقها لا يرد على هاتفه".

وتتابع الأم "ظللت اتصل به حتى رد عليا شخص لا أعرفه وقال لي إن صاحب هذا الهاتف مصاب، وتم نقله إلى المستشفى الميداني، وبعدها رد آخر على هاتفه، وأخبر شقيقته أن محمود لقي مصرعه، وتم نقل جثمانه إلى المستشفى الميداني".

وأشارت " عندما سمعت نبأ وفاته لم أجد شيئا أفعله سوى الوضوء والصلاة والدعاء له.. وتستطرد قليلا، وتكمل "كان الخبر نزل علي كالصاعقة وصعب عليا تصديقه، ولكنني امتثلت لأمر الله، لا أعرف حتى الآن كيف توفي ابني، ولكن ما سمعته من بعض أصدقاءه أنه أصيب بطلق خرطوش في الصدر من مكان قريب جدا أثنا تواجده ما بين الساتر الخرساني والرملي، اللذان كانا موجدان بأحد مداخل ميدان رابعة، وذلك في بداية فض الاعتصام في السابعة صباحا، وعندما سقط على الأرض قامت الجرافات بإزاحة الساتر فسقطت عليه".

وأسردت الأم رحلة المعاناة منذ اليوم التالي لفض الاعتصام الحكاية، وهي تحاول أن تكتم دموعها قائلة "حتى يومنا هذا ونحن نبحث عن جثمانه"، وذكرت أن هناك صورة تداولتها بعض المواقع والصفحات الإلكترونية لابنها يظهر فيها وهو ملقى على الأرض داخل إحدى الخيم ومغطى صدره بسجادة صلاة، وبرفقته شخصان عرفت بعد ذلك أن أحدهما توفي، وفشلت في الوصول لملتقط الصورة والشخص الآخر بالصورة؛ لتعرف منهما مصير جثمان ابنها.

واجهشت بالبكاء وهي تقول " لم نترك مستشفى إلا وقد ذهبنا إليها بحثا عن جثمان محمود حتى مقلب القمامة بميدان رابعة ذهبت إليه أبحث بداخله عن رفات ابني، أصعب شيء على الأم أن تفقد فلذة كبدها؛ ولكن الأصعب أن تفقده جثمانه وتكتوى يوميا بنار البحث عنه ميتا بين جثث الأموات".
وتواصل "شاهدت في المشرحة مالم أتخيل أن أراه في حياتي؛ فقد شاهدت جثث بدون رأس ورؤوس متطاير المخ منها، وجثث متفحمة، شاهدت أفظع من المذابح التي ارتكبتها إسرائيل بفلسطين".

وأشارت إلى أنهم أصبحوا يبحثون في كل مكان عن معلومة حول ابنهم أو مكان جثمانه، ويتبعون أي دليل يجدونه مكتوبا من خلال موقع الفيسبوك، أو من خلال القنوات الفضائية لعلهم يجدوا نهاية لمعاناتهم ويرتاح بالهم بالعثور على جثمان محمود وتشييعه لمثواه الأخير.

وأوضحت أن آخر ما كتبه محمود على حسابه الشخصي على الفيس بوك قبل وفاته بدقائق كما ذكرت شقيقته الصيدلانية جهاد، "الآن عملية الفض بأبشع صورها ليس لنا إلا الدعاء نسألكم الدعاء اللهم نصرك الذي وعدت".

وتضيف" كان بارا بأمي وأبي وكان لي صديقا وأخا.. كان طيب القلب وحنون يخشى من غضبي ويعاملني كأنني سيدة نساء الدنيا، كان شخص ذو خلق ويحبه جميع أصحابه، وكان له نشاط كبير بالجامعة؛ حيث شغل منصب أمين مساعد اتحاد كلية الطب العام الماضي، وكان ذكيا ويقوم بتصميم مواقع على الإنترنت، وحصل على العديد من شهادات التقدير والجوائز، وكان محبا للعلم وللقراءة وحريصا على تقليل ساعات النوم ليستفيد من يوم في القراءة، وتحصيل العلم والثقافة، كما أنه كان من محبى الدكتور محمد مرسي ويصفه دائما بالعبقري.

وتقول "لا أعرف مصير جثمان أخي ولا أدري أين هو الآن هل وراه التراب، أم مازال فوق الأرض "وتضيف "رغم الآلام التي نعيشها ورغم حرقة النار في صدرونا فإن أكثر ما يحزنني هو أحاديث من وصفتهم بالمغيبين عن شقيقها".

وتقول إن أصدقاء ومعارف لازالوا يسمعون للأعلام الذي غيب العقول؛ حتى أن أحد معارف والدي قال له لا "أنت محتاج عشان تودى ابنك رابعة"، وهناك أشخاص يقولون حسبي الله نعم الوكيل في اللي ضحكوا عليهم، ومنهم من يقول "انتوا قاعدين هنا ومودين ولادكوا هناك".

وتضيف "محمود خرج لنصرة الإسلام ونيته خالصة لله فقد كتب يوم 20 يونيو وصيته على لافتة كبيرة تحمل صوره تقول اللهم إنك تعلم أن نزولي فيك ولا أنوى أن أؤذى أحد، ولا أريد ما وصلت إليه بلادنا، لكنها الضرورة أنت أعلم بالنيات وتحاسب عليها، اغفر لي وارضى عنى وأدخلني الجنة في عداد الشهداء، يا رب عصيتك لكنك كريم رحيم رحمن صبور".

كما أنه كتب في أجندة خاصة به الديون التي عليه، وأعطاها لوالدتي حتى ترد الدين عنه إذا حدث له شيء. وتقول "محمود كان مشاركا في ثورة يناير وشهد موقعة الجمل بميدان التحرير أثناء الثورة".

وتابعت بأن شقيقها صدق الله فصدقه، والدليل على ذلك الرؤية التي رأتها هي ووالدها وشقيقها الأصغر لأخيها وهو يقف وسط حديقة كبيرة، ويقول لنا "والله أنا عايش إنتوا مش مصدقين ليه"، وعندما نسأله أين أنت يختفى، مشيرة أن والدها عندما سأل أحد الشيوخ عن تفسير الرؤية دون أن يقول له كيف مات وأين قال له "ابنك شهيد يا حج".

وطالبت جهاد ووالدتها عبر "مصر العربية" أن تساعدهم في معرفة حقيقة ومصير جثمانه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى