من المعروف أن للشرق عقلية خاصة ودقيقة، وهذه الحقيقة تبدو جلياً بفضل الفيلم السوفياتي الشهير، فالشرق يجذب انتباه السياح الذين يرون الشواطئ الفلبينية والمعابد الصينية ومنتجعات تايلاند في الصور وعلى شبكة الإنترنت. كما يجذب الشرق انتباه المؤرخين، الذين يواجهون العديد من أسرار أغنى ثقافات الحضارات القديمة، منها سر موقع قبر واحد من أكبر القادة البربرية في تاريخ البشرية - جنكيز خان .
يعتبر جنكيز خان واحدا من الشخصيات الأكثر إثارة للجدل في التاريخ . فمن ناحية، ينظر إليه البعض على أنه القائد العظيم المنغولي المبجل، الذي ولأول مرة كان قادرا على توحيد قبائل المغول المتحاربة إلى الأبد، والرجل الذي نجح آنذاك في تأسيس جيش قوي لا يمكن مقارنته مع أي جيش في العالم، والرجل الذي أسس العاصمة المنغولية القديمة في كاراكورام، ولكن، من ناحية أخرى، جنكيز خان - هو طاغية متعطش للدماء القادر على تدمير وقتل ومحو التاريخ والثقافات لشعوب بأكملها دون ندم .
ويسجل التاريخ قصة غزو قوات جنكيز خان لبكين، حيث سمح لجنوده بعد حصار طويل للعاصمة الصينية الذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الناس في بسبب الجوع والمرض، لنهب المدينة. ويصف المؤرخون أسوأ فظائع المغول، عندما كانوا يحرقون البشر وهم على قيد الحياة في منازلهم أو وضعهم في ماء مغلي في الشوارع والساحات وذلك بحجة أنهم لم يستسلموا لجيش جنكيز خان في الوقت المحدد لهم، ويتابع أحد المؤرخين قوله أن طبقة من الشحوم والعظام البشرية المحترقة كانت تغطي الشوارع القديمة في بكين بعد مرور عام على الحادثة. ومع ذلك، فقد كان كل هذا بالنسبة لجنكيز خان أمراً شائعاً جدا، ولم يكن يشعر بأي ندم على أفعاله حتى وفاته في عام 1227 .
أقيمت جنازة مهيبة لجنكيز خان بعد وفاته. ومع ذلك، فإن أيا من المصادر القديمة لا تعطي وصفاً دقيقاً عن الجنازة ولا عن المكان الذي دفن فيه جنكيز خان. فكما جاء في التقارير التي نشرت حول هذا الموضوع فإن خليفة جنكيز خان أوغودي (ابن خان) أمر بإعدام جميع الذين شاركوا في مراسم الجنازة .
اليوم هناك العديد من الآراء حول موضوع مكان ضريح جنكيز خان مع إن إحدى التخمينات كانت تتمركز نحو مدينة قره قوم حيث يعتقد بعض المؤرخين أنه في محيط هذه المدينة يستقر ضريح زعيم المغول العظيم. ومع ذلك، لم يتم العثور على أي دليل على هذه النظرية حتى الآن .وقد تحولت كاراكوروم من عاصمة رائعة إلى بلدة منغولية عادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى