محمد رضا يكتب : عندما يصبح البلطجي مثلا أعلى

 

انتشرت في الاونة الاخيرة موضة فريدة من نوعها تخطت افلام المقاولات التى كان هدفها الأول والأخير هو الربح بل تخطت هذه الأفلام هدف الربح بل ساهمت ايضاً في تدمير الذوق العام لدي المشاهدين والأطفال وتغير صورة القدوة والمثل الأعلى من الأمثلة الناجحة المتفوقة في دراستها التى تحاول بشتى الطرق التغلب على الظروف والبيئة المحيطة بها كي تتغلب على نشئتها وتقاوم اى اعوجاج ينتج عن النشأه في مثل هذه البيئة الى البلطجي ابن الحي الشعبي اللى الايام والليالى ظلمته فقرر ياخد "حقه بدراعه " وتتوالى الاحداث والمواقف في الفيلم الذي يتكون من قصة سطحية غير مؤثرة بالمرة لتكتمل الحبكة ولكي تعطي لبطل الفيلم الحق في ممارسة اعمال البلطجة واغنية وان تم وصفها بالاغنية على حد التعبير "مهرجان" وكام رقاصة وشوية نظرات بذيئة ويا حبذا لو كام لفظ خارج بطريقة غير مباشرة يحمل في طياته اشارة الى ايحاءات جنسية ساخنة وبكده يكون فيلم ناجح ويكسر الدنيا.
ويخرج بطل الفيلم من الحالة المسيطرة عليه في هذا الفيلم ويبحث عن قصة اخرى لفيلم آخر يجسد فيه دور البطولة تاركا لنا قصة واقعية تعيش في عقلية النشأ فيتأثر بها ويستحضرها عند اول موقف يتعرض له فتصبح صورة البلطجى في داخله هي مثله الاعلى ولو لبعض الوقت يستحضرها عند الحاجة اليها.
ونرجع بعدها نشكي من تزايد اعمال التحرش في الشوارع وزيادة نسبة البلطجة والسرقات ونعول ان هذا نتاج ثقافة خاطئة واننا بنعمل الصح عندما نصلت الضوء على مثل هذه الظواهر الموجودة بالفعل في مجتمعاتنا وهلاقي حد بيرد علييا ويقولى: انت هتدفن رأسك في الرمل الامثله دي موجودة فعلا وبنشوفها ونقابلها كل يوم في حياتنا اليومية
فعلا كلام حضرتك صحيح هذه الظواهر موجودة بالفعل لكن نحن نتناولها بالطريقة التى تجعلها اكثر انتشاراً ليس بالطريقة التى تحد من وجودها وانتشارها في مجتمعنا المصري لأننا ببساطة نصوره على انه مظلوم واننا عايشين في زمن القوي فيه هو اللى يعرف يعيش وان الفهلوة هي اللى بتاكل مع الناس وان الغلبان في الزمن ده مالوش مكان فيصبح البلطجي في افلامنا قدوة الجيل وفتى احلام الفتيات وان كان في بعض الافلام البلطجي بقي بيلبس كويس وشيك يعنى من حيث الواجهة الاجتماعية يصلح ان يكون فتى احلام ، وفي بعض السيناريوهات الاخري يصبح البلطجى من طبقة رجال الاعمال وينتقل من الفقر الى الغنا فيصبح ايضا قدوة ومثل لمن يريد الانتقال الى الطبقات الاعلى بطريقة سريعة ومضمونة حبكة سيئة لأفلام اسوء قدمت البلطجي على انه جزء لا يتجزء من مجتمعنا نجحت في التقرب والتودد والاندماج دون تعرض لأى من مبادئ الثواب والعقاب دون ان نظهر الوجه السئ للبلطجة ومصير من يقوم بمثل هذه الاعمال بالفعل هذه ظاهرة يجب ان نوجه كل طاقتنا في الكتابة عنها وانتاج الافلام والمسلسلات عنها ولكن بالصورة التى تجعل صورة البلطجي مكروهه مزمومه في عيون الناس والمجتمع يجب ان يعرف المشاهد انه لا مفر من مبدأ الثواب والعقاب في اى مكان وفي اي ظرف من الممكن ان نقدم صورة للبلطجى الذي نشأ في بيئة غير صحية بالمرة وهو يتعافي من هذا المرض المذمن وكيف يصبح بالفعل صالحا كأى فرد عادي من افراد المجتمع.
ان مثل هذه الافلام تجعل البلطجية يزدادو شراسة لانهم يجدوا من يحكوا ويتحاكوا عن امجادهم وبطولاتهم بصورة تجعلهم ابطال امام الناس والمجتمع لا بصورة توضح جوانبهم السلبية والنفسية نحن نطرح صورة للبلطجى دون ان نجد لها حلول ، نطرح صورة البلطجى ليس من اجل المعالجة والاستفادة من واقعهم المرير ولكن من اجل الاستفادة المادية البحته لهذا تمثل هذه الظاهرة خطرا لا يقل اهمية عن خطر مواجهة الارهاب الذي تتعرض له مصر هذه الايام.لكن الفرق بين هذا وذاك ان مواجهة هذه الظاهرة تبدا من تغير الثقافة في تناول مثل هذه الظاهرة التى تبدا ""بجرة قلم"".

هذا الموضوع في قسم:

مقالات

محمد رضا يكتب : عندما يصبح البلطجي مثلا أعلى
alaa
Sat, 12 Oct 2013 10:17:12 GMT

مواضيع مشابهة