آخر المواضيع

آخر الأخبار

11‏/10‏/2013

سليم عزوز يكتب: حدث يوم السادس من أكتوبر

سليم عزوز يكتب: حدث يوم السادس من أكتوبر

كنت أظن أنها مجرد أغنية، نافق بها كاتب كلماتها، ومطربها، ومنتجها، الانقلابيين فى مصر، إلى أن تأكدت يوم السادس من أكتوبر، أنها منهج حياة، فهم شعب، ونحن شعب، لهم رب ولنا رب!.
من الأسباب المعلنة، لفشل الرئيس محمد مرسى، أن فترة حكمه شهدت انقسامًا فى الشارع المصرى، على نحو جعل من الذين انقلبوا على حكمه فى يوم الثالث من يوليو، يعلنون أن هذا الانقسام هو من الأسباب الداعية لانقلابهم، وأن من ضمن أهدافهم تحقيق اللحمة الوطنية، فهل تحققت؟!
الشاهد أن الانقسام صار أكثر حدة فى عهد هذا الانقلاب الدموى، ولم يكن هذا من نتاج سياسات الانقلابيين، ففى الواقع أنهم استهدفوا منذ البداية تقسيم الشعب المصرى، إلى أعداء وموالاة، وأثبتوا أنهم قوم لا علاقة لهم بتقاليد المصريين المتوارثة، أو بتراثهم الذى تتناقله الأجيال.. "جيل بعد جيل"، فبدوا كما لو كانوا ليسوا أكثر من مستشرقين حلوا ببلادنا دون سابق معرفة، فكان الانقسام واضحًا، فطبل وزمر فى التحرير، بينما هناك مآتم منصوبة فى بيوت مصرية، حصد أرواح شهدائها رصاص قوات الانقلاب، وقد شاهدنا بثًا حيًا لجانب مما جرى فبدا لنا أن هذه القوات تتعامل مع البشر كما لو كانوا "فراخًا بيضاء"؛ إذ كان حامل السلاح يحصد الأرواح وكأنه يلعب "المزرعة السعيدة" على الإنترنت!.
شاشة إحدى الفضائيات، نقلت الانقسام بشكل لا تخطئ العين دلالته، فنصف الشاشة ينقل بثًا حيًا لشهداء فقدناهم، ولدماء تسيل منهم، ولجرحى يتم إسعافهم تحت القصف، وفى النصف الثانى من الشاشة، كان لحفلة الرقص المقامة فى ميدان التحرير، فلما جن الليل، شاهدنا سامرًا منصوبًا فى مكان آخر، شارك فيه قائد الانقلاب العسكرى الفريق عبد الفتاح السيسى، الذى جرت معاملته على أنه "صاحب المولد"، وكان معه لفيف من الأتباع والأذيال، ناهيك عن لفيف من الفنانين والفنانات الأحياء منهم والأموات.
خروج الموالين للشرعية فى هذا اليوم للشوارع للاحتفال بانتصارات أكتوبر، لم يمكّن السيسى من أن يقدم نفسه على أنه الوريث الشرعى لهذه الانتصارات، التى جرى اختزالها على مدى ثلاثين عامًا فى الضربة الجوية، والضربة الجوية فى حسنى مبارك، ولم يجد القادة العسكريون غضاضة، فى حبس أحد قادة حرب أكتوبر وهو الفريق سعد الدين الشاذلى، وبحكم صادر من القضاء العسكرى، ورفض مبارك العفو عنه إلا فى حالة تقديم التماس إليه يرجو فيه عفوه وغفرانه، لكن الرجل رفض بشموخ، ولم يتململ أحد من الذين سعوا لتقديم أنفسهم على أنهم ورثة للمنتصرين، فمبارك فى المشهد، وهو صاحب النصر، الذى تحقق بالضربة الجوية، بالشكل الذى روج له إعلامه طيلة فترة ولايته!.
لقد كان المستهدف فى الاحتفالات بأعياد انتصارات أكتوبر هذا العام، أن يتم خلالها تدشين شرعية للفريق عبد الفتاح السيسى، وهو وإن كان لم يشارك فى هذه الحرب، فهو بحكم منصبه الوريث الشرعى والوحيد لهؤلاء، لكن الجماهير التى قالت إنها ستخرج لتحتفل فى هذا اليوم برفع صور القادة الحقيقيين لنصر أكتوبر، أفسدوا عليه "الفرح"، فنزلت قواته لتبدد شملهم، وتستهدفهم بالرصاص الحى، فلما جاء محتفلًا، لم يكن مناسبًا أن يقدم نفسه على أنه وريث سعد الدين الشاذلى، وأحمد إسماعيل، والجمسى، لكنه وريث المشير عبد الحكيم عامر، وكان الرجل "ابن حظ".. وعلاقاته بأهل الفن معروفة منه بالضرورة، ولا أعرف سببًا لأن يكون القاسم المشترك للقاءات الرجل. وفى عهد الرئيس محمد مرسى، التقى السيسى بهؤلاء القوم، وهو كاشف عن عنوان المرحلة الجديدة التى تحياها مصر، فلم يشغل الرجل نفسه بالاهتمام بالعلماء، ولم يتم استدعاؤهم إلى أى محفل، لمحاولة النهوض بالبلاد.
عبد الحكيم عامر -لمن لا يعرف- هو قائد هزيمة يونيو 1967، وهو الذى سأله عبد الناصر عن مدى استعداده للحرب، فقال "رقبتى يا ريس"، فقد كان مستعدًا على طريقته، وهو استعداد لم يمنع من وقوع الهزيمة.. فيبدو أن هزائمنا كلها مرتبطة بهذا الشهر، الذى اختاروا نهايته هذا العام للقيام بالانقلاب على الرئيس المنتخب، الذى قالوا إنه قسم المصريين، بين من هم أهله وعشيرته، وبين من هم ليسوا من أهله وعشيرته، فجاءوا هم ليكون الانقسام سياسة حكم.
للموت جلاله عند المصريين، ولهذا فهو يمحو الخصومة، وكل مصرى يختزن فى ذاكرته عشرات القصص، تؤكد أنه من التقاليد المصرية الراسخة إذا مات أحد فإن أهل الميت يجدون بجوارهم خصومهم قبل أصدقائهم، ولهذا قيل إن الحزن فى اللمة فرح، وكم من أفراح ألغيت تقديرًا لحزن جار على فقد قريب، لكن هؤلاء "المستشرقين" كانوا يقيمون أفراحهم على أشلاء الشهداء، الذين لم يتذكروهم فى هذه الليلة بكلمة رثاء، أو بعبارة عزاء لذويهم.
لا بأس، فهم لهم رب ولنا رب.. ربنا هو القاهر فوق عباده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى