سندريلا الأزهر , بنات يواجهن سلاح المظلات

لم تكن فتيات جامعة الأزهر تتخيلن في يوم من الأيام، أنهن ستواجهن سلاح المظلات، الذي أسسه الفريق سعد الدين الشاذلي سنة 1954، قبل أن يؤسس سلاح الصاعقة، ليكون سيفًا على رقاب الأعداء.

ففتيات الأزهر اللاتي ضربن المثل في الصمود منذ بدء ما أسموها بالانتفاضة الأزهرية، عند بدء الدراسة في 17 أكتوبر الماضي، ضد ما وصفوه بالانقلاب العسكري، وكانت النتيجة هي تعرضهن للاعتقال والسحل والضرب والفصل من قبل قوات الشرطة، التي تم دعمها مؤخراً بسلاح المظلات في محاولة لاحتواء الحراك الطلابي الأزهري.

البلطجية والقنابل المسيلة للأعصاب

تقول سمية عثمان، الطالبة بجامعة الأزهر، إنها رأت الفتيات ملقيات على الأرض بين مسحولة ومغمى عليها، أثناء مشاركتها في مظاهرة الأمس، مؤكدة أن قوات الشرطة كانت تحاوط الفتيات من كل الجوانب مدعومة ببلطجية يرتدون أقنعة.

وأضافت عثمان في تصريح خاص، أن البلطجية دفعوها لتسقط على الأرض، مفيدة بأن قوات الشرطة استخدمت قنابل الغاز المسيلة للأعصاب وأصابت بعض الفتيات بتشنجات.

وأكدت عثمان أنها حملت إحدى الفتيات المتشنجات لداخل سيارة لتنقلها للمستشفى، مشيرة إلى أن البلطجية كانوا يسبون الفتيات بأبشع الألفاظ، وعندما كان يعترض أحد الشبان، كانوا يعتقلونه على الفور.

وتابعت: "لم يشفع للبنات الاحتماء بالمدينة الجامعية، حيث واصلت قوات الشرطة إلقاء قنابل الغاز، وبقين حتى الرابعة عصراً، وقد لجأنا لإشعال النار لوقف تقدم قوات الشرطة تجاههن"، مبينة أنهن تجنبن الدخول لحرم الجامعة، لأن رئيس الجامعة سمح للشرطة بدخولها.

وأفادت عثمان أنه أثناء مشاركتها في مظاهرة أمس الأول، كان البلطجية يتقدمون تجاه الفتيات، وكانت الفتيات تتراجعن، واستمر البلطجية في التقدم حتى هاجموا الفتيات، وكانت قوات الشرطة تلقي الطوب والزجاجات الفارغة على الفتيات، بحسب وصفها.

وقالت إن أحد البلطجية قام بضرب فتاة بـ"خشبة بها مسمار"، على رأسها لتقبع في المستشفى حالياً.

وشددت عثمان على أن الانتهاكات ضد الفتيات وصلت لدرجة لم يكن يتخيلنها.

المواجهة بالغاز والمياه والعصي

وقال محمود صبحي القيادي بحركة "أزهريون ضد الانقلاب"، إنه كان شاهد عيان على ما حدث لفتيات الأزهر من انتهاكات بالأمس، حيث أكد أنه كان متواجدًا بجوار المدينة الجامعية لفتيات جامعة الأزهر عندما نظموا مظاهرة في تمام الساعة 12 ظهراً.

وأضاف أن الداخلية حاوطت الفتيات بأربع مدرعات شرطة وأربع سيارات أمن مركزي وعربة ترحيلات وعربتي مطافئ.

وأشار إلى أن قوات الشرطة بدأت بتفريق مظاهرة الفتيات باستخدام رشاشات المياه، رغم برودة الحرارة، ولكن الفتيات ظللن صامدات، فبدأت قوات الشرطة في استخدام قنابل الغاز لتشتيت الفتيات.

وتابع صبحي: "عندما وجدت قوات الشرطة أن الغاز والمياه لا يؤثران في ثبات الفتيات، هجموا عليهن بالعصي وقاموا بسحل الفتيات على الأرض وضربهن بوحشية، مؤكدًا أن جنود الأمن المركزي "شدوا فتاة من خمارها وسحلوها أمام عينه ثم اعتقلوها".

وقال صبحي: "إن المنظر كان يدمع العين ويدمي القلب، ولكنه لم يكن في يده شيء ليفعله"، موضحاً أن فتاة أخرى من جامعة الأزهر في السنة الخامسة من كلية الطب تدعى عزة، تم اعتقالها أمس الأول.

كانت فرقة من قوات المظلات قد تولت تفريق تظاهرات طالبات الأزهر أمس، ضد ما وصفنه بالانقلاب العسكري.

مواضيع مشابهة