بعد أن قررت محكمة جنايات شمال القاهرة براءة أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق غيابيا من تهمة الاستيلاء على مساحة 40 ألف متر من أراضي منطقة "البحيرات المرة" بمحافظة الإسماعيلية، شمال شرقي القاهرة والمخصصة لجمعية الضباط الطيارين، أصبحت الفرصة سانحة لشفيق للعودة مرة أخرى إلى الحياة السياسية، بحسب صحيفة "شيكاغو تريبيون".
وقالت الصحيفة: "إن آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك سيكون لديه الحرية في العودة من منفاه الاختياري، وربما يعود للحياة السياسية بعد حكم تبرئته مع نجلي المخلوع في هذه القضية، وذلك في الوقت الذي بات فيه منافسه السابق في الانتخابات الرئاسية محمد مرسي (الذي تفوق على شفيق بفارق ضئيل) يواجه اتهامات بالتخابر مع منظمات أجنبية".
وأضافت أن عودة شفيق ستعكس الطفرة التي حدثت لتوازنات السلطة في مصر منذ قيام الجيش بعزل مرسي، مما غير موازين القرى في كبرى دول العالم العربي، لتكون البلاد على موعد لانتخاب رئيس وبرلمان جديدين العام القادم، وقبل ذلك، من المقرر التصويت على مشروع الدستور الجديد في منتصف يناير القادم.
ولفت التقرير إلى أن فترة حكم مرسي شهدت رفع العديد من الدعاوى القضائية ضد شفيق لاتهامه بالفساد، فيما أفادت مصادر قضائية بأن آخر قضية ضد شفيق تمت إحالتها للنائب العام ليقرر ما إذا كان سيتم رفض الدعوى أو يأمر بإعادة فتح التحقيق فيها من جديد.
ولفتت الصحيفة إلى أن حكم تبرئة شفيق من شأنه إتاحة الفرصة لرفع اسمه من على قوائم ترقب الوصول ، حيث تشير المصادر القضائية إلى أنه لا توجد أية دعاوى أخرى ضد شفيق.
وفي هذا الصدد، علقت الصحيفة بقولها إن المحاكم باتت جبهة للصراع السياسي في مصر منذ خلع نظام مبارك، حيث تم رفع العديد من الدعاوى القضائية ضد مبارك وأعوانه، إلا أن الأمر اتخذ منحى آخر بعد عزل مرسي، حيث تم إطلاق سراح مبارك، علاوة على تبرئة شفيق وعلاء وجمال نجلي مبارك وغيرهم من العديد من رموز النظام السابق.
وعلى صعيد آخر، يواجه مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين اتهامات بالإرهاب والتآمر مع جهات أجنبية، إضافة لاتهامات أخرى، وهي الاتهامات التي تعد كفيلة بإعدام مرسي وقيادات الجماعة حال إدانتهم بها.
وقالت الصحيفة إن السلطة العسكرية القائمة في مصر حاليًا شنت حملة عنيفة من القمع ضد أنصار مرسي منذ عزله وحتى الآن، حيث قتل المئات منهم واعتقل الآلاف، وتمت شيطنة أكثر الفصائل السياسية تنظيمًا بمصر (في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين) واعتبارها منظمة إرهابية. حسب قول الصحيفة.
وفي سياق آخر، نقلت الصحيفة تفاصيل المكالمة الهاتفية التي تمت بين وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل ووزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي أمس، حيث أعرب الوزير الأمريكي عن قلقه حيال الاتهامات التي وجهت لمرسي وقيادات الإخوان مؤخرا.
وقالت الصحيفة إن هاجل قال في مؤتمر صحفي في البنتاجون إنه أخبر السيسي أن التطورات على الساحة المصرية تشير إلى أن هناك عمليات إقصاء لبعض المصريين، وتعود بجهود بناء دولة آمنة وديمقراطية في مصر إلى الوراء.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي في المكالمة على أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعلاقات الدفاعية مع مصر، إلا أنه أعرب عن قلقه حيال أعمال العنف التي استهدفت مؤخرا إحدى المنظمات غير الحكومية.
وتعد الولايات المتحدة حليفا لمصر منذ سبعينات القرن الماضي، لكنها قررت في أكتوبر الماضي تعليق جزء من مساعداتها العسكرية لمصر، وذلك بسبب مخاوف بشأن إعاقة السلطة القائمة لمسار الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى