"هل يخطط عبد الفتاح السيسي وزملاؤه الجنرالات في مصر لإعدام الرئيس المعزول محمد مرسي ورفاقه من الإخوان المسلمين؟" بذلك التساؤل المثير استهل الصحفي البريطاني روبرت فيسك مقاله بصحيفة الاندبندنت، معلقا على قرار السلطات المصرية بإدراج جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.
فيسك اعتبر أن وصف كافة الإخوان المسلمين بالإرهابيين، يشير إلى أن"الجنرال السيسي يتبنى تكتيكا سلكه جبابرة مصر السابقون".
ورجع فيسك بالذاكرة إلى الحقبة الناصرية، قائلا: ناصر هاجم الإخوان بنفس وحشية صدام فقط لأن أحد أعضاء الإخوان والذي كان يعمل سباكا ويدعى محمود عبد اللطيف، حاول اغتياله في الأسكندرية عام 1954".
وأضاف "الإخوان، وفقا لشرطة ناصر، كانوا يخططون لقلب نظام الحكم، وهي ذات التهمة الموجهة حاليا لرفاق مرسي"، مشيرا إلى أن تصورات الإعدام تحوم حول أعضاء أي منظمة يتم وصفها بالإرهابية في الشرق الأوسط.
ولفت إلى وجود حالة من الخلط المصطنع بين القول بأن ما يحدث من تفجيرات في القاهرة مؤامرة إخوانية، وربطها بزيادة وتيرة أنشطة على نسق القاعدة في سيناء، وتوقع فيسك أن يفشل السيسي ورفاقه في مسعاه للقضاء على حركة "كائنة منذ 85 عاما"، قائلا: "سوف يفشلون بالطبع".
ووصف فيسك الإخوان بأنها حركة فاسدة سياسيا، على استعداد للتفاوض مع أي نظام عسكري للعودة إلى الشرعية.
وتابع: "مرسي نفسه تفاوض مع مبارك عندما كان بلطجية الأخير يطلقون النار على المتظاهرين في ميدان التحرير كما أن مرسي هو من عين السيسي وزيرا للدفاع".
وأضاف: "إنهم الشباب الذين سيستمرون في دفع الثمن، شاب مثل باسم محسن، الذي تظاهر في التحرير ضد مبارك، تعرض ثلاثة من أصدقائه في الميدان آنذاك مؤخرا للحبس ثلاث سنوات خلال احتجاجه على قانون تظاهر السيسي، كما تعرض محسن سابقا لطلقة في عينيه من ضابط شرطة، ليس واضحا هل ضابط الشرطة هذا هو قناص العيون الملازم محمد صبحي الشناوي، الذي صدر ضده الحكم بالحبس 3 سنوات، نعم 3 سنوات".
واتهم فيسك الحكومة المصرية بالمساواة بين الفظائع التي ارتكبها قناص العيون وبين شجاعة أصدقاء باسم محسن الثلاثة، حيث تلقوا جميعهم حكما بالسجن 3 سنوات.
لكن مأساة باسم محسن لم تنته عند ذلك الحد، فقد تكبد الثمن المطلق، على حد قول فيسك، إذ تلقى منذ أسبوعين، رصاصات في الرأس والصدر أثناء مظاهرة ضد الحكومة في مسقط رأسه بالسويس.
واستطرد "باسم محسن حارب ضد مبارك، وضد النظام العسكري الذي خلفه، ثم ضد بلطجية الرئيس المنتخب محمد مرسي، ثم ضد النظام الحالي، الذي يقوده الجيش، واقفا كتفا بكتف مع أعدائه القدامى من الإخوان المسلمين، لم يستطع باسم محسن هضم مقتل 1000 شخص عندما سحق السيسي اعتصامي الإخوان في أغسطس الماضي، وغضب بشدة من سماح الدستور الجديد للجيش بمحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية".
وواصل فيسك تحليله العميق قائلا: "لذا في المستقبل، كل مؤيد للإخوان المسلمين هو "إرهابي" يستحق الموت، والبرهان على ذلك تمثل في مقتل خمسة مدنيين هذا الأسبوع، وعبر المحاكمة العسكرية، وحكم الإعدام، هكذا تعامل مبارك مع أكثر أعدائه الإسلاميين تصلبا، ناصر كذلك لم يتردد في المطالبة بالإعدام لقطع رأس الإخوان".
وعاود فيسك طرح أسئلته المتعلقة بتعامل السيسي مع مرسي والإخوان فقال: "السيسي الذي كان عمه عضوا في جماعة الإخوان منذ أكثر من عقد، ماذا يريد من مرسي؟"، وتساءل كذلك عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الطبقة الوسطى الليبرالية والشباب، جنبا إلى جنب مع العمال والإسلاميين والفقراء والمسنين في مواجهة الوضع الحالي كما انتفضوا سابقا ضد أوضاع خاطئة.
واختتم فيسك مقاله بالقول: "منظمات حقوق الإنسان تتعرض لمضايقات، ويتم اعتقال أعضائها، إنها إعادة لأحد أكثر الفترات إذلالا في التاريخ المعاصر، هل يتعين على مصر أن تعود لمرحلة الطفولة إلى عهدي السادات ومرسي؟".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى