وفد رباعى برئاسة الروينى عقد مفاوضات مكثفة معه حتى منتصف الليل قبل يوم من انسحابه.. وانتهت للا شىء
عنان حتى اللحظة الأخيرة كان يرفض الانسحاب.. قبل الموافقة على شروطه..
ومكالمة "طنطاوى" كلمة السر
في مشهد لا يمكنك أن تتابعه إلا فى الأفلام السياسية لحقبة السبعينيات، حبكة درامية غير محكمة، وكلام على لسان الأبطال متناقض في بعض المشاهد ليكشف لك مناطق العوار فى العمل، هكذا جاء قرار الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، بعدم الترشح لرئاسة الجمهورية في سيناريو متكرر تشهدها الساحة السياسة المصرية منذ عقود، هى لعبة "عض الأصابع" لو جاز التشبيه، مرشحان محتملان لرئاسة الجمهورية، ينتميان للمؤسسة العسكرية الأقوى فى الدولة المصرية، أحدهما يملك النفوذ والسلطة، مقابل آخر كان أقوى نفوذًا منه، لكنه بات فاقدًا له بحكم تركه للمنصب، يمارسان على بعضهما ضغوطًا إلى أن يرفع أحدهما الراية البيضاء مع ضمانات يرى أنها كافية مقابل انسحابه لصالح غريمه الأقوى. هكذا كان الموقف بين الفريق عنان والمشير عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع، والمرشح الرئاسي المحتمل، اللذين دخلا في ساعات طويلة من التفاوض مقابل إقناع الأول - الذي كان يعرف ضعف موقفه - بالانسحاب من المشهد السياسي. لكن هذا الانسحاب لم يكن بدون مقابل، بعد أن كشفت مصادر مقربة من مكتب عنان عن خمسة شروط فرضها مقابل انسحابه وترك الساحة للمرشح المحتمل العسكري الأوحد وهو المشير، على رأسها وقف حملة الهجوم الإعلامية ضده، من خلال إصدار المشير تعليمات بوقف حملة التشويهات التى تعرض لها الفريق خلال الفترة الأخيرة، مع عدم تتبعه قانونيًا. وأضافت المصادر، أن عنان كان على يقين أنه من الممكن أن يتم تلفيق له أى اتهامات وبناء عليها يتم تجريده من الرتبة العسكرية ومحاكمته أمام القضاء العسكرى، وبذلك يكون قد خسر كل تاريخه ونشاطاته الحالية. وأضافت أن أبرز الضمانات التى طالب بها الفريق هو الكف عن توجيه تهم بالتقرّب من جماعة "الإخوان المسلمين"، ومشاركته فى تسليم الدولة له، باعتبار أنه كان نائب رئيس المجلس العسكرى قبل تولى الرئيس المعزول محمد مرسي للحكم، فضلاً عن ضمانات تتعلق بحماية استثمارات العائلة وعدم ملاحقتها، مع حماية رتبة عنان فى الجيش ومكانته بين الضباط. وعلمت "المصريون" أن المفاوضات والاتصالات مع عنان بدأت منذ فترة من خلال شخصيات عامة معروفة بولائها للسيسي لإقناعه بالتراجع، لكن هذه الاتصالات لم تسفر عن أى تراجع فى موقفه، إلى أن تم تحديد موعد من قبل مكتبه للمؤتمر الصحفى الذى يحدد فيه موقفه النهائى من الانتخابات، مما اضطر جميع الأطراف إلى تسريع وتيرة المفاوضات. وكشف الكاتب الصحفي مصطفى بكرى لـ"المصريون"، عن تفاصيل الليلة التى سبقت المؤتمر الصحفى لعنان، إذ قال إن وفدًا رباعيًا وصل لمكتب عنان بشارع ابن الوليد بمنطقة الدقى، فى الثامنة مساء الأربعاء، يضم بخلاف بكرى، اللواء حسن الروينى، قائد المنطقة المركزية العسكرية السابق، وكلًا من الكاتبين الصحفيين محمود مسلم وياسر رزق. وأشار إلى أن اللقاء حضره الفريق ونجله سمير وعرض عليه الوفد المفاوض مطالب السيسي بالتراجع عن الترشح، فيما طرح عنان ضماناته الخمسة، وهو ما قوبل الاعتراض من قبل الوفد الرباعي، الذى أكد أنه من الصعب أن يتم وقف الحملة الإعلامية المناهضة له بشكل مفاجئ. ولفت إلى أن الاجتماع امتد لأربع ساعات، حيث انتهى فى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، من أجل إقناعه بأن الفترة الحالية للدولة لا تحتمل أن يتم إدارتها من قبل عنان، وهو ما لم يتفق معه الفريق إلى أن انتهى الاجتماع فى اليوم الأول إلى لا شيء. وذكر أن هذا السبب الذى أدى إلى اضطرارهم إلى الاجتماع به مجددًا قبل بدأ المؤتمر بساعتين، حيث اضطروا إلى أن يوسطوا المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق لإقناع عنان بالتراجع. وتابع بكرى، أن طنطاوي قال نصًا لعنان: "أوعى تكون ناوى تترشح أرجوك أوعى تكون ناوي تعلن غدًا ترشحك"، وهو ما رد عليه عنان بـ"أنت كبيرنا وأنا تشاورت مع المقربين وتوكلت على الله بإعلان عدم ترشحي للانتخابات". وألمحت مصادر مقربة من عنان، إلى أن التأخر فى بدأ المؤتمر كان بسبب تعسر المفاوضات، حيث كان الفريق حتى اللحظة الأخيرة لم يحسم موقفه بالموافقة على الانسحاب إلى أن جاءت مكالمة طنطاوي. ورجح أن التأخير الذي حدث ساعة ونصف عن موعد المؤتمر كان بسبب عدم الاتفاق بين الأطراف المتفاوضة، منوهًا إلى أن هناك معلومات غير مؤكدة حول أن انقطاع الكهرباء عن المؤتمر كان متعمدًا، بحيث يكون سبب انقطاع الكهرباء مبررًا منطقيًا لدى أعضاء المكتب للرد به على الصحفيين فى حال سؤالهم عن سبب تأخير المؤتمر. وكان التيار الكهربائى انقطع لمدة ساعة كاملة بدأ من 12:30 وعاد فى الواحدة ونصف. ووفق المصادر فإن تأخر إعلان المشير السيسي فى الإعلان عن موقفه النهائي من الانتخابات الرئاسية وإعلان مشاركته رسميًا كان مرتبطًا باعتزام عنان خوض الانتخابات، لأنه لا يريد أن يكون هناك أكثر من مرشح عسكري، حتى لا يكون هناك انقسام داخل الجيش على المرشح الممثل له. وأوضح أن الخطوة المنتظرة الآن بعد عدم ترشح عنان هو إعلان المشير عن موقفه الرسمى بشكل واضح وبدون أى رسائل ضمنية.
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى