صورة ارشيفية من احداث أوكرانيا
كتبت- أسماء إبراهيم:
أوكرانيا بلد متميزة بموقعها الذي يفصل بين روسيا وأوروبا وبسبب هذه الميزة تعرضت لعدد من الغزوات الخارجية من البولنديين والهنجار والروس وغيرهم ويقال أن كلمة أوكرانيا تعني الحدود''.
نالت استقلالها في عام 1991 عن الاتحاد السوفيتي لتصبح جمهورية مستقلة بذاتها، تجاورها سبع دول، وفيها تنوع عرقي وثقافي لا بأس به؛ فاستوطن الروس الجهة الغربية من البلاد بحكم القرب مع روسيا، وبلغ عدد الروس ذروته اثناء الحرب الروسية العثمانية، وفرضوا استخدام الروسية ومنعوا استخدام اللغة الاوكرانية.
وتنقسم أوكرانيا من حيث السكان واللغة والثقافة؛ فثلث السكان يتحدثون الروسية وغرب البلاد يتحدثون الأوكرانية، لهذا نجد أن هذا الانقسام فرض نفسه على الساحة السياسية هناك؛ فالدوائر الانتخابية مقسمة بالتساوي بين جناحي البلاد شرقي وغربي، والمناطق السائد فيها الروسية يختارون الاحزاب الموالية لروسيا بينما يختار الاخرون الاحزاب المعارضة، وفي الشرق تدور الان الاحتجاجات عندما قرر الرئيس رفض علاقات مع اوروبا على حساب قيام علاقات مع روسيا مما اشعل الاوكرانيون في شرق البلاد والرافضون روسيا بشكل كلي.
ويشكل الاوكرانيون من أصول روسية سدس عدد السكان الآن والكثير من السكان الاوكرانيون يتحدثون الروسية وتسيطر هذه اللغة على60 في المئة من الإعلام المرئي والمسموع والمقروء مقابل 40% للغة الاوكرانية.
وتنظر روسيا لأوكرانيا على أنها امتدادا لروسيا ومصدر للغذاء بسبب طبيعة أوكرانيا الزراعية، كما أنها مهمة لروسيا على صعيد الأمن القومي حيث تمثل خط دفاع لروسيا من الجهة الشرقية.
بدأت المشكلات في اوكرانيا عام 2004، بعد الانتخابات الرئاسية التي قيل إنها زورت لصالح الرئيس الموالي لروسيا، وعرفت الاحتجاجات في ذلك الوقت بـ''الثورة البرتقالية''، وأدت إلى صعود الرئيس فيكتور يوشينكو ونائبته يوليا تيموشينكو.
الا ان هذه الثورة لم تنجح في تحقيق آمال الأوكرانيين في التحرر من سيطرة رجال الأعمال وحل مشاكل الفقراء والبطالة، بل ساءت الأوضاع الاقتصادية بعد رفض روسيا مد يد العون لها، ولم يقدم الغرب أيضا الدعم الكافي للبلاد، وارتفع سعر الغاز الروسي إلى اضعاف مما جعلهم يعانون البرد الشديد؛ فصوت الأوكرانيون مرة أخرى لصالح رئيس موالي لروسيا منأ مصلحة البلاد الاقتصادية.
وبعد فوز يانكوفيتش واستمراره لعامين، ورفضه التوقيع على اتفاقية مع الاتحاد الاوروبي ثار الأوكرانيون مرة أخرى، ونظرت موسكو لهذه الثورة على أنها مؤامرة غربية ضد روسيا، وليست رغبة الشعب الأوكراني بالتغيير.
بينما نظر الأوكرانيون إلى الاتفاقية التي رفضها يانكوفيتش على أنها أكثر من اتفاقية تجارية مع أوروبا وانما هي وسيلة للتقرب أكثر من الاتحاد الاوروبي ، وكان الأخير يريد التقرب من الدب الروسي لتقوية اقتصاد بلاده والحصول على الغاز الروسي بأسعار زهيدة.
وفعلا بعد توقيع الاتفاقية مع روسيا قدم بوتين منحة مالية لكييف وصلت إلى 15 مليار دولار وخفض أسعار الغاز.
وفي 16 يناير مرر البرلمان الاوكراني قانون حظر التظاهر من أجل توقيف الاحتجاجات التي بدأت في كييف، مما أدى إلى زيادة حدة الاحتجاجات بعدها.
ويخشى البعض من اندلاع حرب أهلية في البلاد بين الاوكرانيين من أصل روسي وأوكراني أو تقسيم البلاد إلى شرقية وغربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى