مصابون في مجزرة الشجاعية
"شهداء، أشلاء، أجسام مبتورة أطرافها، جثث محروقة، أحشاء خارج الأجساد، منازل فوق رؤوس سكانيها، مصابون ينزفون حتى الموت"، هذا لا شيء مما يحدث في بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، وفق شهادة إحدى المواطنات لراديو الرسالة عبر الانترنت.
دموعها لم تتوقف طوال سماعنا لمناشدتها وشهادتها، تقول السيدة التي فقدت أخاها وأصيب زوجها وأبناؤها: "الوضع صعب جدا في خزاعة، مهما تكلمت لن أستطيع وصف ما يوجد هنا".
ويبدو أن الاحتلال "الإسرائيلي" لم يكتف بمجزرة الشجاعية وما أزهقه من أرواح أكثر من 100 شهيد ومئات الإصابات، ولم يقتنع بما أحدثه من دمار شامل فيها، فحول جام غضبه على بلدة خزاعة الحدودية ليرتكب فيها مجازر جديدة، لا يعلم أحد عنها شيئا إلا من فيها.
وواجهت "الرسالة نت" صعوبة في التواصل مع المواطنين المتواجدين هناك، إلا أنه من خلال شاهدة العيان يتضح أن ما يحدث في خزاعة "شجاعية جديدة"، ما زلنا حتى اللحظة لم نعرف تفاصيلها جيدا، لقلة المعلومات المتوافرة من هناك.
ويمنع جيش الاحتلال حتى كتابة التقرير، الصليب الأحمر والدفاع المدني والاسعافات من الدخول إلى عمق المناطق الشرقية لخانيونس (خزاعة تحديدا، عبسان، الزنة، بني سهيلا) لانتشال الشهداء والجرحى، وما زالت تقصف بالمدفعية وتطلق النيران بشكل عشوائي على كل شيء يتحرك.
ولصعوبة تحرك سكان خزاعة تحديدا أو خروجهم من مناطق تواجدهم، ورفض الاحتلال التنسيق مع الصليب الأحمر، قرر المواطنون المخاطرة بحياتهم والخروج بشكل جماعي على شكل مسيرات، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يكترث لذلك، وأصبح يطلق النار بشكل عشوائي ما أدى إلى استشهاد مواطن، إصابة أكثر من 25 آخرين.
ويروي أحد المواطنين الذين قدر الله لهم الخروج بسلام من خزاعة ما رآه بأم عينه، يقول: "الشهداء هناك بالعشرات، جيش الاحتلال يقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، والجثث مقطعة أشلاء، وهناك شهداء أكل السوس أجسادهم".
"شاهدت شهداء أمامي ولكني لم أستطع إنقاذهم، بالعافية قدرت أنفد بروحي، وأنا رأيت أكثر من 25 شهيدا في مكان تواجدي فقط، فما بالك في المناطق الثانية"، يضيف الشاهد.
وحتى اللحظة لم يتم انتشال أي شهيد من عمق خزاعة، وما تم اخراجهم سواء عن طريق المواطنين أو الاسعاف فهو من حدود البلدة فقط، وفق الشاهد.
وهذا ما أكده الدكتور جمال الهمص مدير مستشفى ناصر الطبي، بأنه حتى اللحظة دخلت الطواقم الطبية لانتشال الشهداء والجرحى إلى الأطراف ولم تدخل إلى عمق خزاعة.
ويقول الهمص لـ"الرسالة نت": "جاري التنسيق مع الاحتلال من خلال الصليب الأحمر، ولكن المدة التي يتم إعطاؤها لا تمكننا من انتشال كل الشهداء لكبر مساحة المنطقة الشرقية لخانيونس".
ويوضح أن الطواقم الطبية في كل مرة لدخولها المناطق الشرقية بحاجة إلى تنسيق جديد، ما يسبب في صعوبة الوصول إلى كل الشهداء والجرحى، مؤكدا ما رواه شهود العيان بأنه ما زال العديد من الشهداء والمصابين لم يستطيعوا الوصول إليها حتى الآن.
ومنذ صبيحة أمس الأربعاء حتى صياغة التقرير وصل إلى مستشفى ناصر الطبي، 61 شهيدا وأكثر من 150 مصابًا، وهذه الأرقام لشهداء وجرحى من أطراف المناطق الشرقية لخانيونس، فكيف بمن لم يتم الوصول إليهم بعد؟
"إسرائيل" انتهكت المحرمات وضربت بكل القوانين في مجازرها التي ترتكب في قطاع غزة عرض الحائط، ويبقى السؤال الذي يطرحه كل غزّي، ما هي المنطقة الجديدة التي سيرتكب فيها الاحتلال مجازره الجديدة بعد الشجاعية وخزاعة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى