رغم كون الاتحاد الأوروبي أهم جهة مانحة للسلطة الفلسطينية إلا أنه لا يوظف ذلك لممارسة الضغوط على الإسرائيليين والفلسطينيين، ولم يتجاوز دوره في الصراع الحالي لغة البيانات والتصريحات.
في فرنسا يحتج الناس على قصف غزة من قبل القوات الإسرائيلية. وفي ألمانيا يطالب المجلس المركزي لليهود بمزيد من التضامن مع دولة إسرائيل، التي تتعرض للصواريخ الفلسطينية. فيما يبقى الصراع في الشرق الأوسط مسألة مثيرة للجدل، كما كان الأمر دائما، بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
يسعى الاتحاد الأوروبي رسميا وعلى الدوام إلى الحفاظ على موقف محايد في هذا السياق. ولذلك فقد وجه هيرمان فان رومبوي، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، خلال اتلأيام الماضية كلمات تحذيرية إلى طرفي النزاع، وقال"نحن ندين الهجمات الصاروخية على إسرائيل من قطاع غزة والقصف العشوائي للمدنيين، ونحن نأسف أسفا شديدا على سقوط قتلى وجرحى في غزة جراء العملية العسكرية الإسرائيلية. ونحن قلقون للغاية إزاء التدهور الدراماتيكي والسريع لحالة الإمدادات هناك".
ميركل تأمل في وقف إطلاق النار
أنغيلا ميركل: من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها
من جهتها أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن أملها في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وقالت إن الاتحاد الأوروبي يعتبر تصرفات إسرائيل دفاعا عن النفس. وأضافت في هذا الصدد في بروكسيل"لقد أكدنا مرة أخرى على أن لإسرائيل الحق في الدفاع، بطريقة مناسبة طبعا، عن نفسها ومصالحها".
ويحاول الاتحاد الأوروبي منذ عقود لعب دور الوسيط في صراع الشرق الأوسط. والاتحاد الأوروبي جزء من لجنة معنية بهذا الصراع، اسمها "اللجنة الرباعية". وهي لجنة أسسها الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة عام 2002. ولكن جميع خطط السلام ومحاولات التوسط باءت بالفشل حتى الآن. ويلتزم الاتحاد الأوروبي، كبقية أعضاء اللجنة الرباعية، بـ "حل الدولتين".
الضغط على طرفي النزاع؟
يعتبر الاتحاد الأوروبي حماس منظمة إرهابية. ويرفض التعاون المباشر معها. ومنذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة بحكم الأمر الواقع أصبحت المحادثات مع الجانب الفلسطيني ككل أكثر صعوبة بكثير، وفق تصريحات مكتب الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي. في المقابل أدان الاتحاد الأوروبي، منذ عام 2010 مرارا وتكرارا، الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة وبناء مستوطنات يهودية جديدة في الضفة الغربية. ولكن لم يكن لذلك أي تأثير عملي، كما يقول النائب الإيطالي في البرلمان الأوروبي بيير أنطونيو بنزاري. ولذلك فهذا النائب الاشتراكي يرى أن على الاتحاد الأوروبي استخدام قوته الاقتصادية، ويقول: "نحن أكبر وأهم الجهات المانحة للسلطة الفلسطينية، ونحن أكبر شريك تجاري لإسرائيل. وفي وسعنا الاستفادة من ذلك كوسيلة لممارسة الضغوط المالية على الجانبين. علينا عدم ترك الولايات المتحدة الأمريكية وحدها في ملعب المفاوضات. هذا واجب على أوروبا".
ووفقا لمكتب الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فإن أوروبا تدفع سنويا قرابة المليار يورو كمساعدات إنسانية للفلسطينيين ولتمويل السلطة الفلسطينية في رام الله ومشاريع الإنتاج المختلفة. وهذا يجعل الاتحاد الأوروبي أكبر المانحين في العالم للفلسطينيين. ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2005 إلى يونيو/ حزيران 2007، راقب الاتحاد الأوروبي، مع مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة. ولكن تم تعليق أعمال "بعثة المساعدة الحدودية الأوروبية" EUBAM وإغلاق المعبر الحدودي من جديد، بعد سيطرة حماس على السلطة في قطاع غزة. ومنذ عام 2008 أشار الاتحاد الأوروبي مرارا إلى أنه على استعداد لمراقبة معبر رفح والمعابر الحدودية الأخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى