اللواء ثروت جودة: تقارير القوات المسلحة قبل 30 يونيو أكدت لـ«السيسى» أن 95% من الجيش «هينزلوا لوحدهم لو ما أخدش القرار»
اللواء ثروت جودة وكيل «المخابرات» السابق يكشف أسراراً خطيرة فى حواره لـ«الوطن»:كتب : منى مدكور تصوير : معتز زكى الأربعاء 17-09-2014 11:07
اللواء ثروت جودة يتحدث لـ «الوطن»
قلت للواء رأفت شحاتة عندما تولى المخابرات أيام الإخوان: انس القسم الذى حلفته أمام «مرسى».. ولم نعطِه معلومة واحدة صحيحة عندما كان رئيساً للجمهورية
عمر سليمان قال لـ«ديك تشينى»: «عليك أن تتحدث مع مبارك بأدب».. فرد عليه: «أنا أتكلم براحتى أنا أمريكا».. فطرده «سليمان» من مكتبه
«مرسى» متهم بالتخابر فى 8 قضايا منفصلة.. وتهمة التخابر الحالية ترتبط بتخابره مع أمريكا وتركيا وحماس قبل أن يصبح رئيساً
«طنطاوى» لم يعترض على ترشح «مرسى» رغم علمه بأنه متهم فى قضية تخابر بسبب عجزه عن مواجهة الضغوط الدولية والإقليمية والداخلية
طارق حجى قال لـ«واشنطن بوست»: كنت أجلس مع رئيس المخابرات المركزية الأمريكية.. وقال فى حضور وزير الخارجية جون كيرى: «إحنا اللى نجّحنا مرسى».. ثم دخلت «آن باترسون» وكررت نفس الجملة
«مستر مرسى» لم يكن يريد صنع قرار.. وكان «عايز أنجر فتة
ويقعد ياكل بس» وكان يذهب لزيارة أى دولة دون إبلاغ «المخابرات» و«الخارجية» لأنه كان مشكوكاً فى ولائه لمصر
المخابرات رصدت تمويلاً أجنبياً لمنظمات أهلية منذ 1990 والمحيطون بـ«مبارك» قالوا له: «المخابرات عايشة دور المؤامرة».. ولم يصدق إلا عندما أتينا له بتعليمات «الكونجرس»
«طنطاوى» لم يكن يريد أن يصبح «سليمان» أو «شفيق» رئيساً للجمهورية
«بجاتو» مسئول عن إعاقة ترشح رئيس المخابرات الأسبق للرئاسة
حذر اللواء ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، من مخطط إخوانى يدبره خيرت الشاطر من داخل السجن، لتحويل حياة المصريين إلى جحيم، وذلك عبر تعليماته لأعضاء التنظيم فى عدة قطاعات حيوية كالكهرباء والمياه والصرف الصحى، بتخريبها، وكشف «جودة» فى حواره مع «الوطن» أن لديه وثائق تثبت ذلك.
وتطرق الحوار مع وكيل جهاز المخابرات السابق إلى جملة مراحل وأحداث جسيمة مرت بمصر، منذ نهايات عهد مبارك، وثورة 25 يناير، مروراً بعهد المجلس العسكرى، وتولى الإخوان الحكم، وثورة 30 يونيو، والأحداث الراهنة، بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة مصر. وأوضح «جودة» أن جهاز المخابرات العامة لم يمد محمد مرسى بأى «معلومة واحدة صحيحة» طوال فترة حكمه، لأنه كان يعلم منذ بداية التسعينات أنه «خائن»، ووصف «الجهاز» بأنه الوحيد على مستوى العالم الذى لم يجر اختراقه، حتى اليوم.
ولفت «جودة» إلى أن الولايات المتحدة اعترفت بأنها هى صاحبة الفضل فى نجاح «مرسى» فى الانتخابات، وعن ثورة 30 يونيو قال إن «تقارير الجيش التى خرجت يوم 20 يونيو أى قبل ثورة 30 يونيو مباشرة، قالت للسيسى صراحة: 95% من الجيش لو أنت ما أخدتش القرار، هم هينزلوا ياخدوا القرار».
■ كيف نبدأ تقييم الوضع الراهن على الساحة المصرية بعد جملة التطورات العديدة التى مرت بها مصر مؤخراً؟
- الوضع فى الساحة المصرية فيه قدر قليل من التغيير بشكل إيجابى، خاصة على المستوى الاقتصادى وإن كان يسير بسرعة السلحفاة، وسياسياً هناك تقدم لكن تعطله المواءمات السياسية التى تقوم بها القيادة السياسية، ولا أعنى الرئيس عبدالفتاح السيسى، بل مؤسسة الرئاسة من مستشارين ومجلس الوزراء ومستشاريه.
■ ماذا تقصد بالمواءمات السياسية؟
- بعض المؤسسات داخل الدولة مثل «الشرطة والجيش» لا تنفذ الشق القانونى فيما يتعلق بضبط الأمن، فنحن عدنا مرة أخرى لما كنا عليه من قبل، بمعنى أن المظاهرات فى الشارع بلا تصريح ولا تلتزم بالضوابط، ورغم ذلك يطالب البعض بإلغاء أو تغيير قانون التظاهر، باعتباره هادماً للحريات، وإذا أردنا تغييره وفقاً لقوانين العالم الديمقراطية والداعمة للحريات مثل «بريطانيا وأمريكا» فلن يخرج أحد من منزله إلا إذا التزم بالقانون «تصريح قبلها بـ72 ساعة ورصيف محدد ولا يوجد تجمع قبلها أو بعدها»، الأدهى أن قوانين هذه الدول تنص على أنه إذا رفعت لوحة فيها إساءة أو تجاوز ضد مؤسسات الدولة أو ترديد شعارات فيها قدر من التمييز أو السباب، فأنت تقع تحت طائلة القانون، ووفقاً للقانون الإنجليزى إذا رفع متظاهر طوبة أو شومة، ولا أتكلم عن سلاح أو مولوتوف مثلاً، فالعسكرى الإنجليزى عنده أوامر بإطلاق النار مباشرة عليه فى القلب أو الرأس!
■ ما تقديرك لرأى منظمات المجتمع المدنى والأحزاب التى ترى قانون التظاهر باطلاً من أساسه؟
- الجمعيات «الحكوكية» وأنا أعنى اللفظ هنا، ومنظمات المجتمع المدنى غالبيتها جمعيات «مؤجرة»، ومن يرد مواجهتى فأنا مستعد، أما ما يتكلمون فيه عن حقوق الإنسان، فأين حقوق الشرطة والجيش والناس فى الشارع ممن تنتهكون حقوقهم كل يوم؟ أعرف إحدى المحاميات الشابات طلب منها رئيس إحدى منظمات المجتمع المدنى الشهيرة صراحة أن تغير تقريرها الذى قالت فيه الحقيقة عن أحد الأحداث التى شهدها الشارع المصرى مؤخراً، وهى أن الشرطة لم تعتد على الناس، وهو ما رفضه رئيس المنظمة، وقال لها اكتبى أن الشرطة هى من اعتدت! فرفضت المحامية، ففصلها من المنظمة. ومعظم ملفات المنظمات الحقوقية ظهرت فعلاً للرأى العام مؤخراً، والبعض منهم قُدم للمحاكمات، لكن القيادة السياسية منذ البداية تغاضت عن الموضوع، وأنا من الناس التى تدربت مع 6 أبريل بصفتى باحثاً سياسياً وقتها.
■ ولماذا تغاضت القيادة السياسية عن ملف خطير كهذا؟
- كانت البداية الحقيقية للتحرك على الأرض بالنسبة لتلك المنظمات أعوام 2006 و2007 و2008، وأول تقرير خرج للمخابرات العامة فعلياً عن عمليات التدريب والتمويل كان سنة 1990، وقلنا فيه كل الحكاية كاملة وتبعاتها، ومبارك لم يكن يُصدق الأمر برمته، وشلة المستشارين اللى حواليه قالوا له «المخابرات العامة عايشة دور المؤامرة»، ولم يصدق إلا عندما أتينا له بالتقارير نفسها من مكتبة الكونجرس الأمريكى، ليقول وقتها فقط «اشتغلوا».
■ وكيف سارت الأمور بعد تلك الأعوام الثلاثة؟
- الفيصل هنا عام 2010، هناك حدث متغير جديد وهو أن مبارك عمره كبر، وكان رئيساً لمجلس الأمن القومى وقتها ولم يكن فى استطاعته مباشرة الأمور بنفسه، فأحال الأمر برمته إلى اللواء الراحل عمر سليمان لأول مرة، ومن هنا بدأت المخابرات العامة فى العمل وإعطاء معلوماتها للداخلية والجيش، لكن مجموعة عصابة الأربعة «سوزان وجمال مبارك، وزكريا عزمى، وصفوت الشريف» هم من كانوا يجنبون مبارك تماماً حيال هذه القصة.
■ وما مصلحة هذا الرباعى فى تجنيب مبارك عن هذا الملف؟
- أذكر أن حبيب العادلى وقتها قال «شوية عيال وهنلمهم»، وزكريا عزمى كان من مصلحته المباشرة أن يتولى جمال مبارك الحكم، فهو رجل كل المراحل، وكان يكره جهاز المخابرات العامة جداً وكذلك سوزان مبارك.
■ ما أسباب هذا الموقف من جانب رئيس الديوان الأسبق وحرم الرئيس، تجاه ذلك الجهاز الوطنى؟
- لأنه جهاز لا يوجد فيه فساد، ولا يمكن شراؤه ولا يمكن السيطرة عليه، فالقَسَم فى جهاز المخابرات العامة «الله الوطن بالأمر»، ولا يوجد قَسَم آخر، إذن هو جهاز ليس له أى منفذ، وكان لا بد أن يُنحى جانباً من وجهة نظرهم.
■ هل كانت لدى المخابرات العامة تقارير ضد أى منهما؟
- ضد سوزان لم يوجد شىء، لكن ضد زكريا كان ممكن فيه.
■ ماذا عن دور الراحل اللواء عمر سليمان فى تلك المرحلة؟
- مصر لن تأتى برجل مثل عمر سليمان إلا بعد 50 سنة، فهو جعل كل وزير فى مصر، خارج بره البلد، يطلب وجود مسئول الاتصال فى الجهاز وفقاً لمهمته، فالتخصص فى الجهاز أحياناً يستغرق 10 سنوات على الأقل، ونحن لدينا تاريخ عريق فى صناعة القرار، وأنا شخصياً أعطيت فرقة فى كيفية إدارة الأزمات للأمريكان، والجهاز أعطى فرقاً تدريبية لأوروبا كلها فى كيفية مواجهة التطرف «مسيحى، يهودى، إسلامى» وهذا التاريخ المشرف كان صنيعة عمر سليمان، فجهاز المخابرات العامة المصرية هو الوحيد فى العالم حتى الآن الذى لم يُخترق، يعنى معنديش ضابط مخابرات مصرى واحد «اتجند»، فى حين أن روسيا جندت من أمريكا، وأمريكا جندت من روسيا مثلاً! لكن جهازنا جند ناس من أمريكا وروسيا وإسرائيل وغيرهم، وفى المقابل «محدش عندى أنا اتجند ضد مصر».
■ ماذا عن دور المخابرات وفترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى.. وتحديداً فى إطار محاولات اختراق الجهاز واستبعاد أسماء بعينها من المسئولين عن ملفات النشاط الدينى؟
- قلت للواء رأفت شحاتة وقت أن تولى مسئولية الجهاز أن يصلى ركعتين ويستغفر الله وينسى القَسَم الذى حلفه أمام مرسى عند توليه الجهاز، لأن «هذا الحلفان مش بتاعنا». وعندما حاول الإخوان ومرسى اختراق الجهاز فتجدر الإشارة هنا إلى أن «العلم فى الراس مش فى الكراس»، ولو أى حد من المخابرات الأمريكية أو الموساد يعلم أين ملفات المخابرات العامة المصرية سأعطيه مليون دولار، فوثائق الجهاز ما يعرفش مكانها «الدبان الأزرق»، وهناك شعار فى الجهاز يقول «Need to know»، بمعنى «المعرفة على قدر الحاجة»، وأنا شخصياً وكنت وكيلاً سابقاً للجهاز لا أعرف مكانها، فكيف يمكن لخيرت الشاطر أو محمد مرسى أن يعرفا؟ ثم لماذا يريد الإخوان ملفات الجهاز؟ ماذا يريدون أن يفعلوا بها إلا إذا كانوا «هيبقوا جواسيس».
■ هل هذا الأمر له علاقة مباشرة بقضايا التخابر المتهم فيها مرسى وعدد من قيادات وأعضاء الإخوان؟
- جهاز المخابرات العامة لا علاقة له بما يحدث داخل البلد أو ما يحدث مع الإسلاميين أو غيرهم، الجهاز مسئوليته تتركز فى علاقة مصر بالخارج. أنت يا مرسى كنت عايز تاخد ملف أمريكا وإسرائيل وإيران من الجهاز ليه؟ علشان تدى كل دولة ملفها؟!
■ لكن مرسى كان رئيساً للبلد فى هذا التوقيت، فهل كان من حق الجهاز أن يحجب عنه ما يطلبه من معلومات؟
- حينما يتعامل الجهاز مع رئيس الدولة، أياً كان، فهو يتعامل معه فى إطار «صُنع القرار»، مستر مرسى لم يكن يريد صنع قرار، وكان عايز «أنجر فتة ويقعد ياكل، مش أكتر من كده»، هل فيه رئيس دولة يذهب زيارة إلى أى دولة فى العالم دون أن يخبر جهاز المخابرات والخارجية فى بلده، لكى ترتب له أمور الزيارة؟ مرسى لم يفعلها طول فترة حكمه، وكان شخصاً مشكوكاً فى ولائه لمصر منذ البداية، هو مرسى كان محبوس فى وادى النطرون قبل ثورة 25 يناير ليه؟ مش تخابر؟
■ هل كان لدى الإخوان وقت حكم مرسى أى محاولات لأخونة الجهاز أو إدخال عناصر تابعة لهم للعمل به؟
- نعم كانت موجودة، لكن حتى تطبق فعلياً كان لا بد من مرور 10 سنوات على الأقل، فوفقاً لنظام عمل الجهاز، لا يمكن أبداً أن يحدث هذا الأمر خلال سنة واحدة.
■ مرسى متهم بالتخابر فى كم قضية تحديداً؟
- متهم فى 8 قضايا منفصلة، لكن لأن السيسى رجل رحيم ويراعى الله كثيراً، فقد دمجها فى قضيتين فقط، فهناك قضية للتخابر مع حماس، ومع إيران، ومع تركيا، ومع قطر، ومع أمريكا، وكلها قضايا تخابر مثبتة ونشاط هدام وضرب للأمن القومى المصرى.
■ لكن دفاع الإخوان ينفى تلك الاتهامات ويقولون إن من حق مرسى كرئيس دولة التواصل مع كل دول العالم أثناء فترة رئاسته؟
- مرسى العياط تخابر مع أمريكا وتركيا وحماس قبل أن يصبح رئيساً لمصر. ودخل السجن بتهمة التخابر قبل أن يهرب منه فى قضية اقتحام السجون أثناء أحداث 25 يناير.
■ ألا تضع هذه الجملة علامة استفهام كبيرة فى كيفية وصول متهم بالتخابر إلى حكم مصر ورئاسة البلاد؟
- كان ذلك قرار قيادة سياسية لا علاقة له بجهاز المخابرات، وهو دخل السجن بتهمة التخابر، لكن لم تحقق معه النيابة ولم تحول القضية للقضاء، فقيل وقتها «أوكيه، هذه ثغرة يمكن العمل من خلالها بما أنه لم يجر الحكم عليه، ولم تثبت عليه بالدليل القاطع هذه التهمة»، فى حين أن ردى هنا محدد «المخابرات العامة لا تقدم أى قضية إلا إذا كان لديها الدليل القاطع، ومُثبتة بنسبة مية فى المية، فالجهاز ممكن أن يعمل فى قضية واحدة من 5 إلى 6 سنوات كاملة». أما قصة «هم سمحوا له ليه يبقى رئيس مصر؟» فهذا السؤال يوجه إلى رئيس الدولة فى هذا التوقيت، المشير محمد حسين طنطاوى، وقد يكون لديه أسبابه، لكن فى النهاية، القضايا المتهم فيها مرسى قبل أن يصبح رئيساً «تخابر تخابر» بلا جدال. وأثبت المستشار خالد المحجوب، قاضى قضية وادى النطرون بالدليل القاطع تخابر الإخوان وجرم وقذارة كل تيارات الإسلام السياسى وجرم وقذارة النخب السياسية الموجودة فى مصر أيضاً.
■ هل يعنى هذا أنه كانت هناك شكوك مبكرة فى خيانة مرسى؟
- نعم، من قبل أن يكون رئيساً للجمهورية.
■ تحدث الإعلام عن قضيتى تخابر محددتين مع قطر وأمريكا، ماذا عن قضيتى إيران وتركيا؟
- هناك وثائق تثبت أنه قبل ثورة 25 يناير، كانت هناك اتصالات قال فيها مرسى «نبارك 25 يناير، لكنى أعترض على التاريخ»، وقال تحديداً «نحن كان المفروض ننفذ 2015 مش 2011» مع من هذه المكالمات؟ مع أحمد عبدالعاطى الإخوانى مدير مكتب مرسى لاحقاً بعد أن أصبح رئيساً وكان عبدالعاطى وقتها فى اجتماع سرى فى تركيا يضم جهاز المخابرات التركى وCIA، ومن هنا بدأت تفاصيل عملية التخابر. مرسى كان يأخذ تعليماته من المخابرات التركية وCIA قبل 25 يناير والتى أعطى مرسى بناء عليها التعليمات بتنفيذ الخطط المتفق عليها للإخوان، وكل هذا مثبت. يوم 27 يناير ليلاً بدأ التخابر مع حركة حماس، وكل ما أقوله مُثبت، فالجماعة المحظورة وقتها كانت تتخابر مع 3 أجهزة مخابراتية، أما عندما أصبح مرسى رئيساً، فالأمر كان أشد وقاحة وعمالة» هل يوجد رئيس دولة يُخرج معلومات تخص بلده لجهاز مخابرات خارجى؟ هو فعل ذلك مع قطر وإيران، وهل يوجد رئيس جمهورية يطلع يقول «يا جماعة الشبكة بتاعتكم فى مصر خلى بالكم بتراقبها المخابرات العامة المصرية، خذوا بالكم إن المخابرات هاتقبض على القنصل بتاعكم وعناصركم كمان 3 أو 4 أيام؟
■ هل حصل مرسى على تقارير سيادية من الجهاز، وتصرف عكسها؟
- المخابرات العامة المصرية لم تعط شيئاً حقيقياً لمستر مرسى! قولاً واحداً فاصلاً.
■ قد يفهم البعض من ذلك أن المخابرات لم تتعاون مع مرسى وبمعنى آخر «تآمرت عليه»؟
- لا. المخابرات لم تتآمر على مرسى، بل مرسى هو الذى تآمر على مصر منذ وقت مبكر، ونحن نعلم أنه «خائن» من قبل أن يكون رئيساً، وهنا السؤال: أعطى له معلومة ليه؟ والمهم: ما الذى كان يريد أن يحصل عليه؟
■ هناك من سيرد على هذا الكلام بالتساؤل: كيف يكون شخص خائن رئيساً لمصر بينما لدينا كل الإثباتات على ذلك ومنذ وقت مبكر؟
- قلت إن القرار فى النهاية لم يكن بناء على رؤية جهة واحدة، فهناك ظروف داخلية مُصاحبة، وتقديرات إقليمية ودولية، ومش المفروض نعرف كل هذه التفاصيل.
■ ماذا عن دور المشير طنطاوى فى هذه المرحلة العصيبة وكيف أدار الأمر وسط تلك الظروف؟
- سأقول شيئاً قد لا يكون مبرراً كافياً لما حدث، لكنى أعتقد أن المشير طنطاوى سنه كبر وعجّز، وبالتالى بذرة الشجاعة كل مدة تقل قوتها، ويبدو أنه لم يكن قادراً على مواجهة كم كبير من الضغوط الإقليمية والدولية والداخلية أيضاً، وهنا سيقفز سؤال، إذن لماذا استطاع أن يواجهها السيسى؟ لأن السيسى معه رئيس أركان قوى مثل صدقى صبحى، وتقارير القوات المسلحة الصادرة يوم 20 يونيو قالت «إن 95% من الجيش قالت له لو أنت ما أخدتش القرار، هم هاينزلوا ياخدوا القرار»، وبالتالى الجيش فى ظهره، ومش بيطلب منه يعمل انقلاب أو يعمل حاجة غلط، هو بيقوله انزل علشان ما تخليش الشعب يقتل بعضه، دول ناس «كفرة» ولازم نحمى الشعب منهم.
■ عفواً، هذا الجيش الوطنى المصرى هو نفسه الجيش فى عهد طنطاوى؟
- صح «هو هو»، لكن الاختلاف الوحيد أن الفريق أول صدقى صبحى رفع كفاءة الجيش لدرجة عالية والعالم كله تكلم عنها، والشاهد على ذلك أن الجيش أعاد انتشاره فى 27 محافظة بكامل قوته فى 72 ساعة فقط.
■ هناك كلام كثير قيل عن نتيجة انتخابات الرئاسة التى فاز بها «مرسى» والقضاء ما زال يتداول القضية.. ماذا عن دور اللجنة العليا للانتخابات وكيف حُسمت النتيجة لصالح مرسى فى حين أن هناك من يجزم بفوز الفريق أحمد شفيق؟
- اللجنة العليا للانتخابات كان فيها رجل سمح لـ«مرسى» أن يحكم مصر، وهو حاتم بجاتو وكانت الأمانة السياسية والقضائية والعدالة تُحتم عليه الاعتراض، لكنه لم يفعل، وهو علم ولم يُبلغ. نعم شفيق كان فائزاً فى انتخابات الرئاسة، والحرس الجمهورى أخد تعليمات بتأمين منزله بالقاهرة الجديدة ومكث فى المنزل بالفعل 27 دقيقة، ثم وصلت تعليمات بمغادرة المنزل والتوجه لمنزل «مرسى». وطارق حجى «الكاتب والمفكر الليبرالى» قال فى تصريحات لـ«واشنطن بوست» إنه ذهب فى ذلك اليوم إلى السفارة الأمريكية وكان يجلس مع رئيس المخابرات المركزية الأمريكية «CIA» ووزير الخارجية جون كيرى، وقال له رئيس «CIA»: «إحنا اللى نجحنا مرسى». وهنا دخلت آن باترسون، السفيرة الأمريكية فى ذلك الوقت المكتب، وكررت نفس الجملة «إحنا اللى نجحنا مرسى، مرسى ما كانش ناجح»، وخرج طارق حجى بعدها ليقول إنه سيطلب جلسة استماع فى الكونجرس الأمريكى تحت القسم وسأستدعى فيها آن باترسون وذلك المسئول بالمخابرات. أضيف إلى ذلك أن مصادر موثوقاً بها قالت لى «نحن على استعداد لكى نشهد أن هناك قرى كاملة فى الصعيد لم تخرج للتصويت فى الانتخابات، تحت تهديد سلاح الإخوان والتيارات الإسلامية الأخرى».
■ لكن جلسة الاستماع تلك لم تتم؟
- لا أعرف السبب، لكن يبدو أن «حجى» تعرض لضغوط.
■ تردد أن المشير طنطاوى أيضاً لم يكن يريد الفريق شفيق أو عمر سليمان رئيساً لمصر.. هل هذا صحيح؟
- طنطاوى لم يكن يريد عمر سليمان أو أحمد شفيق رؤساء لمصر بأى حال من الأحوال، وهذا يعود لكم كبير من «الحزازيات» مع طنطاوى، ومن الأسباب الكبيرة لموت عمر سليمان هو «الطعنتان الغادرتان» اللتان تلقاهما قبل وفاته، الأولى تهميشه وهو نائب رئيس جمهورية، حينما قرر المجلس العسكرى حكم البلد «وقعدوه فى البيت»، والطعنة الثانية «عمر سليمان الذى دوّخ أجهزة مخابرات العالم، يطلع له فقط 40 توكيل للترشح للرئاسة فى أسيوط أثناء فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية! وهذه القصة تحديداً وراءها «طنطاوى وبجاتو»، وعرفت معلومات مؤكدة تشير إلى أنه قبل إغلاق باب الترشح بـ6 ساعات أرسل عمر سليمان صندوقين للتوكيلات من أسيوط، واللجنة العليا للانتخابات لم تقبلهما.
■ ما حقيقة تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى.. إلى من ينتمى؟ وما ملابسات نشأته؟
- هو تنظيم نشأ لأول مرة وترعرع فى فلسطين وانتقل إلى سيناء، وكان فى بدايته لا يتعدى عدد عناصره أصابع اليد، ونحن لدينا عرف فى الإرهاب الدولى يقول إن كل التنظيمات الإرهابية تتجمع تحت راية واحدة، ومن يقول إن «أنصار بيت المقدس» هو المسئول عن كل العمليات التى تحدث، فأقول له: «أين الجهاد الإسلامى، والتكفير والهجرة، وحزب الله، والعشرون تنظيماً مسلحاً الذين كانوا فى غزة وسيناء؟»، كل هذه التنظيمات تعمل تحت راية «أنصار بيت المقدس»، وحينما حاولوا تغيير اسم «أنصار بيت المقدس» إلى «جند مصر» لم يحصل اسم التنظيم على «الشو اللازم» فعادوا مرة أخرى إلى لافتة «أنصار بيت المقدس».
■ هل ينطبق ذلك على تنظيم «داعش» الإرهابى أيضاً؟
- هذا الكلام ينطبق أيضاً على تنظيم «داعش»، فـ«داعش» هى بقايا فلول تنظيم القاعدة، وكان منهم مصريون، لكن كلهم عجزوا عن أن يكونوا قادة، فأصبحوا إما يدربون أو يخططون، لكن لا ينفذون أى عمليات بأنفسهم، والبداية الحقيقية كانت من خلال اعتماد هؤلاء الرؤوس على تدريب الشباب العراقى الصغير، خاصة «السُّنة» منهم، ومن هنا بدأ ظهور «داعش»، لكن الدواعش فى الحقيقة لا يساوون قيمة الستة أحرف التى يتكون منها اسمهم! فكل ما يحدث مجرد «شو» لا أكثر، لتضخيم قوته وحدث ذلك من خلال عمليات الذبح التى ينفذونها.
■ لكنهم يعملون تحت غطاء نصرة المثلث السنى فى العراق ضد «المالكى»!
- عندما انتفض المثلث السنى فى العراق منذ أسبوعين، من فعل ذلك؟ هل كانوا الدواعش؟ أبداً، الذى فعل ذلك «كتائب الحرس الجمهورى لصدام حسين، والقوات الخاصة العراقية، وبقايا الجيش العراقى» وعندما استقال «المالكى» وبدأت تأتى لهم إشارات من السعودية ومن مصر ومن بعض القوى الإقليمية بأنكم ستحصلون على حقوقكم، وأن المثلث السنى لن يُترك، ماذا حدث؟ كل القيادات السنية جلست فى المنزل فى انتظار ما تم وعدهم به، وكل السلاح المستخدم هو سلاح القبائل العربية السنية، وبقايا ما أُخذ من أيام «صدام»، فلا يمكن أبداً أن يخرج واحد من «داعش» ليقود مدرعة أو دبابة، فماذا حدث بعد ذلك؟ أصبحت «داعش» بمفردها، فماذا فعلوا؟ اتجهوا إلى منطقة «ديالى»، وهناك 6 من قيادات «داعش» تم قتلهم بخلاف المئات من عناصرهم، فرجع التنظيم يجر أذيال الخيبة.
■ خرجت شائعة مؤخراً بأن مصر توافق على اتفاقية تعطى جزءاً من سيناء لشعب غزة؟
- لا يمكن، همّا فاكرين سيناء «بتاعة بابا أو ماما أى حد من حقه يعمل اللى هو عايزه؟».
■ هل أثيرت أى أحاديث من هذا النوع إبان فترة حكم «مبارك»؟
- الحكاية بدأت أساساً فى الثمانينات، سياسة «الوطن البديل» وكان وراءها «شامير وشارون» وكان مخططاً أن تكون فى الأردن، وليس سيناء، و«شارون» قبل أن يدخل فى الغيبوبة تفتق ذهنه عن أن يتحدث فى هذا الأمر مع حسنى مبارك، وبالفعل اتصل به فى أوائل التسعينات وكان حسنى مبارك حاداً للدرجة التى أخافت إسرائيل، وقال «مبارك» لـ«شارون» بالحرف الواحد: «لو فكرتوا تعيدوا الكلام ده تانى، ممكن مصر تبقى فى حالة حرب مع إسرائيل»، وهذه شهادة للتاريخ فى حق «مبارك».
■ هل تذكر واقعة لها علاقة بالتغطرس الأمريكى فى عهد «مبارك»؟
- محدش قدر فى مصر يقف أمام «ديك تشينى ورامسفيلد» بحزم سوى اللواء الراحل عمر سليمان، وحسنى مبارك كان خائفا من الجلوس مع ديك تشينى فى إحدى الزيارات الرسمية لمصر، «تشينى» نائب الرئيس الأمريكى السابق، كان يمينياً متطرفاً ومتعجرفاً، لدرجة أنه فى مرة طلب من عمر سليمان أن يجلس معه أولاً، وبالفعل جلس «سليمان» معه وقال له: «عليك أن تتحدث مع الرئيس مبارك بكل تهذيب وأدب، فقال له تشينى: لا، أنا أتكلم براحتى، أنا أمريكا»، فطرده «سليمان» من مكتبه، وقال له: «المقابلة انتهت اتفضل»، وبالفعل خرج «تشينى» من المكتب ولم يقابل «مبارك».
■ منذ متى بدأت التفاهمات المشتركة ما بين الإخوان وأمريكا وأوروبا؟
- أول اجتماع تم بين «CIA» والإخوان فى مصر كان فى منزل القيادى الإخوانى محمد سعد الكتاتنى عام 1990، وفى عام 1991 كان فى بيت القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، فى إطار العمل المشترك ضد مصر، وفى الستينات خرج الإخوان من مصر فى اتجاهين، «الفقير» فى اتجاه دول الخليج، و«الغنى» فى اتجاه دول أوروبا، وفى أوروبا بدأوا يعقدون اتفاقات ضمنية خاصة فى 4 دول مقابل فتح المجال الاقتصادى، لهذا ظهرت الإمبراطوريات الاقتصادية للإخوان فى كل من ألمانيا والدنمارك وفرنسا وبريطانيا، أما فى الثمانينات، فقد عقدت ما بين هذه الدول والإخوان اتفاقات أخرى، هى «أنا هسيبك تشتغل زى ما أنت عايز، وسأحاول أن أساعدك فى دولتك لكى تصل إلى الحكم»، مقابل أن الساحة الأوروبية تخلو تماماً من أى عمل إرهابى، وهذا ما حدث بالفعل، حتى 11 سبتمبر التى حدثت فى أمريكا، قبلها كان محمد عطا يشرب الخمر، ألم يكن هناك سيناتور فى بريطانيا طالب بطرد الإخوان منها منذ فترة وأمهلوهم فترة زمنية لتنفيذ ذلك، أين ذهبت هذه التهديدات؟ علينا أن نعرف تماماً أنه لا يوجد أى قرار تتخذه بريطانيا لدعم الاتحاد الأوروبى إلا بموافقة أمريكية، فبريطانيا هى الذراع اليمنى لأمريكا فى أوروبا.
■ تبدو اللعبة السياسية على الساحة الآن فيها الكثير من المناورات ضد مصر؟
- مصر لديها من الوسائل والإجراءات والقوة ما يمكنها من أن ترغم قوى استراتيجية إقليمية على أن تلتزم حدودها فى الوقت المناسب، وتركيا مثال واضح على ذلك، تتهور ولكن فى لحظة محددة تلتزم حدودها، وإيران وإسرائيل كذلك، هل سمعنا إسرائيل مثلاً تكلمت طوال الثلاث سنوات الماضية عن أى شىء يتعلق بمصر؟ لا، لم يحدث، لأنهم «فاهمين» تماماً الحقيقة، هى ترى أن مصر «الكعكة الكبيرة»، لكنها أبداً لا تلعب مثل هذه اللعبة مع مصر.
■ تخرج كل فترة أصوات تتحدث عن المصالحة بين الإخوان والدولة ومؤخراً جرى الحديث عن وساطات أوروبية عبر بعض الإخوان المنشقين؟
- لا مصالحة على الدم، والشارع غير قابل للمصالحة، والرئيس السيسى لا يملك بأى حال عقد مصالحة مع الإخوان، لأن الذى أوصله للحكم هو الشعب، والشعب لا يريد المصالحة، هل قتل الإخوان أفراداً من الشرطة والجيش فقط؟ لا، فلقد قتل الإخوان أيضاً مواطنين فى الشارع، وكل طفل تيتم بسبب العمليات الإرهابية له «ثأر» مع الإخوان، والإخوان كانوا يعتقدون أنهم سيعودون بعد 10 - 15 سنة، ولكن الحقيقة الدامغة الآن أنهم لن يعودوا للأبد، لأنه أصبح بينهم وبين الشارع «ثأر»، ففى المنصورة على سبيل المثال هناك «ثأر» ما بين 15 عائلة والإخوان، والشرقية كذلك، وكل محافظات مصر كذلك تقريباً.
■ ألا يمكن أن تضغط أمريكا على مصر بالدفع نحو إجراء المصالحة؟
- لا يمكن، القصة «خلصت خلاص»، وأمريكا اليوم هى «اللى بتتحايل علينا ناخد الطائرات الأباتشى وإحنا قاعدين حاطين رِجل على رجل، مش عايز أباتشيك هنجيب من روسيا».
■ ألا يمكن أن تستخدم أمريكا المعونة العسكرية لمصر كوسيلة ضغط من ناحية أخرى؟
- لو أمريكا لا تريد إعطاءنا ما نحتاجه، بمنتهى البساطة نستطيع الحصول عليه من دول أخرى. سوق السلاح العالمية مفتوحة على مصراعيها، نحن فى القرن الواحد والعشرين ولم تعد مصانع التسليح ما بين أمريكا وروسيا فقط.
■ هل عقد روسيا لاتفاقات تسليح مع مصر يعد أحد أسباب تغير الموقف الأمريكى مؤخراً تجاه مصر؟
- «البنتاجون» قاسم أعظم مشترك فى قرارات أمريكا فيما يتعلق بمصر ومنطقة الشرق الأوسط، ومن البداية قال البنتاجون لـ«أوباما»: «مش عايز اللعبة دى، اهدى يا أوباما، تصرفاتك كلها خطأ تجاه مصر» لكن «أوباما» لم يهتم بهذا الكلام، ولا يفهم طبيعة الشعب المصرى، لكن البنتاجون يفهم ذلك تماماً، فنحن شعب طيب جداً، لكننا شعب عنيد جداً.
■ إلى متى ستستمر المسيرات الإخوانية فى الشارع؟
كم يبلغ إجمالى عددهم؟ بالكتير 200 أو 100 شخص، وكلهم مأجورون، ويتآكلون بمرور الوقت، ومصر تملك إمكانيات كبيرة لا يعلم عنها أحد شيئاً، فنحن نملك قوات «الشبح» فى الشرطة، أُنفق عليها 200 مليون دولار وهذه القوات لم تنزل للشارع حتى اليوم، لأنها لو نزلت الشارع لن يتحملها أحد، وهى تصنف كثانى أقوى قوات خاصة شرطية على مستوى العالم، هل رآها أو سمع عنها أحد؟ لم يحدث.
■ هل تتفق مع القول بأن الإخوان وراء أزمة الكهرباء التى تعانى منها مصر؟
- أملك وثيقة تدل على أن قيادات الإخوان وراء أزمة انقطاع الكهرباء التى فى مصر، وتخطط الآن لتدمير «مواسير» المياه فى عدة مناطق فى مصر، من خلال حجب المياه فى مناطق معينة، ثم تركيزها فى مناطق أخرى فتنفجر فى مناطق أخرى، وهذا الأمر سيحدث أيضاً بالنسبة لمواسير «المجارى» بل وخلط مواسير المياه بالمجارى.
■ ما مصدر تلك الوثيقة؟
- الوثيقة خرجت من عند خيرت الشاطر عن طريق أحد المحامين مؤخراً، وجاءت منها صورة لى من خلال أحد مصادرى، وفيها تعليمات واضحة بالنص «يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فيما يتعلق بموضوع الكهرباء خاصة منطقة القاهرة الكبرى»، كما ورد فى الوثيقة أن التعليمات الجديدة تتحدث عن أن المنطقة التالية لتدمير محطات الكهرباء هى شمال الصعيد، وهذا ما حدث بالفعل فى نفس اليوم الذى خرجت فيه الوثيقة، حيث حدث أن «المنيا وأسيوط وبنى سويف» كلها ضلمت. وعملوا تجربة واحدة ما بين مدينة نصر والقاهرة الجديدة منذ فترة قريبة، بخصوص المياه، وبالفعل انقطعت عن ناس كتيرة فى مناطق متفرعة، فأصبحت الماسورة الرئيسية عليها ضخ هائل، فانفجرت، ونفس القصة ستتكرر فى مناطق أخرى. والمصيبة الأكبر أن عندى معلومة أن الإخوان فى نيتهم زيادة مادة الكلور فى المياه فى بعض الأماكن، حتى يُصاب المصريون بالفشل الكلوى والتسمم أيضاً، وهذه تعليمات من خيرت الشاطر ملخصها تنفيذ خطته لـ«ضرب الكهرباء، وقطع المياه، وتسميم مياه الشرب بالكلور وخلطها بمياه المجارى»، وبموافقة أعضاء مكتب الإرشاد المحبوسين حالياً.
■ هل يعنى هذا أن قطاعات الكهرباء والمياه والمجارى جرى أخونتها بدرجة كبيرة؟
- طبعاً، والإخوان فى هذه القطاعات يعملون فى المراكز القيادية، ويعطون أوامر مباشرة ويعرفون تفاصيل كل قطاع بأدق التفاصيل والفرعيات.
■ هل من المعقول أن تخرج ورقة من خيرت الشاطر وهو فى السجن تحمل كل هذا القدر من الخطط؟
- هو خيرت الشاطر، أقسم بالله، والمحامى الذى خرج بالورقة لم يُفتش، لأن المحامين لا يخضعون للتفتيش. وتضمنت الوثيقة توجيهات لكل القيادات فى قطاع الكهرباء من الإخوان «إنهم ما يخافوش وانديهم فلوس يأكلوا عيالهم، وهنجيب لهم عقود عمل فى الدول العربية وسنركز على بعض الدول التى وقفت مع مصر فى ثورة 30 يونيو علشان تعملوا معاهم نفس اللى عملتوه فى مصر»، يعنى كمان بيتآمروا على دول الخليج وهم فى السجن، مكتب الإرشاد يعمل وهو فى السجن.
■ وكيف يمكن السيطرة على أخونة مؤسسات حيوية مثل قطاعات الكهرباء والمياه والصرف الصحى؟
- المفروض أن كل من هو إخوانى يتم إبعاده عن المراكز القيادية فى أى قطاع حيوى فى مصر، كما يجب إعدام 3-4 من الإخوان المتهمين على الأقل فى قضايا قتل مباشر، مثل عادل حبارة المتهم بقتل جنودنا فى سيناء، وستجد بعدها باقى الإخوان وقد ذهبوا إلى جحورهم مرة أخرى، وهاجروا من البلد، لأن الإخوانى فى النهاية «كائن مرتزق» لا علاقة له بالدين أو الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى