آخر المواضيع

آخر الأخبار

07‏/10‏/2014

جمال سلطان يكتب : دلائل فشل زيارة السيسي الأولى لأمريكا

جمال سلطان يكتب : دلائل فشل زيارة السيسي الأولى لأمريكا

في الأسبوع قبل الماضي الذي شهد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأولى للولايات المتحدة ، للمشاركة في أعمال قمة الأمم المتحدة عرفت مصر احتفالية كبيرة وصخبا غير عادي في الصحافة والفضائيات والمنتديات وأيضا احتفالات في الشوارع في نيويورك ، حيث صوروا لنا الزيارة بأنها فتح تاريخي لمصر ، وصححت صورتها في العالم وأن السيسي نجح في إقناع العالم بأن مصر اختارت الطريق الصحيح وأن مصر ستضرب النموذج في بناء الدولة الحديثة التي تحترم الديمقراطية والحريات العامة ، وأن الأمريكان أصبحوا الآن مقتنعين تماما بخطأ نظرتهم لما حدث في مصر في أعقاب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي ، وقد سال مداد اقلام كثيرة تحدثنا عن هذا التطور الكبير ، وتعليقات وتحليلات الخبراء الاستراتيجيين "إياهم" الذين تمتلأ شاشات الفضائيات بوجوههم وخطبهم العصماء عن انبهار العالم بشخصية السيسي وحكمته وحضوره الآسر ، وقد وصلت موجة الصخب إلى منابر المساجد حيث خطب وزير الأوقاف الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الأحمدي أبو النور في خطبة العيد من فوق المنبر أمام السيسي لكي يشرح بلغة "شرعية" رصينة كيف حقق السيسي إنجازا تاريخيا في نيويورك وبدا عالم الأزهر متقمصا بذلة وزير الخارجية المصري وهو يشرح كيف اقتنع العالم برؤية السيسي وكيف أحبه العالم كله بعد أن وضع الله محبته في الأرض فأحبته الملائكة ثم أحبه البشر . غير أن المقال الصادم الذي نشرته صحيفة النيويورك تايمز واسعة الانتشار والتأثير وصانعة القرارات في مؤسسات الإدارة الأمريكية وأجهزتها أول أمس السبت بخر كل هذه الزفة ، وكشف عن أن كل ما نشر حول النجاح التاريخي لزيارة السيسي لأمريكا كان محض خرافات ، وأن مؤسسات صناعة الرأي العام وصناعة القرار في أمريكا تنظر بصورة شديدة السلبية تجاه مصر ، ولم يقنعها كلام السيسي في الأمم المتحدة بأي درجة ، بل سخرت من الخطاب وحديثه عن احترام الحريات ، وقالت أنه يبيع لنا هنا كلاما غير صحيح ، بينما يصنع نظامه في القاهرة واقعا مغايرا بالكامل ، وبدا من المقال الغاضب أن رحلة السيسي والزفة التي صاحبته أتت بنتيجة عكسية تماما . المقال المروع الذي نشرته النيويورك تايمز لا يحمل اسم كاتبه ، بما يعني أنه رأي الصحيفة وما استقرت عليه سياستها التحريرية فيما يتعلق بالشأن المصري ، وهو ما سوف ينعكس حتما في اتجاهات الرأي فيها خلال المرحلة المقبلة ، والمقال يصف ما يحدث في مصر حاليا بأنه "ظلام وقمع" ويقول : (إن ما تعيشه مصر هذه الأيام هو فترة قمعية أسوأ بكثير من تلك التي عاشتها إبان أكثر فتراتها الظلامية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك) ، وسردت الصحيفة العديد من التوجهات التشريعية والإجرائية التي تدعم رأيها ، ووصل الحال بها إلى حد الطعن في انتخاب السيسي للرئاسة ووصفت الانتخابات بأنها مزورة وغير شرعية وأن السيسي أتى عبر انقلاب ، كما وصفت تسرع الحكومة المصرية بتصنيف جماعة الإخوان التي تصدرت المشهد السياسي في مصر في أعقاب ثورة يناير بأنها "جماعة إرهابية" كان قرارا غير عادل ، والأخطر ـ في تقديري ـ فيما قالته الصحيفة التي يهتم بمتابعتها يوميا كبار القادة الأمريكيين من الرئيس الأمريكي وأركان بيته الأبيض إلى قيادات الكونجرس إلى قيادات الخارجية إلى خبراء العلاقات الدولية ، الخطير أنها أشارت إلى أن تزايد مستويات القمع وحصار الحريات في مصر يهدد بظهور تيارات عنف دموي على النحو الذي تعاني منه الولايات المتحدة في سوريا والعراق ، أو حسب قول الصحيفة : (في الوقت الذي تحارب فيه الولايات المتحدة المتطرفين السنة في كل من العراق وسوريا وتحاول عزل الجماعة الإرهابية المسماة "داعش"، فإن الاستبداد في مصر سيؤدي إلى إقناع أعداد كبيرة من المواطنين بأن العنف هو الأداة الوحيدة التي يمكنهم استخدامها للتعبير عن أنفسهم) ، وهذا الكلام من الصحيفة الأمريكية يعني أنها تشير إلى أن السياسات الحالية التي تتخذها القاهرة تمهد الطريق لتخليق السيناريو العراقي والسوري في مصر . الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار والتأثير ختمت مقالها العنيف بدعوة الإدارة الأمريكية إلى مراجعة علاقتها بالقاهرة خلال الأشهر المقبلة وأن عليها أن تبعث إلى السيسي بالرسالة التي تؤكد أنها لم تعد قادرة على تجاهل تلك الانتهاكات والانحراف عن المسار الديمقراطي ، وأن الدعم العسكري والاقتصادي الذي تقدمه للقاهرة ينغي أن يرتبط بتصحيح هذا المسار ـ حسب قولها ـ كما أعطت الصحيفة إشارة موحية إلى قلق أمريكي من مستقبل نظام السيسي .

هذا المقال العاصف يعني بوضوح كاف أن رحلة السيسي لم تكن مقنعة وأنها فشلت تماما في تغيير قناعات الرأي العام الأمريكي والعالمي ، بل إنها زادت من مستوى المعارضة للنظام المصري الجديد في أوساط نخبة صناعة الرأي العام وصناعة القرار في أمريكا شعبيا وحكوميا ، وأنها ـ في النهاية ـ ربما أتت بنتيجة عكسية . دنيا النفاق ، وحاشية النفاق ، السياسي والإعلامي والديني ، هي أخطر ما يضر أي حاكم أو قيادة سياسية ، ومع الأسف لا يعلو في مصر اليوم أي صوت عاقل ، لأن أصوات النفاق تملأ الفضاء ـ السياسي والإعلامي والديني ـ وتحظى بحنو واضح من أجهزة القوة والتأثير ، وخطورتها أنها تصنع عالما من الأوهام حول القيادة وتخدرها عن إدراك حجم المخاطر والأخطاء وحقيقتها ، حتى تقع الكارثة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى