"تعديل الوزارات الاقتصادية" خبر أشيع بقوة في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام بسبب فشل الحكومة في التعامل مع الأزمات وارتفاع الأسعار، إلا أن هذا التعديل لم يحدث على الأقل حتى الآن.
خبراء وسياسيون، رأوا أن التراجع عن إجراء تعديل وزاري خاصة في الحقائب الاقتصادية يعود إلى أن أزمة الحكومة تكمن في غياب الرؤية وليس الأشخاص والتعديل الوزاري لن يقدم جديد بجانب اقتراب الانتخابات البرلمانية الذي من المتوقع أن يطيح بالحكومة.
وقال الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي، إن الأزمة في حكومة المهندس إبراهيم محلب، ليست فقط قلة الكفاءات، وإنما غياب الرؤية.
وأضاف غباشي لـ "مصر العربية"، أن مشكلة الحكومات المتعاقبة منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، هو غياب الرؤية والحنكة السياسية حول التعاطي مع مختلف الأزمات التي تمر بها مصر.
وتابع: "السلطة التنفيذية دائما ما تعتمد في اختيار الأشخاص لتولي الحكومة أو الوزارات على أساس الولاء والثقة وليس الكفاءة".
وأكد أن الحكومات تحتاج إلى أشخاص لديهم رؤية للتفكير خارج الصندوق، فمصر تحتاج إلى كفاءات من نوع خاص للمرور من النفق المظلم الذي نعيشه.
ولفت إلى أن تعديل الحكومة الحالية لن يقدم أو يؤخر طالما لا توجد رؤية وتحديدا سياسية، في التعامل مع مختلف الأزمات.
وشدد على أن الحكومات القادمة لن تحقق أية نجاحات طالما تغيب عنها الرؤية، محذرا من خطورة استمرار الأداء الحكومي السيء في ظل ارتفاع الأسعار والأزمات العديدة التي يعاني منها الشعب وضعف الأداء الاقتصادي.
واتفق مع غباشي، السفير معصوم مرزوق القيادي بالتيار الشعبي، من حيث أن أبرز المشكلات التي تعانيها حكومة محلب هي غياب الرؤية السياسية للأزمات التي تمر بها مصر.
وقال مرزوق لـ "مصر العربية"، إن الحكومة الحالية لا تمتلك أية رؤية تمكنها من وضع حلول عملية للأزمات، فضلا عن رفضها التعاطي مع ما يقدم إليها من مقترحات من قبل الأحزاب السياسية.
ورأى أن الحكومة لا تعرف ما تريد ولا كيف تحقق الأحلام التي تطلق بين الحين والآخر.
وأشار إلى أن الحكومة بدأت تفكر في التعامل مع نتائج المؤتمر الاقتصادي بعد شهرين من انتهائه، ومع هذا تخرج تصريحات المسئولين حول النتائح متضاربة.
واعتبر القيادي بالتيار الشعبي، الأزمات الاقتصادية التي تشهدها مصر أكبر تحديات الحكومة وأي حكومة مقبلة، رافضا إجراء تعديل وزاري طالما أنها حكومة بلا رؤية فالتغيير لن يقدم إضافة قوية - بحسب رأيه -.
واستطرد:" الأسعار ارتفعت بشكل جنوني خلال الأيام القليلة الماضية، في وقت تخرج تصريحات للرئيس السيسي عن ضرورة توفير الاحتياجات قبل شهر رمضان".
ضبط الأداء
من جانبه، أكد الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، أن الحكومة الحالية لم تقدم جديدا في التعامل مع الأزمات اليومية.
وبيّن العزباوي لـ "مصر العربية"، أن الحكومة وضعف أدائها ملحوظ للجميع، والحديث عن تعديل في الحكومة الآن، لن يأخذ حيزا، خاصة أن الانتخابات من المتوقع أن تبدأ عقب شهر رمضان، وبالتالي لن يقدم السيسي على ذلك.
وطالب العزباي السيسي ضبط أداء الحكومة ومطالبة الوزراء بالعمل بأقصى طاقة للتعامل مع الأزمات اليومية؛ حتى لا يخسر رصيده أكثر لدى الشارع بسبب السياسات الخاطئة من الحكومة.
واختتم: "في أغلب الظن أن حكومة محلب لن تبقى عقب الانتخابات، وستشكل حكومة جديدة، لأن استمرار حكومة محلب ينذر بأزمات أكثر وأكثر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى