نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، تقريرا قالت فيه إن قلة في كل من سوريا ولبنان ستحزن لوفاة مدير الأمن السياسي السوري السابق «رستم غزالة»، ولكن الكثير من الناس سيحزنون على الأسرار التي حملها معه إلى القبر.
وأشر التقرير، إلى أن «غزالة» ترأس منصب مدير الأمن السياسي قبل عزله من منصبه الشهر الماضي، ولكنه كان سيئ السمعة لعمله في لبنان مديرا للأمن السياسي أثناء الوجود السوري هناك، حيث خضع لبنان للحكم السوري تقريبا في الفترة ما بين 1976 و2005، وانتهى ذلك بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق «رفيق الحريري».
وأوضح التقرير أنه بالإضافة إلى معرفة «غزالة» العميقة بالمجموعة المقربة من «الأسد»، فإن الكثيرين في المنطقة يرون أنه أدى دورا مهما في اغتيال «الحريري»، وربما كانت وفاته الغامضة هي للتخلص من أحد المرتبطين بالجريمة، بعد رحيل «غازي كنعان» وصهر الأسد «آصف شوكت».
ونقل التقرير عن الصحافي في الصحيفة اللبنانية «النهار»، «نبيل بومنصف» قوله: «إنه شيء غامض، فالناس يتابعون التقارير عن أشخاص مثل غزالة لمحاولة معرفة ماذا يريد النظام عمله»، مضيفا: «ليس لدينا دليل، ومن المستحيل الثقة بالموالين للنظام أو مصادر المعارضة، وليست لدينا حقائق للتأكد منها».
ولفت التقرير إلى أن وفاة «غزالة» أدت إلى انتشار إشاعات في لبنان، فالبنسبة للبنانيين فإن اسمه يرتبط بآلاف الأشخاص الذين عذبهم وسجنهم وقتلهم، أو أصبحوا في عداد المفقودين، أثناء الوجود العسكري السوري في لبنان.
ونقلت الصحيفة عن النائب عن كتلة المستقبل «أحمد فتفت»، قوله: «لا تشعر بالسعادة لوفاة أحد، ولكن دون مبالغة شعرت بنوع من الراحة»، متابعا: «كان غزالة اليد القذرة في سوريا التي امتدت إلى لبنان».
وأشارت الصحيفة إلى سلسلة التكهنات حول وفاته، التي تراوحت من وفاة طبيعية إلى حقنه بإبرة فيها سم وهو في المستشفى، حيث كان غائبا عن الوعي.
وبينت كاتبة التقرير أن وفاة «غزالة» لن تؤثر على مسار الحرب في سوريا، التي مضى عليها أكثر من أربعة أعوام، هذا كله رغم خدمته الطويلة للنظام.
وذكر التقرير أن «غزالة» ولد في المحافظة الجنوبية درعا، وهي المنطقة الأولى التي انطلقت منها الثورة ضد نظام «بشار الأسد» عام 2011، ولم يكن «غزالة» يحظى بقاعدة دعم شعبية في سوريا.
وأضاف أن هناك عدة تقارير مثيرة للدهشة تلمح إلى دور للنظام في وفاته.
ففي العام الماضي ظهر شريط فيديو على «يوتيوب»، وفيه قام المقاتلون بتدمير فيلا تعود لـ«غزالة»، وجاء في التعليق المرافق للصور أن التدمير جاء بناء على طلب منه لمنع نهبها من قوات المعارضة.
وأورد التقرير أن مصادر المعارضة تقول إن تلك كانت طريقته لمنع استخدام الفيلا من مقاتلي «حزب الله» و«الحرس الثوري الإيراني»، ما يشير إلى أنه كان معارضا لتزايد دورهم في البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن «غزالة» تعرض لهجوم في مارس/آذار الماضي، من مسؤول أمني آخر وهو مدير الأمن العسكري «رفيق شحادة»، ولا تعرف أسباب الهجوم، ولكن هناك تكهنات بأنه جاء بسبب «حزب الله» ودوره في لبنان، وأدخل «غزالة» المستشفى وبقي فيه عدة أسابيع قبل وفاته.
ونقل التقرير، عن المحلل الأمني اللبناني «يونس عودة»، قوله: «كان غزالة مريضا جدا بسبب الضرب الذي تعرض له من شحادة، وظل في حالة غيبوبة لمدة شهرين حتى وفاته، هذه هي القصة الحقيقية».
وبحسب التقرير فإن دور «غزالة» في مقتل «الحريري» جعل آخرين يعتقدون بأن هناك تفسيرا آخر، فقد مات آخرون ممن كانت لهم علاقة بالاغتيال في ظروف غامضة، فالمسؤول السابق عن ملف الاستخبارات في لبنان «غازي كنعان»، الذي أصبح وزيرا للداخلية قالت الحكومة السورية إنه انتحر، ولكن الكثير من السوريين واللبنانيين يشكون في رواية النظام.
وهناك «جامع جامع»، الذي قتل العام الماضي في عملية شرق سوريا، وكان «غزالة» المسؤول السوري الأبرز الذي يملك معلومات عن العملية.
وأفادت الصحيفة بأن الاغتيال محل تحقيق في المحكمة الجنائية الدولية الخاصة في لبنان، التي ركزت على دور «حزب الله»، ولكنها بدأت تعيد النظر من جديد حول تورط سوريا.
من جهته قال المحلل في «ديلي ستار»، «مايكل يونغ»: «يقومون اليوم بحرف الاتجاه، ما أثار مخاوف من مساءلة مسؤولين أمنيين مثل غزالة، وطلب مثولهم أمام المحكمة الجنائية، مضيفا أنه من الصعب الآن توجيه اتهامات لموتى، ما يعني عدم وجود قضية»، وفق التقرير.
واختتمت «فايننشال تايمز» تقريرها بالإشارة إلى أن «سعد الحريري»، قال إن «غزالة» قد تعرض للضرب بعد يوم من اتصاله مع السلطات اللبنانية، وأضاف: «اتصل بنا غزالة قبل وفاته، وطلب الظهور على التلفزيون والإعلان عن أمر لا نعرفه»، وهو ما قاد البعض للتكهن بأن «غزالة» كان يحضر للانشقاق عن النظام، غير أن «بومنصف» يشير إلى تقدم المعارضة في الشمال وأن الناس تحب الإشاعات، ولكنهم ينسون الصورة الكبيرة، وهي أن النظام يتفكك من الداخل.
«فاينانشيال تايمز»: «رستم غزالة» حمل أسرار النظام السوري معه إلى القبر
gehaangeer
Mon, 04 May 2015 11:39:32 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى