اميرة يحيى تكتب : السواق كمان مات

أميرة يحيى

Monday, May 18, 2015 - 22:15

فكرت كثيرا في كيفية  تناول الصحف والمواقع الإخبارية لموضوع مقتل القضاة فأكتشفت أنها جميعا ذكرت الخبر كالتالي: مقتل ثلاثة قضاة على أيدي مجهولون بشمال سيناء، دون ذكر مقتل السائق المصاحب للقضاه إلا في تفاصيل الخبر.. السائق أيضا مات.. مثلها مثل ما تناولت الصحف اليوم خبر تنفيذ حكم الإعدام على 6 متهمين في القضية المعروفة إعلاميا بقضية "عرب شركس" دون إخطار ذويهم بميعاد التنفيذ، فمثلما افاق أهالي القضاة على خبر مقتل أبنائهم، عرف أهالي المعدومين اليوم خبر إعدام أبنائهم من الصحف! الألم واحد ولكن القلم مختلف.
على الرغم من أن خبر مقتل قضاة أو ضباط أو ماشابه في سيناء لم يعد خبر فاجع أو مثير للدهشة ويمكن أيضا وصفه أنه لم يعد مثير للشفقة! فمن المعروف أن السيد الرئيس يحارب الأرهاب وأنه سيثأر حتما من هؤلاء القتلة يوما ما، وأن الذين يموتون كل يوم ما هم إلا ضريبة لابد أن يدفعها الشعب من أجل حياة أفضل بدون أرهاب أو أخوان أو ثوار او صحفيين أو مصوريين أو طلبة أو رسامين جرافيتي أو مشجعين كرة أو أو .
أستقبل جثامين القضاة في المطار كل الشخصيات المهمة بداية من وزير العدل إلى اصغر ضابط وقاضي في البلد، ولكن لم يأت حتى الأن ذكر في أي وسائل الأعلام أن هناك سائق مات و هو السائق المخصص لتوصيل هؤلاء القضاة، سائق يعول ثلاثة بنات صغار، لم يذكر أسمه حتى الأن، لم يترحم عليه أحد ويعد بأخذ ثاره هو الأخر،لم يقدم لأهله العزاء، سائق لا تحتاج بناته وزوجته سوى ما يقدرون به على مواجهة هذه البلد الظالم أهلها من تقدير أو على الأقل عدم التفرقة فالموت لا يفرق بين قاض وسائق سوى بصالح الأعمال.
جميعنا نعرف أن مصر تتغذى يوميا على العنصرية ، كبيرها يأكل صغيرها بقلب بارد، بلد تعدم الشباب في سن التاسعة عشرة ولا تبالى، بلد تقتل مشجعين الكرة بحجة أنهم لا يحملون تذكرة، بلد تعدم الثائر وتبرأ الجاني وتتشدق بالكلام عن  ثورتين الأولى غاشمة والثانية غادرة، والثالثة إذا جاءت ستكون ثورة جياع يبحثون عن كسرة عدل لا كسرة خبز، فهناك من ينامون ببطون خاوية وعقول أيضا ولا يفكرون في الثورة ولكن من ينامون بأرواح كسيرة لا يفكرون سوى في كيفية تجبير أرواحهم وأخذ ثارهم من من ظلمهم حينها فقط ستكون قضت على نفسها براقش!
ومن الجدير بالذكر أن تم تخصيص 200 ألف جنيه تعويض لأسرة كل قاضي و100 ألف لأسرة السائق !

- See more at: http://elyomnew.com/readers/20437#sthash.hOKJg44l.dpuf

مواضيع مشابهة