فاجئنا هانى شكرى، ممثل شركة"wpp" في مصر والفائزة بتنظيم حفل افتتاح قناة السويس الجديدة والمملوكة لـ"مارتن سوريل" اليهودي من أصل بريطاني، بإعلانه تكلفة حفل افتتاح قناة السويس المقرر لها يوم 6 أغسطس المقبل بنحو 30 مليون دولار، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «هنا العاصمة» على قناة «سي بي سي»، الأمر الذى انتقده خبراء الاقتصاد ووصفوه بإهدار المال العام؛ وأن الدولة اتبعت سياسة المهرجانات لا الإنجازات، باهتمامها الإعلان عن افتتاح القناة لا عن الاستثمارات الجديدة التي جذبتها القناة لمصر، والعائد منها.
قال الدكتور سرحان سليمان، الخبير الاقتصادى، إن هناك فرقا بين إعلان الحكومة عن افتتاح ضخم وحملة دعاية كبرى بتكلفة 30 مليون دولار من أجل تبليغ العالم أن لمصر قناة سويس جديدة، أم أنها منطقة استثمار جديدة، موضحًا أن الأولى لا تحتاج إعلان أو دعاية أو حفل افتتاح عالمى، أما الآخر فيستحق لكنه مستبعد؛ لأنها لم تعلن عن مشروعات أو دراسات لجذب المستثمرين، متوقعًا أن تتحمل الإمارات والسعودية نفقات الحفل مع الشركة القابضة "wpp"، لعلاقتها الوطيدة مع أبو ظبى.
وانتقد "سرحان" تصريح الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، حول زيادة دخل مصر من مشروع قناة السويس الجديدة نحو 100 مليار دولار سنويًا، قائلًا: "عار عن الصحة تمامًا؛ فى ظل عدم الإعلان عن المشروعات التى ستدر عائدا سنويًا بهذا المبلغ مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها مصر".
واسترجع الخبير الاقتصادى، أسباب فشل المؤتمر الاقتصاد "مصر المستقبل" لعدم وجود أجندة واضحة ودقيقة للمستثمر، كمناخ شبيه للأحداث الحالية، واستغلال المؤتمر إعلاميا، موضحًا أن الأرقام المعلنة كعائد من قناة السويس فقط من أجل إثارة الرأى العام الداخلى للحفاظ على الحد الأدنى من المؤيدين للنظام الحالى.
ووفقا لتقرير آخر لموقع "جلوبس"، فإن إمبراطور الإعلانات والتسويق الذي حصل عام 2000 على لقب "سير"، يزور إسرائيل سنويا، حيث تمتلك شركته عدة أفرع هناك في مجال الإعلانات من بينها شركة"y&r إسرائيل" التي تستحوذWPP على جميع أسهمها، وكذلك"JWT إسرائيل" ويملك اليهودي سوريل 75% من أسهمها، إضافة إلى مكاتب الإعلان "آلدار- حومسكي وبوجل أوجيلبي" التي ترتبط معه باتفاقات تمثيل، كذلك تمتلكWPP نحو 75% من أسهم شركة "يونيون ميديا" للخدمات الإعلامية، وترتبط باتفاقات تمثيل مع مكاتب العلاقات العامة "شتيرن- آرئيلي" و"تريفاكس".
"سوريل" يهودي متدين كما يصف نفسه في حديث لموقع" كالكاليست" الإسرائيلي، منشور بتاريخ 23- يونيو- 2011 فهو يصوم "يوم كيبور" أو "عيد الغفران" اليهودي ويحتفل برأس السنة العبرية، ويضيف أن زوجته الأولى كانت يهودية، بينما زوجته الحالية مسيحية كاثولوكية.
من جانبه، قال الدكتور صلاح العمروسى، الخبير الاقتصادى، إن تكلفة افتتاح حفل قناة السويس الجديدة المقرر له 6 أغسطس المقبل، بنحو 30 مليون دولار، إصراف وإهدار للمال سواء من الشركات الأجنبية أو المصرية، موضحًا أن الاقتصاد المصرى يعانى من أزمات عديدة منها عجز فى الموزانة العامة، وقلة الصادرات وزيادة الورادات، وضعف السيولة النقدية للجهاز المصرفى، وارتفاع جميع انواع السلع الاستهلاكية.
وفى نفس السياق، قال الدكتور صلاح جودة، رئيس مركز الدراسات الاقتصادية، إنه يجب على الحكومة إعلان المزايا التى جعلت WPPتفوز، مضيفا أن الشفافية لا تعنى الإعلان عما نفعل، وما تم، ولكن معناها الإعلان عما لم نفعل، وما لم يتم ولماذا؟.
وأوضح "جودة" أن الرأى العام بحاجة لمعرفة ما الشركات الأخرى المتقدمة لحفل افتتاح قناة السويس، وعلى أى أسس ومعايير فازت شركة "wpp"، مؤكدا أن ميزانية الدولة لن تتحمل تلك النفقات.
ولد مارتن سوريل مؤسس شركةwpp في لندن لأسرة يهودية، وأعلن في صغره رغبته أن يصبح رجل أعمال، في عام 1975 بعد انتهائه من دراسة إدارة الأعمال بجامعة هارفارد، التحق بشركة ساتشي آند ساتشي التي يملكها اليهودي من أصول عراقية تشارلز ساتشي وشقيقه موريس وهي ضمن أشهر وكالات الإعلانات في العالم.
عمل سوريل في ساتشي نائبا للمدير المالي وهي الوظيفة التي ظل يشغلها حتى 1984، ويقول في حديث خاص مع موقع "جلوبس" الاقتصادي الإسرائيلي منشور في 23 نوفمبر 2010، إنه في سن الأربعين قرر العمل لصالح نفسه، وفي عام 1985 اشترى شركة WPP"تصنيع منتجات بلاستيكية" التي كانت متوقفة النشاط، وخلال 3 سنوات اشترى 18 شركة مجمدة النشاط أيضا.
حتى أصبحت"WPP" أكبر وكالة إعلانات في العالم، حيث يعمل بها نحو 180 ألف عامل في 3 آلاف فرع في 111 دولة، تمنح الشركة زبائنها خدمات إعلانية، وإدارة وشراء وسائل الإعلام، وخدمات العلاقات العامة والعلامات التجارية والتسويق الالكتروني، والتسويق المباشر وترويج المنتجات اوخدمات الاتصالات المتطورة، بلغت إيراداتها 11.5 مليار جنيه إسترلينى حتى ديسمبر لعام 2014، فيما بلغت قيمتها السوقية 20.5 مليار جنيه إسترلينى، وتمتلك" w.p.p" قائمة أولية في بورصة لندن ومؤشرهاFTSE 100، كما تملك قائمة ثانوية في بورصة "ناسداك".
وتأسست عام 1986، كشركة لمنتجات البلاستيك والأسلاك، وفي عام 1987 أصبح "مارتن سوريل"، رئيسًا تنفيذيًا للشركة. ووافقت" w.p.p"، عام 2000، على شراء شركة إعلان مقرها الولايات المتحدة الأمريكية تدعى "يونج آند روبيكام" بـ 5.7 مليارات دولار أمريكي.
أما عام 2008، ضمت إليها" w.p.p" على شركة تايلور نيلسون سوفريس مقابل 1.6 مليار جنيه إسترليني، لكن اضطرت الشركة، عام 2009 إلى خفض عدد موظفيها بنسبة 12.3% ردًا على بداية الركود العالمي 2008–2012، وفيما يخص الضرائب، تبذل" w.p.p" قصارى جهدها لخفض الضرائب على شركاتها، حتى أنها دفعت 1.6٪فقط من إجمالي إيراداتها عام 2010.
30 مليون دولار لافتتاح قناة السويس دون استثمارات إهدار للمال العام
علي المنزلاوي
Sat, 20 Jun 2015 11:17:51 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى