آخر المواضيع

آخر الأخبار

09‏/06‏/2015

«الشباب» يبحث عن الهجرة.. ودولة «العواجيز» تحكم

«الشباب» يبحث عن الهجرة.. ودولة «العواجيز» تحكم

تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال خطابه الأول عقب توليه رئاسة الجمهورية إلى الشباب، قائلا: «إلى شباب مصر وشباتها أمل المستقبل، حاملي مشاعل العلم والتنوير، أقول لكم: الوطن لكم وبكم، أنتم من سيعمرونه وسيبنوه، وسينهض بشتى مناحيه، اعملوا وساهموا بفاعلية، دوركم مقدر وجهدكم محمود، لكنه لم يكتمل بعد، فأنتم أشعلتم غزوة الثورة وأكملتم مسيرتها بالتعاون مع كافة فئات الشعب، لكن الوطن لايزال في حاجة ماسة إلى عملكم وإخلاصكم لروحكم الممتلئة بالأمل والحياة».

وعلى الرغم من أن كلمات الرئيس تحمل فى ظاهرها مدى الاهتمام بالشباب وضرورة الاستفادة منهم ومن طاقتهم، إلا أن الواقع يناقض ذلك، فتم تهميش الشباب، فضلا عن إغفال آرائهم ومبتكراتهم، بل وصل الأمر إلى اعتقال العشرات منهم داخل السجون.

الطبيعى أن يتحدث الشباب عن المستقبل المقبلين عليه، كعادة كل البلدان، إلا أنه فى مصر وخصوصا فى الفترة الأخيرة، انعكس الحال، وبدأ الشباب يتحدثون عن الموت والهجرة، مع زيادة أعداد المقبوض عليهم لأسباب سياسية، أو من وافتهم المنية خلال مسيرة أو تظاهرة أو حتى فى أحكام إعدام نفذت أو قيد التنفيذ.

على النقيض، التفت مجموعة كبار السن «العواجيز» حول الرئيس السيسى، متحدثين عن عن التفاؤل والأمل والمستقبل، مما أدى إلى تراجع مؤشر السعادة العالمي الذى صنّف مصر رقم 135 عالمياً فى مستوى سعادة شعوبها خلال العام الماضي.

وبرغم مرور أربعة أعوام على ثورة يناير وعامان على يونيو، إلا أن تغريدات الحزن واليأس احتلت خلال العام الماضى 2014 مواقع التواصل الاجتماعي الذى يستخدمه عدد كبير من الشباب، كما ظهر مرة أخرى على الساحة السياسية «عواجيز» الحزب الوطنى المنحل، خاصة بعد براءات رجال مبارك ورفض المحكمة عزلهم.

كما سعى عدد من رجال الأعمال حسب كشوف المرشحين لبرلمان 2015، إلى اقتناص مقاعد برلمانية في سبيل عودة دولة المال والنفوذ، فعلى سبيل المثال ترشح على مقاعد الفردي، رجل الأعمال في محافظات مصر كافة، فقد ترشحت شاهيناز النجار، سيدة الأعمال وصاحبة سلسلة فنادق النبيلة عن دائرة المنيل، وتيسير مطر، رئيس حزب الدستوري الاجتماعي الحر في دائرة المنيل، وحسين مجاور في المعادي، وسعد الجمال بدائرة الصف بمحافظة الجيزة، وأحمد أبو حتة، رجل الأعمال المعروف ومرشح الحزب الوطني عام 2011، وغيرهم من الأسماء.

على الجانب الآخر، بدأت نبرة الإحباط واليأس والبحث عن فرصة عمل خارج البلاد أو الهجرة تملأ حناجر أغلب الشباب وخصوصاً أصحاب الميول الثورية.

يقول مينا ثابت، الباحث الحقوقي، إن إقبال الشباب على الهجرة بشكل كبير يدل على حالة من فقدان الأمل فى التغيير المنشود الذى ظلت أجيال كثيرة من الشباب تحلم بتحقيقه طوال السنوات الماضية، وفي ظل الوضع المتردي اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا الآن فى مصر بعد ثورتين، فقد انتابت حالة من اليأس والإحباط الشباب، ويظهر ذلك جليًّا فى تعدد حالات الانتحار المنتشرة مؤخراً، وأيضا محاولات الهجرة بشكل مكثف.

من جانبها، لفتت الدكتورة سالى توما، أستاذ الطب النفسي، إلى تراجع مساحة حرية الرأى فى مصر، وكثرة الأزمات السياسية، وتهميش الشباب لحساب فئة معينة، الأمر الذى بدّل المشاعر عند الشباب ممن شاركوا بقوة فى ثورة يناير وموجاتها واستمدوا الأمل والأحلام فى التغير، ليصبحوا بائسين رافضين للوضع ككل، مما يدفعهم لترك البلاد والبحث عن وطن أفضل يحتضنهم ويستطيعون من خلاله أن يستمدوا أملهم من جديد بعد القهر والاستبداد.

وأضافت "توما" أن الأنظمة طوال الوقت تستبعد الشباب من حساباتها؛ لأنهم يمتلكون عقلية وطاقة التغيير والإبداع، وبالتالى تخشى السلطة أن يكون الإبداع على حساب وجودهم فى مناصبهم من الأساس، لذلك تستعين دائما بالفئات العمرية التى تعدت مراحل الشباب، ممن يميلون فى أغلب الوقت إلى استمرار الوضع على ما هو عليه، بجانب أصحاب المنفعة الذين يظلون فى أماكنهم مؤيدون مهما تغيرات الشخصيات، ويبحثون دائما عن تواجدهم فى المشهد بالتقرب من السلطة.

وفى سياق متصل، قال عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان: «حتى الآن، لا يوجد جهود حقيقة بذلت من الدولة لاحتواء الشباب وتمكينهم فى المناصب للاستفادة من طاقتهم وطموحهم»، مضيفا أن المجلس تقدم من قبل بدراسة مشروع عن كيفية تمكين الشباب للرئيس المؤقت المستشار، عدلى منصور، ولم يفعل حتى الآن.

وأوضح "شكر" أن المشروع كان يهدف إلى إنشاء مفوضية للشباب مستقلة تماما عن مؤسسات الدولة، تعمل على تثقيف وتأهيل الشباب للمناصب القيادية وتوظيفهم فى المناصب المتنوعة حسب المؤهلات وحسب كل بيئة، إلا أن أحدًا لم يلتفت إليه، مما جعل الشباب يشعر بحالة من الإحباط وافتقاد الأمل؛ نتيجة إبعادة على المشاركة الحقيقة فى الحياة السياسية للدولة.

The post «الشباب» يبحث عن الهجرة.. ودولة «العواجيز» تحكم appeared first on البديل.

«الشباب» يبحث عن الهجرة.. ودولة «العواجيز» تحكم
شيماء حمدى
Mon, 08 Jun 2015 13:22:54 GMT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى