باهتمام يشوبه القلق والترقب، قامت الصحف الأمريكية بمتابعة نتائج ما تشهده العلاقات السعودية الروسية من تقارب في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن الزيارة رفيعة المستوى التي يقوم بها ولي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، جاءت عقب سلسلة من المباحثات الهاتفية بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبحسب موقع “عاجل” نقلاً عن موقع “إنترناشونال بيزنس تايمز” الأمريكي، فإن المحللين السياسيين الأمريكيين يخشون من أن يتسبب هذا التقارب الحاصل بين المملكة -التي تعد أهم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة- وروسيا، التي تعد العدو اللدود للولايات المتحدة الأمريكية على حد وصف الموقع؛ في إعاقة الجهود الأمريكية والأوروبية الرامية إلى فرض عقوبات اقتصادية موجعة على روسيا نتيجة تدخلها في شأن أوكرانيا.
وقال الموقع، إن اتفاقية التعاون النووي بين المملكة وروسيا تُعد من أهم ما تم الاتفاق عليه بين البلدين الخميس (18 يونيو 2015)، وأوضح أن الجانبين -السعودي والروسي- قاما بعد ساعات من الاجتماع الذي جرى اليوم بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي بمدينة بطرسبورج الروسية، بالتوقيع على ست اتفاقيات تتعلق بالتعاون المشترك بين المملكة وروسيا، ومنها الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية.
ولفت الموقع إلى أن اتفاقية التعاون واسع النطاق التي قام وزير البترول السعودي علي النعيمي بمناقشتها مع نظيره الروسي تعد من أكثر الأشياء التي أقلقت الجانب الأمريكي، نظرًا إلى أن أي تعاون في مجال إنتاج النفط بين المملكة وروسيا سيؤدي حتمًا لحدوث تحسن في الاقتصاد الروسي على المدى المتوسط، ما سيُضعف أثر العقوبات الاقتصادية التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لفرضها على روسيا.
وأفاد الموقع بأن هذه الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد لموسكو بتوجيه من الملك السلمان سبقتها مباحثات طويلة بين الجانب السعودي والروسي، حيث جرى اتصال هاتفي طويل بين الملك سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شهر إبريل، أعقبه بعد ذلك الاجتماع الذي جرى بين الملك سلمان والمبعوث الخاص الذي أرسله الرئيس الروسي للمملكة في 27 مايو، وذلك قبل يوم واحد من قيام السفير السعودي الجديد بتقديم أوراق اعتماده للمسؤولين الروسيين بموسكو.
ويرى سيمون هندرسون، المحلل السياسي والمتخصص في شؤون الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط، في مقال له بموقع “واشنطن إنستيتيوت” – أن السرية أحاطت بالمشاورات التي جرت بين المملكة وروسيا، إلى درجة أن المملكة لم تُعلن عن ذهاب الأمير محمد بن سلمان في زيارة رسمية لروسيا إلا قبل ساعات قليلة من مغادرة الأمير للمملكة، واختيار الملك سلمان للأمير محمد بن سلمان تحديدًا الذي يبدو أنه يستعين به كمبعوث خاص، بالإضافة إلى مسؤولياته الأخرى، للذهاب لتلك الزيارة التاريخية لروسيا، كلها إشارات تؤكد أن العلاقات السعودية الروسية تشهد تحسنًا كبيرًا في هذه الآونة، وأن هناك تغيرًا كبيرًا حدث في طبيعة العلاقة التي تربط بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة.
ويتوقع المراقبون أن يؤدي هذا التقارب الجديد بين المملكة وروسيا إلى قلب الموازين في الحروب الجارية في العراق؛ حيث تقوم إيران بمساندة المقاتلين الشيعة هناك، وفي سوريا حيث تعمل إيران أيضًا على مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة المقاومة السورية، وفي اليمن تدعم التمرد الحوثي.
19/06/2015
قلق أمريكي من زيارة محمد بن سلمان لروسيا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى