آخر المواضيع

آخر الأخبار

18‏/06‏/2015

خليل العناني: الإخوان رهائن لدى السيسى

 

تناول الكاتب الصحفي خليل العنانى، أحكام الإعدام الصادرة مؤخرًا، بحق الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن هذا الأمر طبيعة، معتبرًا أن المقبوض عليهم في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى هم رهائن عنده.

 

وحمل عنوان المقال الذي نشره العناني في موقع "مصر العربية": "الإخوان كرهائن لدى السيسى":

ينطق القاضي بلغة ركيكة الحكم بإعدام محمد مرسى وغيره من قيادات الإخوان، بينما الجنرال الطبيب الفيلسوف يحتسي كوبًا من الشاي مع صديقه ومدير مكتبه "مهندس" الانقلاب ومخطط الصفقات، بينما في الخلفية صوت الشيخ "مصطفى إسماعيل" يرتل "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين".

يدرك الجنرال جيدًا أن أي حكم بغير الإعدام على مرسي وقيادات الإخوان يعني نهايته هو شخصيًا ويضرب شرعيته الهشة في مقتل، وهو يريد أن يستخدم ورقة الإعدام لضمان بقائه في السلطة أو المفاوضة بها إذا حانت لحظة التخلص منه. فجميع القضايا التي يحاكم فيها مرسي وغيره من قيادات الإخوان هى قضايا سياسية بامتياز ولا تمت للعدالة بصلة. وهو أمر طبيعي ومتوقع بعد انقلاب الثالث من يوليو. بل هذا هو الأصل في الانقلابات التي تقوم بالتخلص ممن انقلبت عليهم إما قتلاً أو باستخدام القضاء لتنفيذ هذه المهمة.

 

كما يدرك الجنرال أيضًا أن أي حكم بغير الإعدام على مرسي وقيادات الإخوان قد يؤدي إلى انقلاب جمهوره وشعبه عليه. وهو الجمهور الذي أصابته بفعل عملية الحشو والتجهيل والتحريض الإعلامي حالة من الجنون والسُعار التي لا تشبع إلا بمزيد من القتل والظلم.

 

ففيما يخص قضية "اقتحام السجون"، فإن كل الشواهد والوقائع تؤكد أنها قضية ملفقة ومتهافتة من أولها لآخرها. بل وبها من المفارقات العجيبة ما ينسفها من الأساس خاصة فيما يتعلق بضم أسماء أسير وشهيد فلسطيني للقضية.

كما أنه من المثير أن يحاكم مرسي وقيادات الإخوان في القضية دون المتسبب فيها ودون ضمن أية متهمين آخرين هربوا من سجن "وادي النطرون" حسب ادعاءات النيابة. بل الأدهى من ذلك أن مرسي نفسه وفى مكالمته الهاتفية مع قناة الجزيرة خلال ثورة يناير اعترف صراحة بأنه لا يعرف من اقتحم السجون ولا يدري ماذا يحدث، بل وأصر على عدم الهروب هو ومن معه.

 

أما فيما يخص قضية التخابر فيها من الهزل والمفارقات أكثر ما بها من الجد. وإذا كان ثمة من يجب محاكمته بتهمة التخابر فهم أولئك الذي يرفلون الآن في السلطة أو في نعيم من يحمونها ويدعمونها. فباعترافاتهم المسجّلة فإنهم متورطون حتى النخاع في تسريب أسرار الدولة لمموليهم ووكلائهم في الخارج. وذلك مثلما فعل اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسى حين كان على تواصل دائم بوكلاء الانقلاب في الخليج يقوم بإبلاغهم بكل ما يدور في اجتماعات المجلس الأعلى للقوات المسلحة عشية إعلان السيسى ترشحه للرئاسة، وقبل يومين اعترف الفريق الهارب أحمد شفيق صراحة بأنه كان ينسق مع الأمريكان ومع المخابرات المصرية من أجل الإطاحة بمرسى والإخوان من السلطة.

يحتفظ الجنرال بمرسي وقيادات الإخوان رهائن سياسية لديه. ولا يخجل من التصريح بذلك علنًا في كل مرة يُسأل فيها عن أحكام الإعدام مثلما حدث قبل أسبوعين أثناء زيارته لألمانيا. يريد أن يمتلك قرار العفو عنهم كي يستخدمه من أجل الابتزاز الداخلي والخارجي.

 

يريد أن يشعر بالتمكين من رءوس الإخوان فيشبع رغبته في السيطرة. وهو نفس الأمر الذي ينطبق على بقية النشطاء السياسيين المعتقلين في سجون النظام والذين أصبحوا رهائن لدى الجنرال يناور بهم الغرب من أجل الحصول على الدعم والقبول. وقد قالها صراحة في أحد الحوارات مع إحدى الجرائد الأجنبية "ادعمونا علشان نفرج عنهم". وهو منطق سياسي يعكس نفسية مريضة وخيال ساذج من شخص قفز للسلطة في لحظة تاريخية لا تتكرر كثيرًا.

 

ما يفعله الجنرال السيسى مع مرسي وقيادات الإخوان فعله كثير من الانقلابيين حول العالم من أمريكا اللاتينية إلى آسيا وإفريقيا. فعلها بينوشيه فى تشيلي وفعلها كنعان إفرين عام 1980 في تركيا، وفعلها غيرهم ولكن مصيرهم كان معروفًا أما السجن أو المحاكمة أو الهرب. ولا يوجد لدى أدني شك في أن جنرال مصر سوف يلقى نفس المصير إن آجلاً أو عاجلاً، واسألوا التاريخ.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى